الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة اليمن السعيد

معتز حيسو

2011 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


رغم الفروقات الشكلية والظاهرية بين الأنظمة العربية،إلا أن الحقائق الواقعية تشير إلى التماهي والتماثل في العمق الاستبدادي. فكل زعيم يؤكد على فرادة نظامه، و تميز دولته بكونها تمثل نموذجاً خاصاً. ظاهرياً يبدو هذا الكلام صحيحاً، لكن في حقيقة الأمر فإن الدلائل تشير إلى غير ذلك. إذ يبدو بأن الزعماء العرب لا يتقبلون مجرد التفكير في تداول السلطة، فجميعهم يتمسك بها كأنها شيئاً من ذاته، إن لم تكن حقيقية هي كذلك. جميعهم على اختلاف الأشكال والمستويات يدمج السلطات الثلاث. ويبسط الطريق أمام سلطة الأجهزة الأمنية،التي يتزعمها أبناؤه وأقربائه وموالوه... يتكلمون عن الديمقراطية والمشاركة السياسية و الإصلاح والتطوير .. وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، يؤكدون باستمرار بأنهم يعبّرون عن مصالح شعوبهم، وعلى أرض الواقع فإن سياساتهم تناقض ذلك. يلوحون بأنهم حماة الوطن والمجتمع من الفتن الطائفية والمذهبية وإلى ما هنالك من تناقضات،وفي الحقيقة هم من يشتغل على إبقاء جذوتها مشتعلة تحت الرماد لساعة الحسم،وساعة الحسم هي اللحظة التي يعي المواطن فيه ذاته ومصالحه ويكون مستعداً للدفاع عنها وعن حريته. يلوحون بمكافحة الفساد، وهم من ينشره ويعمّقه... يدعّون الحفاظ على الثروات الوطنية ومحاسبة الفاسدين والنهابين، وهم من يراكم ثروات الشعوب بحساباتهم الشخصية في بنوك الدول الغربية.يدعون الحفاظ على أمن المواطن الغذائي وهم سبب التقشف وتنامي عدد الفقراء والعاطلين عن العمل ومن هم تحت خط الفقر ومن يعانون الجوع والحرمان ، يزعمون تمسكهم بمشاريع التنمية الاقتصادية والبشرية وهم يساهمون في خراب البلاد والعباد. يدّعون محاربة الإرهاب ،ويدعمون خفية الحركات السلفية والجهادية، لتكون زراعهم الضاربة حين تزف الساعة. .... يوجد الكثير من المفارقات التي يمكن أن نوردها،لكن نكتفي بما ذكرناه، ونتساءل : هل ما عرضناه يعبّر عن الواقع اليمني فقط ؟ بالتأكيد سيأتي الجواب بالنفي. وطالما الواقع العربي على درجة عالية من التشابه، فإننا يمكن أن نتحدث عن ذات القضايا المذكورة، لكونها تقارب الواقع اليمني. إذ بات واضحاً بأن الشعب اليمني قد حسم خياراته، ويدعمه في هذه اللحظة بعض القادة العسكريين والمدنيين، ورغم ذلك فإن الزعيم اليمني يحاول أن يلعب على الوقت ويمارس لعبة شد الحبال إضافة إلى سياسات التخويف من نشوء حرب أهلية متذرعاً بأن الشعب مسلح، وقد يكون هذا صحيح من جانب واحد ، لكن من الجانب الآخر فإن المواطن اليمني والقوى السياسية والقبائل اليمنية تجاوزت هذه الفرضيات. وما يشد أزر الزعيم اليمني ويعزز من قوته هي الرسائل غير المباشرة للزعيم الليبي، الذي لن يبرح السلطة حتى يدمر البلاد ويبيد العباد. إذاً الرسالة واضحة: التمسك بالسلطة حتى لو أدى هذا إلى الدمار الشامل والكامل. وإذا كانت دعوات الإصلاح التي يبادر بها الزعماء العرب ومنهم الزعيم اليمني تأتي متأخرة نتيجة لتزايد ضغط الشارع الشعبي، فإنهم على مدار سنوات طوال يتناسون أنهم يجب أن يمثلون شعوبهم ويسمعون صوتهم، لكن حينها يكونون ساهون عن شعوبهم بجمع ما تيسر لهم من ثروات باسطين ذراع أدواتهم القمعية وأزلامهم لإذلال مواطنيهم. لكن حين يهب الشعب مطالباً بحقوقه يواجه بركام من الاتهامات بالعمالة والتخوين وإثارة الفتن وتهديد أمن الوطن.. وكل هذا بالتأكيد بترافق مع فظائع الأجهزة الأمنية. لكن حين يصمد الشعب وهذا لم يكن يتوقعه أياً من الزعماء العرب، وحين ترفع الشعوب المظلومة سقف مطالبه مطالبة برحيل الرئيس أو النظام بكامله أو المطالبة بمحاكمته ونظامه على ما اقترفت يداه من جرائم ، حينها فقط يبدأ العد التصاعدي لتقديم الإصلاحات، وفي هذه اللحظة يكون قد سبق السيف العزل ، إذ لم يعد وقتها أياً من الإصلاحات مفيد ، لماذا : لأن لغة الدم المهدور ستكون الحكم . ونعلم كم هي كبيرة ضريبة الدم حين يراق للحفاظ على السلطة.
إذاً هي رسالة واضحة ، لن يتخلى الزعيم اليمني عن السلطة ويهدد بأنه الضامن من انزلاق الشعب اليمني إلى حرب أهلية، ويتناسى بأنه هو من ساهم في تعزيز العشائرية والقبلية والطائفية.. إذاً فإما بقائه في السلطة و ثمنها مزيداً من التخلف والقمع والإفقار، وإما رحيله ، ورحيله هو الضامن للمحافظة على وحدة اليمن. إن هؤلاء الزعماء بأنهم هم من ساهم في صناعة واقع شعوبهم، ورغم هذا فإنهم يعملون على زيادة حدة الصراعات الاجتماعية ويساهمون في تمزيق مجتمعاتهم ... ويكفيهم أن يكونوا زعماء حتى ولو على جثث هامدة... ويتجاهل الزعيم اليمني بأنه وحكومته ومواليه هم من ساهم في رسم وتحديد معالم اليمن التعيس ، ونسي بأن اللحظة الراهنة لم يعد فيها المواطن اليمني كما يريد أو يتمناه زعيمها، بل تجاوز الشعب اليمني و قواه السياسية المعارضة و الشباب تحديداً حدود الخوف وحواجز التخويف من الأزمات الطائفية والعشائرية والأهلية، لأن الشعب اليمني لم يعد يرضى بأقل من الحرية بكافة أشكالها والديمقراطية بكافة مستوياتها وبات يعلم بأن واقعه الراهن هو من صنع حكوماته. ويتجاهل الزعيم اليمني بأن شعبه توحد خلف شعار الحرية والمساواة والعدالة، ورمى خلف ظهره كافة التناقضات والمخاوف التي يلوح بها زعيمهم . بذلك فإن رحيل الزعيم اليمني طوعاً بعد أن يسلم مهامه لقيادة الثورة خير ضمان لوحدة شعب اليمن وأرضه. ومن المفيد التأكيد على خشية بعض الأطراف الخليجية من انتقال مفاعيل الثورة اليمنية لديارها، وهذا كما نعلم يتحدد على جملة من العوامل المذهبية والقبلية، لذا نرى بأن الزعيم اليمني وفرقه الأمنية يتصرف كما يشاء ووفق آليات يختارها باحتراف أمني وبحرية شبه تامه.
أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت......................... نبقى محكومون بالأمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران