الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازدواجية الغربية بين ثورتي ليبيا واليمن

دياري صالح مجيد

2011 / 3 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


الغرب الذي ننظر له في هذا المقال وفي كل ما نصطلح على استخدامه تحت هذا المسى هنا , على انه الحكومات وليس الشعوب , يذكرنا اليوم مجددا بالازدواجية التي طالما اتهم بها في التعاطي مع ملفات الشعوب التي ننتمي لها في هذه البقاع من الكرة الارضية , حيث نشهد تسوماني من نوع مغاير لذلك الذي ضرب اليابان , فهذا الاخير بالنسبة لشعوبنا تسونامي مُرحب به صلت شعوبنا وعملت لسنوات طوال من اجل حدوثه فهو ليس نتاجاً لفعل الطبيعة البحت بل هو نتاج لتفاعل عوامل محلية – داخلية واقليمية ودولية كذلك .

للدلالة على ما تقدم نشير الى تجربة الشعب المصري والتونسي , فلولا الدور الفاعل لقوى الداخل وتاثير العامل الاقليمي العربي وغير العربي مضافا لها الضغوط التي مارستها القوى الخارجية , لما كان المرء قادراً على ان يتخيل بان حكومات بهذا الثبات ستزول من على مشهد الحياة السياسية اليومية في دول ناضلت ولا تزال للتخلص من رمق الاستعمار الجديد الذي مارسته قوى تدعي الوطنية , لا لشيء الا لكونها تحمل جنسية البلد الذي تحكمه .

وبالحديث عن الملف الليبي وثورة ابناءه التي يُراد منها التخلص من شخص اخر من اؤلئك المهوسون بالسلطة الابدية , هي في طريقها الى الحل النهائي بالقضاء عليه في الفترة القادمة التي ستحددها العديد من المعطيات على الارض والتي يتعلق اغلبها الان بمدى انضباط الثوار والالتفاف حول نخبة قادرة على توجيه الجماهير بطريقة مناسبة تساعد على تكثيف قدرة الفعل السياسي لديهم , ليتحول الموضوع وفقاً للدعم الكبير المُقدم من الغرب لثوار ليبيا في تهيئة الاوضاع الاستراتيجية المناسبة للاطاحة بالقذافي عبر قص اجنحته المتعددة , الى مجرد وقت ليصبح قاب قوسين او ادنى من عملية اسره او اغتياله ( على الاقل في ظل ما يجري اليوم , دون ان يتسبعد المرء ما يجري في الخفاء من مناورات خاصة بتعديل المشهد المستقبلي لليبيا , وهو ما ستحكمه الايام القادمة ) . وهو امر ما كان ليحدث لو استمر الصمت الغربي في موقفه المحير الذي اُنتقد كثيراً بفعل احداث ليبيا . ليعزز هذا الامر الفرضية التي اشارت الى ان نجاح او فشل مطالب الجماهير بالتغيير او بالاصلاح تتأثر كثيراً بنجاحها او فشلها بعوامل عديدة داخلية وخارجية .

بالمقابل نجد ان ما يجري في اليمن من اعمال وحشية بحق المتظاهرين اصحاب المطالب المشروعة , لازال يواجه برصاص القوات الحكومية , امام صمت الغرب المطبق على هذا الامر , وكأن ما يجري في ليبيا يختلف في جوهره عن ما يجري في اليمن , رغم ان كلا الشخصين الحاكمين يمارسان ذات السياسات وذات الاساليب القمعية وذات الرغبات في الحكم الى نهاية الدهر , فهل من مبرر لهذا الموقف يا ترى ؟ ام انه امر ذو علاقة صميمية بالمصالح الغربية وعلى رأسها الامريكية التي وجدت في التدخل في ليبيا بهذه الطريقة فرصة سانحة لاظهار الوجه الحسن لدعاة الديمقراطية في توجه ربما اريد منه الرد على من يتهم الغرب بالتقصير في التعاطي مع الملفات الاخرى المشابهة في المنطقة كما هو الحال مع الملف اليمني ؟ .

لو نظرنا الى الموقع الجغرافي لليمن والى اهمية هذا الموقع خاصة في ظل الوضع الموجود في البحرين اليوم , ولو نظرنا الى طبيعة السكان القبلية , والى دور العديد من قيادات القاعدة ونشاط الحوثيين, والى احتمال الصراع الداخلي بين طوائف مختلفة هناك , ناهيك عن اسباب اخرى كثيرة منها ايضاً المكانة الاستراتيجية الكبيرة التي يشغلها مضيق باب المندب , لتوصلنا الى بعض من مقدمات الاجابة عن الاسئلة التي طرحت في اعلاه , والتي تقودنا الى الاشارة بان امريكا لا تخشى على الشعب اليمني من ان يُسحق بالكامل تحت دبابات السلطة بقدر ما تخشى من ان يقود اي تغيير خارج ما رتبت له في استراتيجيتها , الى مزيد من الفوضى في الخليج وبالتالي الى مزيد من التهديد لمصالحها الكبرى هناك . فهل ستقدم امريكا على تغيير ما ( شكلي ) في اليمن السعيد يا ترى ام لا ؟ . وهو بالطبع افضل ما ستقوم به لحماية آليات التوازن الاقليمية بالنسبة لها , ليأتي على غرار ما جرى في مصر التي لم تكن امريكا لتترك الفرصة فيها لتضيع من بين يديها بقدوم حكومة تغرد خارج السرب الامريكي مطالقاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا