الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الأمريكي لن يثور ولن يصبح عراقياً

أسعد البصري

2011 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية




الدموغرافيا تقول لا توجد ثورة في العراق ولم توجد أصلاً .الثورة في مجتمع مثل

تونس لاحظ مستوى التعليم والطبقة الوسطى ودورها والتجانس : كلهم عرب مسلمون سنة

على المذهب المالكي . الثورة في مصر لأن مصر شعب وليس قبائل بأغلبية عربية مسلمة

ساحقة ولم تتجزأ مصر يوماً ، فهم شعب منذ الفراعنة . في العراق ولبنان لا شيء إسمه ثورة . لأنه

لا يوجد شعب أصلاً . وفي العراق الوضع أسوأ فهناك جهل وأمية وغياب الطبقة الوسطى إضافة

إلى تنوع طائفي وقومي متوازن العدد . ناهيك عن أن العراق لا تختلط فيه السياسة

بالطائفية فقط لكون الأحزاب الحاكمة دينية بل تختلط السياسة فيه بالعشائرية .

العراق ميؤوس ...لكي تصنع ثورة أنت بحاجة إلى شعب وطبقة وسطى وكلاهما غائب في العراق .

إحمدوا الله أن هناك إجماع على فريق كرة القدم ، وهذا الإجماع سينهار هو الآخر إذا آستمر الوضع على هذه الحال

ولكي أختصر الأمر . أنظر إلى تاريخنا المعاصر القريب . نحن لم ننجح في إسقاط النظام

السابق ، كما لم ننجح بمقاومة الإحتلال . وتحولنا من النباح على

إيران وقصائد... العكاشي وفلاح عسكر . إلى النباح على السعودية

وقصائد رياض الوادي و أحمد عبد الحسين . يعني شعب بلا قضية . ولا أحد يقيم لنا وزناً لا إيران

ولا السعودية ولا أمريكا . يقول محرر إحدى الصحف الحكومية في بغداد أنه يضطر للكتابة بأسماء

سنية مستعارة . السنة يخافون الكتابة لأنهم يغتالون لمجرد الكفاءة .

أنا أخاف الذهاب والعمل في الصحافة في بغداد ، أخاف رغم أنني لم أفعل شيئاً . أخاف لأن

هناك كاتم صوت لا يخطيء . فالعبوة الناسفة لا تعني أحداً بعينه لكن الكاتم سلاح

مرعب . لو أريكم الرسائل التي وصلتني من بغداد لمجرد أني كتبت في كتابات بنفس عروبي ل بكيتم .

واليوم أنظروا إنسانية الناس سلطةً وشعباً في مصر وتونس وقارنوها بوحشيتنا

وإجرامنا . يا إلهي . أنا أشكر الله على وجود إنسان رقيق حي و يعيش في العراق . هذا بحد ذاته معجزة .

أخواني المثقفين أنا أخاف عليكم حين تتكلمون عن ثورة في العراق . أنتم خيرة ما تبقى

من رجال العراق .بل أنتم العراق . ما موجود في العراق هو شيطان إسمه ( العنف المقدس ) ...والمخيف

أنه عنف داخل دين واحد هو الإسلام . تذكروا فقط أن المسيحيين في أوربا القرون الوسطى سجلوا

الرقم القياسي في كل التاريخ البشري بالإجرام بسبب ( حروب الكنائس المختلفة ) حيث ذُبح في

يوم واحد ثمان مئة ألف مسيحي . حتى هولاكو يرتجف من هكذا إجرام في يوم واحد . هذا الشيطان

نفسه يتجول في العراق اليوم . وهو أكبر شر وإجرام في التاريخ البشري .

*

هل يحميني المثقفون لأعيش في بغداد وأقول للسلفي أن الإيمان تجربة فكرية وروحية

صعبة ، بل هي أعلى مرحلة من مراحل الفلسفة والأخلاق . وأن فهم القرآن الكريم يحتاج إلى

تجربة ضخمة وتأمل عميق وقلب سليم . أما الإعتماد على التسطيح والمنقول من السلف

والصحابة والفقهاء وكراهية الشيعة وذبحهم لن توصلنا إلى عبقرية محمد

وعظمة عمر بن الخطاب و فتوحات الوليد بن عبد الملك وثقافة المأمون .

وهل يحميني أحد لأقول للشيعي أن الحق والعدالة والإيمان لدى عليّ بن أبي طالب جعلت

أحب أهله وأ صحابه ( حواري رسول الله ) وآبن عمته صفية بنت عبد المطلب وأعني الزبير بن العوام

يخرج على عليّ في الفتنة الكبرى ( حرب الجمل ) ، كما أن ميل عليّ للسلام وحقن الدماء جعل

فقهاءه الجهابذة المخلصين يتحولون إلى خوارج ويقاتلونه بالسيف والرمح . كما أن نزاهة

عليّ بن أبي طالب المبالغ فيها دفعتْ آبن عمه وعامله على البصرة أعلم علماء

عصره و ( حبر الأمة ) عبد الله بن عباس يخرج عن طاعة عليّ ويتهمه

ويشق عصا الطاعة . حتى قال ( ما أبقى لي الحق صاحباً .) ........

فكيف نصدق أو يصدق عليّ العظيم نفسه أنني أنا أو أنت أيها الشيعي مخلص ل عليّ .

وكيف تقتل سنياً بحجة أنه غير مخلص ل عليّ بن أبي طالب

نحن جميعاً خرجنا من الإسلام ، لأن الإسلام أخلاق و محبة وثقافة وحكمة و علم وليس شعر شعبي وضوضاء .

بل أن الضوضاء والغبار والصياح والإزعاج ضد التجربة الإيمانية ونهى عنه الرسول صراحةً .

بل إن هروبنا من التجربة الروحية الصعبة والعميقة للإسلام هو ما يجعلنا نبالغ في تمجيد الفقهاء والصحابة والأئمة لأن العلم صعب .

لقد آكتشف البعثيون أيام حرب إيران أن العراقي أحياناً يفضل الموت

على العلم . لأنه يرسب ويفشل في المدرسة ويذهب إلى الجبهة .

إذن الموت أسهل من المعرفة وهذا ما يحدث اليوم .

من يحميني لأقول هذا في بلدي ؟؟؟؟؟ وليس هنا في الخارج . أقوله ك جبان وهارب ورعديد و خائف .

السلطة الحاكمة اليوم في العراق أسوأ من صدام حسين . لأن صدام يعلم القراءة والكتابة

ويمنع الكتاب والثقافة . لكن هؤلاء جاءوا بحل عجيب وهو نشر الأمية وهدم التعليم ونشر

ثقافة السماعات . لهذا ظهرت معارضة ل صدام حسين بينما لم تظهر معارضة لهؤلاء . فهم يقولون لكم نحن

ننشر الأمية وأنتم أكتبوا ما يحلوا لكم لأن لا أحد يقرأ . ما صدمني قبل أيام

يا أساتذتي الرائعين ، هو أنني كنت أقرأ كتاباً عن شعر

حافظ الشيرازي لكاتب أمريكي وباللغة الإنكليزية . فلم أفهم من شرحه المقصود بمصطلح ( رندي ) الذي هو

أعمق وأصعب مصطلح عند حافظ . فسألت شاباً إيرانياً يدرس في جامعة طهران قسم الهندسة

الكهرباء . فشرح ذلك الشاب هذا المصطلح الفلسفي المعقد شرحاً مستفيضاً وآستدل بآيات

قرآنية لتقريب المعنى بطريقة مذهلة . وقارن بين رؤية حافظ الشيرازي ورؤية

جلال الدين الرومي . وكان حواره معي باللغتين العربية والإنكليزية . وحين آستغربت قال

أن مدارسهم تعلم لغة القرآن إلى جانب لغة العلم الإنكليزية . تخيلوا يا ناس يا عالم

أشك هدومي . شاب إيراني يتفوق على أسعد البصري في الشعر والفلسفة

بسبب نظام التعليم الفارسي . وشبابنا يقره دارمي و أبو ذيات

*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع ...
موسى فرج ( 2011 / 3 / 26 - 18:24 )
الاستاذ اسعد البصري ..انت رائع ، يعني انت :هسا تكتب من هناك ؟.. مو من اهناه ..؟خوش ..انا اريد اكتب من هناه ..بس هذا رند ما حصل لي شرف التعرف به ما راح اكتب عليه .. انا راح اكتب على دردنا ..وقبل 5 دقائق جنت ماسح السبوره وكاتب عنوان : العراق والبحرين بين فكي الطائفية والتخلف ..مو تكول سرقته مني ..ترا انا لا اغطيه ولا أطيه ..تحياتي لك ...

اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن