الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على صخرة الأتحاد العربي الكردي تتحطم المؤامرات / 4

ناصر موزان

2004 / 10 / 19
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ان الناس في الوسط والجنوب لاتعرف الكثير ممايدور خلف كواليس السياسة لغياب المصارحة المطلوبة في مستوى الأحداث الراهنة ، الذي هو احد اسباب ضعف وعدم مشاركة الناس في العملية السياسية الجارية ، انها تعرف ان بعد المشاكل التي اثيرت من عدد من الأحزاب الأسلامية الشيعية وتحفظها على احدى فقرات قانون الحكم الأنتقالي بدعوى انها قد تسبب انفصال كردستان عن العراق ، تأثرت سلبا بتصريحات مسؤولين اكراد بان نفط كردستان (نفط كركوك) هو لكردستان التي عُدّلت الى ان كردستان مستعدة لدعم العراق من (نفطها) . . اضافة الى التصريحات السابقة بان الشعب الكردي لايقبل باقل من الفدرالية كتعويض عما لحق به من ظلم وماقدّم من تضحيات في النضال ضد الدكتاتورية ، الذي صعّدته وشوّهته الأبواق والفضائيات المعادية لحقوق الأكراد من جهة والمعادية لوحدة العراق الفدرالية على اسس دمقراطية من جهة أخرى ، مصوّرة الموضوع بان الأكراد يريدون الأنفصال ومؤججة وحاصرة الموضوع في مناقشة قضية (هل يحق للأكراد تكوين دولة ام لا) ، الأمر الذي اثار كل اطراف القضية دافعا ومؤججا المشكلة الى حالة من حالات التطرف ، في الوقت الذي اكّد و يؤكد القادة الأكراد على طريق الفدرالية كسبيل اوثق لضمان عراق موحد ، الأمر الذي لايتعارض مع الأحتفاظ بحقهم (كحق شرعي) في تكوين دولتهم كباقي شعوب العالم .
ورغم ان المشكلة خفّت حدّتها بصدور ملحق لقانون الدولة الأنتقالي كما قيل ، الاّ انها بدأت تتصاعد مجددا بعدة اشكال . فاستنادا الى ان موضوع الحكم الفدرالي ومعنى الفدرالية الغير واضح لعموم جماهير العراقيين باختلافهم وبسبب درجات الوعي الحالية التي تسببها الدكتاتور وحالة الترقب وحاجات الناس الملحة ولكونها شبعت من الكلمات الطنانة، يفهم كثيرون الفدرالية على اساس (هذا لي وهذا لك والشاطر من يربح الآن) على اساس تعويضات مجزية او ربح لكل طرف واشخاص بطرفه ، الأمر الذي ادى الى ظهور دعوات في محافظات البصرة والعمارة والناصرية تريد الفدرالية لها ايضا كتعويضات لخسائرها الكبيرة بالأرواح والممتلكات بسبب الحرب العراقية الأيرانية وماتكبدته من خسائر جسيمة اثر المقابر الجماعية بسبب القتل الجماعي وانتفاضاتها وفي مقدمتها انتفاضة ربيع 1991 ، حيث يدور الحديث فيها عن حق (فدرالية الجنوب) بنفطها لأنه ينبع في اراضيها وكأن اراضيها ليست جزء من العراق (لاحظ تشابه المنطقين).
ويلاحظ كثيرون ان نشاطاً متسعا يجري من حملات جمع تواقيع الى مظاهرات في الداخل والخارج بتوقيت واحد تطالب بقيام الدولة الكردية والأستقلال في الوقت الذي يصرّح فيه ابرز القادة الأكراد بان احزابهم مع العراق الفدرالي الدمقراطي الموحّد، وكأن تلك النشاطات عفوية ؟ ان العارف بطبيعة العراقيين يعرف ان ذلك لايمكن ان يكون عفويا ، واذا روّج بعض المسؤولين لفكرة ان تلك النشاطات عفوية فيعني انهم لايقدّرون معنى حجم وتأثير تعبئة الناس ان تعبّأت بشكل مغاير للسياسة المعلنة وذلك امر غير معقول لما للقادة الأكراد البارزين من تجارب غزيرة ، لأن السياسيين يعرفون ان الناس المعبئة بوجهة ما تستطيع ان تخلق احزاباً جديدة لتحقيق تلك الوجهة، ان لم تتوفّر .
وفي الوقت الذي يدين فيه كثير من العرب العراقيين من اصدقاء الشعب الكردي الأصوات العروبية الشوفينية المعادية لحقوق الأكراد ولحقوق القوميات الأصغر فيه كطرابايه والقشطيني . . الخ والأتهامات المغرضة كـ (وجود نشاط اسرائيلي مشبوه في كردستان العراق) غامضين العيون عما يجري في البلاد العربية والشرق الأوسط . . فانهم يتساءلون ، هل ان التركيز على مطلب الدولة الكردية وعاصمتها (النفطية المقدسة كركوك) ، هو للخلاص من عصابات الأرهاب التي تربك الأمن في عموم العراق الآن ، ام لأن حالة بقية العراق وكبر مسؤولية اعادة بناءه لايستطيع تحمّلها عدد من القادة الأكراد او تكلّفهم التنازل عن بعض طموحاتهم ، ام لشعورهم باستحالة التفاهم مع عدد من الأطراف الأسلامية الشيعية حسب تقديرهم ، ام هو وسيلة سياسية جماهيرية للضغط اكثر نحو تحقيق الفدرالية على اساس قومي ولمواجهة الجهات المعادية لحقوق الأكراد الفدرالية . ام هو (دعوة للطلاق من اجل عقد زواج جديد بمستوى اعلى من السابق) ان صح التعبير او قد يكون بسبب وجود امكانية دولية واقليمية حقيقية لذلك ولاتوجد مصارحة بذلك . في الوقت الذي يلاحظ الجميع ان البحث عن طريق مستقل تماما في عالم اليوم امر غير ممكن ولاواقعي .
السؤال الذي يشغل الأوساط العراقية المطّلعة هو ان حق الأكراد في انشاء دولتهم حق مفروغ منه (سواءا اراد العروبيون ذلك ام لا)* ولكن كيف اقامتها ومتى ، لأنه امر يخص مصير جميع العراقيين من عرب وكرد وتركمان وكلدان ، لأن كردستان ان استقلت الآن من العراق يعني خسارة القسم العربي ركنا دمقراطيا وتقدميا هاما وسندا لايعوّض بسهولة لما لعبته وتلعبه كردستان العراق وكل اقوامها من ادوار مشرفة في النضال الوطني التحرري في العراق . من جهة اخرى فان اعلان الدولة الكردية المستقلة يثير مخاوف القوميات الأصغر في كردستان ( والممتده في العراق والعالم) التي تشكل بمجموعها نسبة الى الأكراد في كردستان العراق نسبة اكبر من نسبة الأكراد ذاتهم للعرب في عموم العراق.
(يتبع للحلقة الخامسة الأخيرة)

ناصر موزان/
العراق ، في 17 . 10 . 04


* ان بعض الأطراف مدفوعة باهداف ليست لصالح الفدرالية البرلمانية الدمقراطية (في احسن التقديرات) تدفع باتجاهات تفيد (خليهم يشكلون دولتهم حتى نخلص من مشاكلهم ) (خليهم ياخذون نفط كركوك ، خلّينا نشوف ايش راح يحصلون منه) (خليّهم يسوون دولة ونشوف كم يوم تبقى بكل هالدول المحيطة المعادية ) وغيرها من الدعوات التي لاتضمر الخير لعراق العرب والكرد والأقليات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل