الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تجعلوا الثورة السورية طائفية

سليم مهدي قاسم

2011 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



الاشارات التي تصدر من هنا وهناك وخاصة من الاطراف الخليجية تحاول ان توحي أن الثورة في سوريا ، هي ثورة للطائفة السنية ضد الطائفة العلوية التي ينتمي اليها بشار الاسد وزمرته الحاكمة ، القرضاوي قال ذلك علانية في خطبة الجمعة قال ان الأسد أسير لدى الطائفة العلوية وقد تناسى هذه القرضاوي ان الفساد والقمع وغياب الحريات هو الذي اوحى للسوريين بهذه الثورة ، وبيان صدر من احدى قوى المعارضة السورية هو الآخر اوحى لنا بذلك حيث قال البيان بان قوة من حزب الله اللبناني ( الشيعي ) هو الذي قمع المتظاهرين في درعا وكأنما يريد ان يقول لنا هذا البيان بأن الطائفة الشيعية في لبنان تقوم بمساعدة الطائفة العلوية التي تحكم في سوريا ، وايضاً قد تناسى هذا البيان بأن حزب البعث والعائلة الحاكمة في وسوريا تملك قوة بوليسية استطاعات من خلالها قمع قوى الحرية في هذا البلد الذي يملك طبقة وسطى متعلمة هي من اكبر الطبقات في المنطقة ، وان حزب الله قد صُنع لغيات اخرى غير غيات القمع في سوريا ، الصحف التي تصدر في منطقة الخليج تجد على صفحاتها الى جانب اخبار الثورة ، ثمة تحقيقيات وتقارير صحفية ايضاً تاريخ ( الحكم العلوي !!!! ) في سوريا ، وكأنما تناست هذه الصحف بأن الذي يحكم في سوريا هو حزب البعث ، بل يمكن القول بان ليس حزب البعث هو الذي يحكم في سورية وانما تحديدا هي عائلة الاسد .
الحكم في سوريا تحكمه العائلة ، وقد رأينا ذلك من خلال التوريث ، بل يمكن القول بان ما اخرج الجماهير ليس في سورية فقط وانما في مصر وليبيا واليمن ، هو فكرة التوريث التي نظرت الى الرئاسات الجمهورية وكأنها رئاسات ملكية بحيث يكون التوريث هو المسألة الحاسمة في الوصول الى سد الحكم وليس الطرق الديمقراطية المتبعة في كل العالم ، بالإضافة الى عوامل اخرى مثل قمع الحريات والفساد وغياب الامن سواء على المستوى الشخصي او العام ، كل هذه العوامل هي التي خلقت الثورة .
ان محاولة العبث من خلال الاحياء او حتى التصريح بان ما يحدث هو ثورة ضد طائفة معينة ، فيه خلخلة للثورة والتشكيك في العوامل التي قامت على اساسها ، وهذا لا يعني ان ثمة عوامل عرقية وطائفة هي جزء من المشكلة ، ولكن التركيز على هذا العامل يجعل الثورة تفقد زخمها وقدرتها على المطاولة ، ولعل التغيير الذي حصل في العراق والذي بني على اساس ان المطالب الطائفة لا المطالب التي تنادي بالحرية والقضاء على الفساد والتوزيع العادل للثروة بالاضافة الى وجود نظم ديمقراطية هو الذي قاد التغيير في العراق هو الذي كان النتيجة الحاسمة الى ما حصل ويحصل له الان من عنف وفساد وتوزيع طائفي للسلطة ، وكيف ان التغيير تحول الى عامل خسارة لا عامل نجاح في عملية التغيير . ثمة ان هناك نقطة في غاية الاهمية ، الا وهي ان التغيير الذي كاد ان يحصل في اهم منطقة في الخليج قد تم الالتفاف عليه من خلال الطائفة ، حيث صُوّر على ان مطالب التغيير في البحرين هي مطالب فئة ضد اخرى ، وتحديدا الشيعة باعتبارهم اغلبية ضد السنة باعتبارهم اقلية، مما استدعى تدخل الدول الخليجية السنية الذي قاد ـ في النتيجة النهاية ـ الى تؤجل الثورة في هذا البلد المهم حتى اشعار اخر .
ان دخول العامل الطائفي السني ، حسب التصور الخليجي الذي لا يستطيع النظر الى ابعد من طائفته ، سيقود الى خسارة الثورة في سوريا ، وربما اذا ما تطورت الامور الى هذا المنحى يجعل تدخل حزب الله الشيعي والحرس الثوري الايراني الشيعي الى الجانب الطائفة العلوية في سوريا ، امرا ممن الممكن حصوله بصورة كبيرة اسوة بما حصل في البحرين وقبلها عندما تدخلت السعودية في معركة اليمن ضد الحوثيين .
الثورة في سوريا حركتها عوامل كثيرة ، لعل اهمها هو غياب الحريات وانتشار ظاهرة القمع على اسس حزبية او مناطقية ، بالإضافة الى الفساد الذي شكل العامل الاهم حيث ان قلة من الحزبيين هي التي تسيطر على موارد الدولة كلها وتتحكم بها .
لقد اكتشف الشعب في المنطقة كلها الطريقة المثلى لإزالة حكم العائلة ، وهذا التغيير لا يشمل الجمهوريات فقط وانما سيصل في القريب العاجل الى العائلة الملكية واي كانت المبررات لحكمها ، على الاقل ستعلم هذه الثورات بعض الحكام الطريقة المثلى لقراءة الاحداث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالفيديو - إعصار قوي يدمر مبنى في بضع ثواني في ولاية نبراسكا


.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال




.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟


.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف




.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس