الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا: نحو هبوط آمن للوطن

اسماعيل خليل الحسن

2011 / 3 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سوريا: نحو هبوط آمن للوطن

الحدث اليوم يتجاوز مقولة سلطة ومعارضة, ولم يعد الشأن السوري حكرا على فلان أو عليتان لكي يمنع أو يسمح بالخوض فيه, إنه شأن كل غيور على البلد لكي يتحقق له هبوط آمن, ويتجاوز عثرته في الوقت القليل المتبقي لنا جميعا.
أن الذين أوقفوا مسيرة التغيير التي أطلقها الرئيس بشار الأسد, والذين قتلوا ربيع دمشق في مهده, سيجرفون البلد إلى بوابات الجحيم, هربا إلى الأمام بإمبراطورياتهم التي بنيت على تزاوج السلطة والمال, في غياب المحاسبة الجادة وغياب سلطة القانون.
يتناوب على الساحة السورية اليوم شعاران بين مد وجزر: الأول الله وسوريا وحرية وبس, والثاني الله وسوريا وبشار وبس, فإذا كنا كلنا متفقين على الله وسوريا, فمن الذي جعل من بشار نقيضا للحرية؟ هل أصبحوا يحتمون ببشار من الحرية؟ من الذي يخاف الحرية إذا؟
ليس محبا لبشار ولا متيما به ذلك الذي يجعله عدوا للحرية, ومن كان غيورا على بشار والبلد عليه اليوم أن يزاوج بين الشعارين لمحاولة رأب الصدع ليصبح ألله وسوريا وحرية وبشار.
ليس بشار الذي يريدونه صنما وصورة يغطون بها جرائمهم بحق الشعب, إنما بشار الشاب الواعد الذي سيطلق ولادة الجمهورية الثانية بطي صفحة الجمهورية الأولى بكل ما فيها من تعسف واحتقان.
جمهورية تكتب دستورا جديدا ينهي احتكار السلطة.
جمهورية تحتكم إلى قانون انتخاب عصري.
جمهورية تطلق حرية الأحزاب وتصون حرية الرأي.
جمهورية تفصل بين السلطات وتطلق السلطة الرابعة من إسارها.
جمهورية الحرب على الفساد
جمهورية احترام التنوع القومي والمذهبي للمكون السوري
لا وقت للانتظار فلا السيناريو التونسي ولا المصري ولا اليمني ولا أسوأها السيناريو الليبي سيكون مطلب أحد منا, فلماذا لا يكون لدينا سيناريو خاص بسوريا, حيث يلتقي الجميع في ساحة التغيير: كل الغيورين إن في السلطة أو المعارضة تقليدية كانت أم شبابية جديدة ومنظمات مجتمع مدني, لكي ينطلق حوار جاد لا يستثني أحدا.
فليكف من تستهويهم لعبة المسرحيات التي عفا عليها الزمن لإثبات أن عناصر خارجية مدسوسة هي من يحرك شباب سوريا اليوم, ذلك عبث لا طائل منه, و ليكف أصحاب الرؤوس الحامية بالتصعيد, فكلما شيع نعش و أطلق الرصاص الحي على المشيعين, سيكون في الغد تشييع جديد, وضحايا جدد, وتتدحرج كرة الثلج بل كرة اللهب.
هناك بين الرؤوس الحامية من لا يفهم أن زمنهم قد ولى وأن عصرا جديدا قد بزغ, وليكفوا عن ترديد مقولة أنهم ليسوا كغيرهم وأنهم بمنأى عن تسونامي العالم العربي, عليهم أن يتواضعوا قليلا ويصغون إلى نداء الشباب المتطلع إلى التغيير.
ما زلنا ننتظر أن يخرج علينا رئيس البلاد ليطلق الحوار الوطني وينحي جانبا تلك الأصوات النحاسية التي تبيعنا اليأس بخطابها اليابس, وليقود حركة الشباب, باعتباره شابا, فقد دفع الشباب ثمن الحرية ولا مناص من تحقيقها اليوم, ولنبدأ من إعلان الحداد الرسمي على أرواح الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض