الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموع البترول وأقنعة الكلاب

شوقية عروق منصور

2011 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



المناسبة والموقف والكلمات في اختلاف ، لكن لا بد أن نحمل حروف الشاعر الفلسطيني محمود درويش لكي تضيء الموقف السياسي العربي البائس الذي نغرق في تفاصيله :

( سقط القناع عن القناع عن القناع

سقط القناع

لا أخوة لك يا أخي ، لا أصدقاء

يا صديقي لا قلاع ).

مسرحية (سقوط الاقنعة ) تنتقل من دولة عربية الى أخرى، نكتشف ان السقوط ليس فقط للأنظمة السياسية ، بقدر ما هو سقوطاً للشعوب التي صبرت الى درجة التحجر، وكان صبرها تخديراً ورضوخاً ومنح النظام جميع مفاتيح الكلام والتسلط . اليوم كل نظام يهاتف الآخر قائلاً بحسرة ( لا اخوة لا اصدقاء لا قلاع ) .
سقطت الأقنعة عن عدة أنظمة عربية وفتحت أرشيفات الذهول والدهشة ، لكن على دهشة ملك الملوك القائد الاخضر (دون كيشوت ليبيا) القذافي الذي مازال يتمسك بالقلاع والخطابات الرنانة والعبارات التي تحولت الى لغة خاصة تعجزعن ترجمتها القواميس في مختلف المجالات ، الذي يحشر شعبه في فرن ويريد بعد ذلك ان يخرجه خبزاً طازجاً ، طائعاً ، نادماً ، زاحفاً ، عاجزاً عن العيش ، فهو يتنفس بأوكسجين القذافي وعائلته ، لأنه يرى بنفسه الحبل السري الذي يغذي الشعب الليبي ، وإذا تركه مات الشعب ، لذلك رحمة بالشعب لا يستطيع تركه .. !!! لم نجد عبر التاريخ متغطرس مثله .
لا نعرف ما الذي يدور في ذهن " القذافي "؟ والى أين سيصل في خندقته وتجاهله لشعبه وللعالم ، وسماع صوته وصوت اولاده والمنتفعين فقط ؟؟
مع انه يمارس الضغط على النخاع الشوكي للشعب الليبي حتى يجبره على إلانحناء ، ويقول انه يحب شعبه ، وشعبه لا يستطيع الاستغناء عنه ، وانه يحكم باسم الشعب ، ومن الشعب والى الشعب يعود .
لكن في ذات الوقت يمارس مع هذا الشعب لعبة القتل والدم والدمار ، معادلة قذافيه مئة بالمئة ، يمشي على خطاها الآن ( علي عبدالله صالح وغيره ) .
يهدد القذافي الدول الأوروبية بأسلوب هستيري هذياني ، انه قام بجر هذه الدول الى بلده والآن يهددها على طريقة الشاعر اللبناني الذي هدد المحيط الاطلسي بالنقر على دفه فقال:
(على ظهر الباخرة بتتمرجل يا اتلتنتك والحملاوي راكب فيك
ان الله كفاني ( وصلني ) الشط وحملت الدف بفرجيك )

القذافي يهدد ويتمرجل والقوات الغربية تذرف دموع البترول لا يهمها الشعب وحريته ونضاله وديمقراطيته ، لا يهمها الدم الليبي ، والجثث الليبية والقتلى والدمار ، يهمها البترول الذي لا ينزف الآن في شراينهم ، ولا يضخ في شركاتهم ومصانعهم وتفوقهم .
نعرف ان هذه القوات ودولهم يحملون الحكمة الصينية التي تؤكد
(عندما لا يكون لك كلب في الصراع عليك بالآمبالاة .) ولولا البترول لما تكتلوا واندفعوا وقرروا وضربوا ، ما العمل وكلابهم مربوطة امام آبار النفط ...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
موسي سوف الجين ( 2011 / 3 / 26 - 20:16 )
والعرب ماذا يهمهم؟ الصراخ والجعجعة والادعية المتخلفة المثيرة لقرف العقل؟ ماذا قدموا لشعب ليبيا سوي المرتزقة الذين يقاتلون دفاعا عن المجرم الاخضر؟ هل تمكن -عربك ومسلميك- من ايقاف تقدم كتائب الموت الاخضر نحو بنغازي-؟ وحده العزيز -توماهوك- احبط المجزرة بمشاركة السيدة -رافال- طبعا..نعم للغرب مصالح في ليبيا...ولكن ماهي مصلحة -الفاشست العرب- في بقاء المجرم؟

اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز