الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب موحد

أمير الحلو

2011 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


خطاب موحّد
أمير الحلو
لعل ابرز ما أفرزته الانتفاضات والثورات الاخيرة في بعض البلدان العربية هو وحدة خطاب المنتفضين من جهة ، ووحدة خطاب الحكام المنتفض كلهم من جهة أخرى ، فالناس تطالب بالحريات العامة والعمل ولقمة العيش وأنهاء الاستبداد والتشبث بالحكم وهي أهداف مشروعة بالنسبة للشعوب مع اأختلاف طرق التعبير من خلال الشعارات والاهازيج والممارسات السلمية التي يتخللها العنف أحيانا عند الاصطدام بقوات الحكام ، ولكن (الطريف) في الموضوع هو ما يتعلق بـ( وحدة) خطاب الحكام من دون أن يتفقوا على ذلك ، وقد يكون السبب أنهم ينتهجون سياسة واحدة ولهم أهداف محددة ، لذلك فلغتهم لابد وأن تكون واحدة ، واذا أردنا أختصار خطابات وتصريحات بعض القادة العرب ممن ذهبوا وممن سيذهبون لاستطعنا تحديدها وفق ما يلي .
1- أن الحاكم منتخب أو جاء للسلطة بأرادة شعبية لازالت موجودة .
2- ان المعارضين للحكم قد يطرحون مطالب مشروعة ولكن هناك بعض المندسين بينهم .
3- أن هناك تدخلات وإيحاءات خارجية لاسقاط الحاكم .
4- الاستعداد لسماع صوت المعترضين بعد أن يتركوا (ميادين ) الاعتصام .
5- أن الرد العسكري العنيف في بعض البلدان سببه أعتداء الشعب لا غير .
وبالامكان أن نكتب بياناً موحداً يتضمن هذه النقاط الرئيسية يتلوه كل حاكم عربي يتعرض لانتفاضة ضده بدلاً من الخطابات المتعددة وبوسائل متعددة وانفعالات مختلفة ، مع إلقاء اللوم على الذين يتجاوزون الذوق بمطالبة الحاكم بالتنحي عن الحكم قبل ان تنتهي مدة ( ولايته) علماً بأنهم جميعاً لم يوليهم أحد للتحكم بمقادير البلاد والناس ، واذا ما أنتخب بعضهم في حينه لمدة محددة فأنه ومن حبه الاستمرار في تقديم المكتسبات للشعب يقوم بتمديد فترة حكمه لسنوات أخرى بعضها مفتوحة لتكون مدى الحياة ، أما بعد أن يذهب الى دار حقه لا سمح الله ، فهناك (الاولاد) الذين رباهم على أخلاقه وسياسته ، وان الوطنية والالتزام تسري بعروقهم بفعل الحامض النووي الذي يجري في أجسامهم مؤكداً عراقتهم وأصالتهم .
من المفروض بالحاكم مهما كانت وسيلة وصوله للحكم أن يكون ذكياً (بعض الشيء ) وبالحدود التي يدرك فيها مسؤوليته آزاء بلده ، فأن نجح حسب المقاييس الشعبية وليس الخاصة فأن من حقه أن يطالب الشعب بأعادة أنتخابه لمدة محدودة أخرى تتيح الفرصة لأمثاله العباقرة لتولي المسؤولية ، وهكذا (نداولها بين الناس) ويبقى الحكم على كفاءة ومقدرة كل مسؤول من حق الشعوب وبناء على ما قدمه الحاكم أو لم يقدمه خلال فترة حكمه (الدستورية).
واذا كانت جامعة الدول العربية تواجه مشاكل ومصاعب حقيقية في كيفية التفاعل مع ما يحدث في بعض البلدان العربية ، فانها مطالبة بعقد مؤتمر قمة استثنائي مع أخذ السماح من الشعوب في خروج بعض الحكام من بلدانهم لحضور هذا المؤتمر ، ويكون جدول أعماله يدور حول نقطة واحدة وهي كتابة خطاب موحدّ يتلوه كل حاكم عربي يواجه انتفاضة يتضمن (الاتهامات) والتبريرات إياها ، وهذا المنجز بحد ذاته يؤكد ( وحدة الحكام) بدلاً من وحدة الشعوب ، ويعطي للجامعة حيّوية في الخروج بموقف موحد قابل للتنفيذ الأول مرة في تأريخها ، ولكن المشكلة التي يواجهها بعض الحكام أنهم لم يبقوا لهم أي خط للرجعة أو ( الروحة) بعد أن أصبحت أكثر الدول عربية كانت أم أجنبية ترفضهم ، فالذي يقتل شعبه لا يستحق أن يكون ضيفاً على شعب آخر .والذي يحيرنا حقاً هو المشهد الذي نراه على شاشات التلفزيون ، فالمكان الذي يجري فيه التظاهر هو قلب مدينة البلد (المعني) والشعب يهتف بلسان البلد ذاته ، والجموع تتكاثر وتجد دعماً داخليا وتفهما خارجيا ، ومع ذلك فالحاكم يقول عنهم أنهم (عملاء) وأقلية ، والسبب هو وجود (بعض المندسين ) !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام