الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحتاج إلى كيان ليبرالي جديد؟

محسن شحاتة

2011 / 3 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تتكاثر اليوم في مصر الأصوات التي تدعو إلى التكتل في كيان يجمع (الليبراليين) تحت راية (الليبرالية) كي تستطيع مواجهة استحقاقات المرحلة الحالية التي تشهد استقطابا حادا بين دعاة المرجعية الدينية للدولة من إخوان و تيارات اكثر خطورة كالسلفيين و الجماعة الإسلامية و دعاة الدولة المدنية الذين يدعون إلى دولة تقف على مسافة واحدة من كل مواطنيها دون تفرقة على أساس من الجنس أو الدين أو القدرة الاقتصادية أو الوضع الإجتماعي وفي نفس الوقت تحفظ للدين دوره المقدس في المجتمع كمنبع للقيم التي يجتمع عليها أفراده.

و يلح أصحاب دعوة التكتل في كيان ليبرالي موحد على أهمية قيام هذا الكيان اليوم و ليس غدا كي يكون مستعدا للإنتخابات البرلمانية القادمة بعد أن فشل مسعاهم في تأجيل تلك الانتخابات لفترة يتمكنون خلالها من تشكيل ذلك الكيان و تنظيم أنفسهم في الشارع في مواجهة القوى المنافسة صاحبة الخبرة الطويلة في التنظيم و الحشد و هم حصرا الإخوان و بقايا الحزب الوطني.


الأحزاب الليبرالية موجودة بالفعل !
ورغم إلحاح الوقت و الحاجة الماسة للإسراع فإنه من الغريب أن لا يدعو دعاة التكتل الليبرالي الى الإنضمام الى الأحزاب ذات التوجه الليبرالي الموجودة حاليا على الساحة مثل الوفد والجبهة الديمقراطية و الغد.

و السؤال هو ماذا يمنعنا من الإنضمام الى تلك الأحزاب القائمة بالفعل؟!.

ألم ينضم نواب و أعضاء مهمون من حزب الوفد الى المظاهرات منذ اليوم الأول لهذه المظاهرات وفي كل مراحلها المهمة؟.

ألم يكن شباب حزب الجبهة الديمقراطية و الغد بين الصفوف الأولى لشباب الثورة ؟.

ألم يكن أيمن نور في طليعة من وقف أمام إستبداد النظام الراحل و قد طاله نتيجة موقفه هذا ما ناله؟.

لماذا إذن نريد دائما البدء من نقطة الصفر ؟.

هل تكون الخطوة الأولى لتوحيد الليبراليين هي تشكيل كيانات جديدة تزعم أنها ما قامت إلا لتوحيد الكيانات الليبرالية الأخرى؟!.



النقاء السياسي وهم كبير.
البحث عن النقاء السياسي و المثالية في اللعبة السياسية هو بحث عن سراب. فمعايير النقاء السياسي لا توجد إلا في ذهن الباحث عنه و لن يجتمع اثنان على معايير واحدة لهذا النقاء المزعوم. فالواقع لن يرضي أحدا يبحث عن المثالية لأن الأخيرة لا تصلح إلا أن تكون غاية نسعى إليها لا أن تكون واقعا نعيشه.

و لنتعلم من خصومنا السياسيين و هم أساتذة البراجماتية رغم إنكارهم إياها و زعمهم - لتسويق أنفسهم - أنهم أصحاب الأيدي المتوضئة والمبادئ الثابتة التي لا تتغير.

ألم يرفض كبارهم المشاركة في المظاهرات عندما بدأت, فقال عصام العريان (إن الإخوان لن تشارك في مظاهرة 25 يناير), ثم عندما بدأ تظهر ملامح نجاح الثورة قفز فوقها الإخوان ليكونوا أول المستفيدين منها؟.

و قبل الثورة و بعدها, كم إتفاقا عقده الإخوان ثم نقضوه عندما أصبحت مصلحتهم في عدم الإلتزام به؟.

هؤلاء لم يخونهم أنصارهم أو أتهموهم بالنفعية و عدم النقاء.

فلم يقيم الليبراليون محاكم تفتيش لأحزابهم و أشخاصهم؟.


المطلوب الآن
أتصور أن ما يجب عمله الآن هو الإنضمام إلى الكيانات الليبرالية الموجودة فعلا على الأرض و إصلاحها من الداخل و العمل على التنسيق بينها وصولا إلى الإئتلاف السياسي بل توحيدها إن أمكن, ثم رؤية أكثر تعقلا للطيف السياسي المصري يمكننا من أن نحقق ائتلافا بمساحة الوطن كله حول الأفكار العملية التي تخدم بناء الدولة المدنية الحديثة بديلا عن الإصطفاف خلف الفكر المعلب حتى لو كان هذا الفكر ليبراليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر