الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية المندوب الفلسطيني

سامي الاخرس

2011 / 3 / 26
حقوق الانسان


الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها بحظيرة مطار القاهرة برعاية المندوب الفلسطيني
كعادتنا نحن أصحاب القلم إن جيز إطلاق هذا الإسم علينا، نقف طويلاً أمام حالات معينة للحظات ونبدأ برصد الحالة وتصويرها بالخيال الإنساني المرهف بلحظة عاطفة، ووجدان.
لم أتوقع خيراً عما سبق بمطار القاهرة الدولي فيما يتعلق بالفلسطينيين ومعاملتهم التي لا ترتقِ لمستوى الإنسان بأي حال من الأحوال من قبل الأشقاء المصريين، الذين يسمحون لكل الكائنات أن تعبر من مطار القاهرة، إلا الفلسطيني، وفعلاً لم يختلف الحال كثيراً فيما بعد مبارك، أو ثورة التحرير كما يطلق عليها بالأعراف الثورية المستحدثة بفكر المراهقين الذين أجازوا ورعوا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا لرفد الثورة بالنصر.
ورغم حالة التوقع المطلقة بأن شيء لم ولن يحدث في معاملتنا بمطار مصر إلا أن ما فاجئني بل صعقني هي تلك التطورات والاستحداثات في المعاملة، حيث حظيرة الترحيل – إن جاز لها فعلاً أن تكون حظيرة- للحيوانات وليس للبشر، الصورة التي لم آراها في السابق والتسهيلات الفذة التي خلقتها ثورة الخامس والعشرين من يناير فيما يتعلق بغزة وفلسطين وأبنائها.
أول هذه الصورة حشد الرجال والنساء والأطفال والأفارقة المهربون وبالأحرى أو الأدق الإفريقيات المهربات والمحجوزات مع الفلسطينيين، نساءاً ورجالاً، اطفالاً وشيباً كله مزيج من البشر لا يستطيع التحرك بحرية نظراً لعادات وقيم العرب، تصلي الفتاة وسط الشباب، وتتحدث مع زوجها بالموبايل أو شخص من أقربائها والكل يستمع لما تقول، وقذارة المكان وهمجيته اللابشرية.
الصورة الثانية من يسمى مندوب السفارة الفلسطينية، ولا أعرف كيف يطلقون عليه هذا المسمى الذي لا يستحق لقبه، بل لا يستحقق لقب غفير على باب رياض أطفال فلسطينية، حيث أنه لا يقول لأي فلسطيني أي كلمة أو حرف حتى، ولا يرحب به، بل صدمني بأن أحد القادمين على طائرة الخطوط الجوية المصرية من صنعاء يقول له الفوج لم يتحرك بعد للمعبر فألحقنا به، وإذ بالمندوب الكريم الوطني القدير، يصرخ به قائلاً له لن تغادروا معهم ولن تلحقوا بالكشف الذي لم يبرح الحظيرة بعد لأنكم تختارون الوقت لموعد رحلاتكم لكي لا تنظروا في حظائر الترحيل المهينة للأدمية الإنسانية، فبأي منطق أيها المندوب تتحدث مع أبناء شعبك العالقين بهذا الأسلوب الذي لم يتحدث به الشرطي المصري الذي رفع سماعة تلفونة طالباً إلحاق القادمين بالكشف والمندوب الفلسطيني يرفض؟ وأي مندوب هذا الذي تنتدبه السفارة الفلسطينية ليمثلها ويكون صوت للفلسطينيين؟ وهل رأي هذا البني آدم نساء فلسطين يفترشن الأرض القذرة وسط الرجال دون غطاء؟ هل غادرته حمية الرجال؟ وخجل الفلسطيني؟
أعتقد جازماً أن هذا المندوب لا يستحق لقب فلسطيني كأقل الألقاب، ولا يستحق أن يكون آذن في أحد السفارات الفلسطينية، بعدما رأيت منه ما رأيت، وهو مشهد معاكس لما كنت أعتقد بأن هناك فلسطيني بهذه المواصفات. وكان لي ما كان منه عندما اتصلت به لأحدثه بأن يحاول ادخالي لمصر وإذ به يتحدث بعصبية وكأنه يحادث شيطان أو مسخ.
المشهد الآخر أن هذه النساء اللواتي يبلغ عددهن عشرة احتفلن بعيد الأم هذا العام في حظيرة مطار القاهرة الدولي الذي فيما يبدو أنه يشهد سيناريوهات لا أدرك كيف غابت عن ممثلي الدراما المصرية، فهي أروع دراما للإستحقار الإنساني بحق إنسان يقال عنه إنه فلسطيني، وليس هذا بل عليهم أن يتبعوا هذا الشيء بمعاملة موظفي السفارة المصرية في الدول مع الفلسطيني، الذي ما يعرفوا بحنسيته إلا ويبدأ النزق والصراخ، لا يريد سماع أي سؤال أو كلمة منه بل يريد مماسة هوايته في عملية الإذلال، والإهانة..... للفلسطيني.
الأم الفلسطينية التي رأيت جعلتني أحزن بأن هذه الكائنة المناضلة المحاصرة، التي قادت النضال الفلسطيني، وخاضت المعارك، واختطفت الطائرات، وصنعت ثوار تتعرض لمثل هذا الإمتهان بكرامتها، وإنسانيتها، وكرامتها، أمام نظر ومرأي المندوب الفلسطيني.
لا يمكن خلق مبررات لهذه الحالة تحت اي مبرر كان، فبعد معاناة أشهر في الحصول على التأشيرة للعالق الفلسطيني، تبدأ عملية الإهانة المتعمدة والمبرمجة من مصر وأجهزتها، والسبب الأمن المصري، فهل الفلسطيني عندما يغادر مصر كأي بشر وبطريقة محترمة يهدد الأمن المصري؟ وما وجه هذا التهديد؟ وهل حرمت عليه مصر كأي مخلوق يمر ويدخل ويغادر بطريقة آدمية؟
حلقات وحلقات لن تنتهي مما يشاهده الفلسطيني منذ أن تطأ قدماة مطار القاهرة، وهذا ليس ذنب مصر وحدها بل ذنب السلطة الوطنية التي يبدو إنها تناست حماية الفلسطيني والحفاظ على كرامته وإنسانيته، ولا أعلم ما هو مهمة وزارة الخارجية الفلسطينية، هل مهمتها منح الجوازات الحمراء فقط لموظفيها ودبلوماسييها أم مهمتها الحفاظ على كرامة هذا الفلسطيني الذي اصبح يبحث عن منفى بعدما كان يبحث عن وطن.
هي حلقة من حلقات الألم التي يتجرعها الفلسطيني في المعبر والمطار المصريان دون المخلوقات الأخرى التي تصول وتجول بمطار كيفما تشاء في حين أن الفلسطيني يتعرض للإبتزاز والإهانة بكرامته وأدميته.
سامي الأخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م