الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نُباح بُثينة وغناء الدّماء في درعا

السموأل راجي

2011 / 3 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


حُزمة من الوعود والبشائر والإقرارت ضرطت بها بُثينة شعبان فتنفّست ريحها هي ومن دفعها لإلقاء كلمات بالنّيابة عن جُرذان الحُكم في دمشق،هناك إنتفاضة كرامة وحُرّيّة في سوريا لا ريب فيها وهبّة غضب عمّت شوارع البلاد وهناك دماء أُريقت بأمر من مافيات السّلطة المافياويّة كُلّها بدون إستثناءات وهناك كرامة ديست تحت أقدام بهايم الأمن السّياسي المُدجّج بالسّلاح ليُواجه حناجر لم تتوقّف عن الهُتاف وتأتي بُثينة وليتها كانت خرساء لتقول ببساطة:كُلّ المطالب المُحقّة للمُواطنين السّوريّين تأخذها القيادة بدقّة،لتستحقّ على جُملة كهذه بصقة.لقد كانت كلمة تُذكّر أحرار العرب ومُنتفضيهم بخطاب المخلوع بلا رجعة بن عليّ يوم قال:أنا فهمتكم،كم من الدّموع عليها أن تُذرف وكم من الدّماء عليها أن تسيل وكم من العائلات عليها أن تتشرّد وكم من مُواطن عليه أن يُختطف حتى نسمع ضُراطًا كمهزلة بُثينة شعبان أحد أركان نظام إهترأ وإنتهت صُلُوحيّاته مُنذ أن قصف المُدن وزجّ بخيرة أبناء سوريا في السّجون ونفى من نفى وهجّر من هجّر في مسعُوريّة كلبيّة تتكرّر مهازلها من جديد في عرُوس الجنوب السّوريّ درعا التي تحوّلت لمركز شرارة الغضب وسيدي بوزيد أخرى لتخسأ بثينة ومن أرسلها.

ضرطت بثينة لتقول أنّ رئيسها لا يقبل بقطرة دم واحدة تُراق وأنّه شكّل لجنة لتقصّي حقائق الإجرام عبر القتل العمد وفتح الرّصاص الحيّ على المُتظاهرين في درعا،ولا أدري إن كان غباؤها مُكتسبًا أم فطريًّا،،فسيّدُها الرّئيس يُمسك البلاد بقبضة من حديد وأخرى من نار لا يهمس الذّباب من حَوله إلاّ بإذنه ولن يتجرّأ زبانيته على فتح النّار إلاّ متى كانت أوامره وواضحةً وخطّيّة واللجنة التي شكّلها لتلميع صُورة له لن ينفع العقار في تحسينها لن تنطلي على أحد ولن تكُون شرعيّة إلاّ متى شكّلتها حساسيّات أهليّة ومُنظّمات مُجتمع مدني لم تتورط في رشاوى الأسد ومُشتقّاته مع توفير حدّ من الحُرّيّة للتّحقيق وهذا ما لن يجرؤ عليه بشّار ولا بُثينة ومن لفّ لفّهما،أمّا موضوع الرّشوة الإجتماعيّة مهزلة المهازل فهو فاشل تعيس مردُودٌ على أعقابه فلقد تجاوز مدى الإنتفاضة حدود لُقمة العيش لوحدها وجمع بينها وبين الحُرّية والكرامة وتحوّل الأمر لقناعة عامّة مفادها ان لا توزيع عادل للثّروة ولا إرتقاء مهنيّ ولارواتب تأخذ بعين الإعتبار مُعدّلات الأسعار إلاّ عبر القضاء على النّهب التّراكُميّ لآل الأسد كبيره وصغيره خاصّة مع فيض مُعطيات عن حجم ثروة تجاوز الخيال ويُشكّل أضعاف الميزانيّة العامّة للقُطر بأسره،حاولت بثينة دغدغة جيوب العاملين في الدّولة فما عساها تقول لملايين الحرفيّين والعُمّال في القطاع الخاص وجحافل فلاّحين فُقراء وما عساها تقُول لعائلات الشّهداء بعد حديثها عن رفض رئيسها للدّماء:أبولٌ هذا أم دم يا بُثينة ذلك الذي سال في درعا؟؟أيتمُّ إختزال مُعضلة الإعلام في مرسوم يُصدره بشّار دون تشريك لأهل الإختصاص عبر تراكيب فضفاضة إنشائيّة بليدة تتمحور حول الإستجابة لتطلّعات المُواطنين؟لم تتوقّف مُستشارة بشّار عن التّضليل عبر التّلويح بالأيادي الخارجيّة وعصابات مُسلّحة داخل جامع شهد مجزرة بكُلّ ما في الكلمة من معنى،ولاتزال المُقاومة ورقة يُلوّح بها نظام مُحنّط أمام مُعارضيه وأمام حركة جماهيريّة تتردّد صرختها الأولى إنطلاقًا من درعا وصولا لدمشق والقامشلي وحمص وبانياس ومُدن ششرق وغرب البلاد،المُستشارة بغبائها لم تنطق بالإفراج الفوريّ عن كُلّ المُعتقلين ولم تُعلن عن إنسحاب فيالق القمع ولم تُوجّه التُّهم لمن إرتكب جرائم القتل في حقّ طلائع التّغيير الدّيمُقراطيّ في سوريا،ولم تُعلن الغبيّة عن مّفاوضات جدّيّة ندًّا للندّ مع اللّجنة المُنتخبة من جماهير درعا التي إعتُقل عُضوين منها،لم تتحدّث بُثينة عن 124 مفقود وأكثر من 50 شهيد في كلمتها فكانت منها ضُراطًا مُمرّرًا من رئيسها،عجزت الغبيّة عن ذكر كلمة إنتفاضة في كلمتها ولم تتحدّث إلاّ عن تشكيل لجنة نقابية عليا مهمتها لمحاسبة المقصرين والمتسببين بأحداث درعا،كانت عروس الجنوب وروضة شُهداء الحُرّية عندها مُجرّد أحداث ناتجة عن تقصير تتشكّل لجان من نقابات مُتذيّلة في مُعضمها لدوائر المُخابرات الأسديّة للبحث عنن المُتسبّبين الذين أظهرهم إعلام الطّاغية في صُورة عصابات مُلثّمة في تكرار لسيناريو بن عليّ بشكل أكثر رداءة وسماجة.

جاء الردّ على ضُراطها شعبيًّا وبمدًى يُقضّ مضجع بشّار المُؤرّق:الثورة السورية ضد بشار الاسد،هذا هو عنوان الردّ اليوم الجُمعة 25 مارس/آذار فإنطلقت مُظاهرات سلميّة من دمشق - دوما - درعا - حمص - الرقه - دير الزور - القامشلي - حماة - ادلب - حلب - اللاذقيه - بانياس - جبلة،إنطلقت تُطالب بمُحاكمات شعبيّة للإجرام الرّسمي في حقّ طلائع التّغيير الدّيمُقراطي في درعا وتُنادي بإسقاط بشّار ومن معه وتمنع دوائر المُخابرات وسائل إعلام عديدة مندُخول درعا فيأبى شباب الثّورة السّوريّة قمعًا مُضاعفًا وتنتشر فيديوهات الثورة عبر الشبكات والمواقع والهواتف النقّالة بصيغ أكثر نجاعة وكثافة مُسجّلةً نهاية عُقود الخيبات والقطع مع سرقة العُمر ونهب الثّروات الذي مارسته عصابات تغلّفت برداء يأباها ولوّحت بورقات لم تَعُد تستر عوراتها الكثيرة ومرحلة ما بعد بشّار بدأت ملامحها في التشكّل.

مجدًا للشّهداء وخزيًا لكل من صمت ويصمت على جرائم الأسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة