الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بثينة شعبان ... المقاومة ضد منّ ؟

قاسم محمد يوسف

2011 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



عقب المواجهات الدامية في محافظة درعا السورية والتي سقط على أثرها عشرات القتلى والجرحى أطلت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد السيدة بثينة شعبان "بكامل أناقتها" لتتحدث إلى المواطنين وتزف إليهم بعض القرارات المتخمة بالتسويف ولتخبرهم عن مؤامرة كبرى يُخطط لها ضد دمشق "حاضنة المقاومة" على حد تعبيرها وعن مشاريع عملاقة تستهدف وحدة سوريا ودورها "المُمانع".

لا بد هنا من تذكير السيدة بثينة, وأنفسنا, ببعض الوقائع التاريخية وذلك على سبيل المثال لا الحصر ... فلا مجال لحصرها

منذ ثلاثة عقود ونيف أطل وزير الخارجية السورية أنذاك ليستبعد أي حرب سورية – إسرائيلية إنطلاقاً من الجولان على إعتبار أن الحرب ممنوعة في المنطقة والعالم وأن أي حرب من هذا النوع وعلى هذا الصعيد ستكون حرباً شاملة, ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا لم يجد النظام السوري توقيتاً مناسباً لتحرير أرضه رغم إمتلاكه للعديد من العناصر المساعدة والتي تصب في مصلحته المطلقة, فالجولان أرض سورية ألحقتها إسرائيل بدولتها عبر خطوة تعسفية لم يعترف بها العالم كله خارقة بذلك إتفاقية "فك الإرتباط" الموقعّة بين الطرفين في منتصف عام 1974, إلا أن سوريا لم تتحرك واثرت ترك الجولان بأهله حفاظاً على نظامها "الممانع", فساد الهدوء حدودها مع إسرائيل ولم يعكر صفوه طيلة عقود من الزمن "على حد تعبير الإسرائيليين" سوى القليل من الضجر !! .., هذا ولم يقتصر التنازل السوري على ترك الجولان وحسب فقد رفضت دمشق في حينها إنعقاد قمة عربية طارئة تبحث في موقف عربي موحد للرد على الإعتداء الإسرائيلي بل وعملت بكل قوتها على تعطيل إنعقادها وقد نجحت بالفعل, وكذلك, فإن القوات السورية دخلت إلى لبنان عام 1976 بموافقة أمريكية – إسرائيلية حاملة في جعبتها مهمة واضحة تمثلت بإبادة جميع حركات المقاومة التي تقارع إسرائيل وكانت وظيفتها الأساس في حينها "الضمان المطلق لأمن إسرائيل".

يكثر الحديث عن إرهاصات سوريا حيما تتحدث عن المقاومة أو الممانعة ويحضر فن الرشاقة التي تتقنه دمشق جيداً حينما تتداخل الأحداث وتصبح مؤهلة لتلعب دوراً متعدد الأوجه والوظائف بما يخدم مصلحة النظام وبقائه, سوريا لم تكن مستهدفة في يوم من الأيام (أقله من إسرائيل) مع وجود نظام أثبت حرفية عالية في نقل السلاح من كتف إلى كتف بما يتماشى مع القوة الضاربة والسيول الهادرة التي لا تتّتطر دمشق معها لتتحمل أي نوع من أنواع العناء أو الدخول في معركة لا تضمن على أساسها نجاحاً يُعطي النظام مشروعية صورّية ومكاسب ناعمة, ونذّكر هنا بأن التضامن العربي تفتت في السابق على يد هذا النظام لمصلحة فئوية إفترضها التحالف المطلق مع إيران من جهة, والحرص الدائم لضمان أمن إسرائيل عبر شق الصف الفلسطيني والعربي وعبر ضرب حركات المقاومة المتعددة في المنطقة من جهة أخرى, حتى أصبح الحديث عن التضامن العربي مستحيلاً ما لم يطرأ تغيراً جذرياً في سوريا (لا في سلوك النظام), وبالتالي فإن أي حديث عن وحدة عربية أو مواجهة شاملة أو سلام عادل وشامل لن يرقى حيّز التنفيذ ما دام هذا النظام في سوريا قائماً.

من يعرف الشعب السوري جيداً يدرك حجم المظالم التي وقعت عليه, فلا يوجد شعب على وجه البسيطة عانى ما عاناه ويعانيه الشعب السوري من ظلم وحقد وإستعباد حتى أن الشباب السوري فقد الكثير من عزيمته وإيمانه بحياة حرة كريمة عزيزة بعيداً من فروع المخابرات, وعسكرة المجتمع, وأدوات البطش والكيد التابعة للنظام الذي يجد نفسه مهدداً عند كل مفترق ضمن بحر شعبي هادر يطوق للحرية والسلام فيتعالى صوت القتل وأزيز الرصاص بحجة المقاومة والمُمانعة !! وهل المقاومة والممانعة تفترض علينا أن نتوقف في العصور الوسطى؟ هل المقاومة تفترض رمي أقلامنا ودوس كرامتنا وإذهاق دمائنا وخنق أصواتنا بينما ينعم العدو على حدودنا بالأمن والأمان؟ ... من يعرف الشعب السوري جيداً يدرك أن التحركات بدأت بعدما "وصل السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر" فلا مكان هنا للمؤامرات الخارجية والمشاريع المُعّلبة التي أتحفتنا بذكرها كل الأنظمة البائدة والفاسدة والرجعية, أيعقل أن تكون دمشق أقدم مدينة في التاريخ وأعرق مدينة في الحضارة قد لامست القرن الثاني والعشرين ولم تنعم بالحرية والديمقراطية والحياة ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يافخامة الرئيس عليك الاسراع بسد الفجوة
علي احمد الرصافي ( 2011 / 3 / 27 - 17:49 )
كان الرئيس يزاول الحب الطبيعي مع حرمة واذا بتفلون بثينة الى فخامتة يتقول يافخامة الرئيس عليك الاسراع بسد الفجوة فكان جواب فخامتة ولما هذا الاسراع يابثينة هل ترغبين ان تحلي محلي اوتعلميني كيف اسد الفجوة

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي