الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب

مجدي مهني أمين

2011 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتوقف عقلى عن التفكير، ولا في اليقظة ولا في المنام ، مصر أمامي وورائي كقدر ، وأريد الفكاك منها ولا أستطيع، بل أكاد اصفها بأقسى الكلمات ، وأفضل أن أصمت فلا أريد أن أجرحها ، كنت مختنقا ، أغلقت أذني عن كل الأخبار وتتحسس عيناي رغما عني أخبارها، ينتفض كياني عندما تخاطب طفلة مسيحية في العاشرة خالتها في التليفون وتسألها :
- أمتى ها تيجوا تزورنا قبل ما نموت؟ عاوزين نشوفكم قبل ما يقتلونا
وأخبار عن قبطي قام السلفيون بقطع أذنه، وشاهدت فيديو للرجل يحكي قصته ويعرض أمام الكاميرا التشوهات والطعنات، ولم أرسل الصورة - لبشاعتها- لأحد. ما هذا الطوفان؟ والخطابات النارية السلفية؛ "والمادة الثانية دونها الرقاب – يقول الشيخ محمد حسان؛" والسلفيون الذين هاجموا كنيسة منفلوط وطالبوا الكاهن ألا يصلي قداس الأحد، لأنه أراد أن يضم بيتا مجاورا لمبنى الكنيسة ، وصبحي صالح عضو اللجنة الدستورية ، أقصد العضو الأخواني الثاني في اللجنة الدستورية ، والمفروض فيه الحياد ولو شكلا على الأقل ، ينزل للناس ويخطب فيهم "للكارهين لشعارالإسلام ، موتوا بغيظم ، الإسلام هو الحل، طوفان الإسلام لن يبقي ولن يذر "، ليعلن صالح عدم حياديته ويطعن في الصميم حيادية اللجنة التي باشرت التعديلات الدستورية.
وعندما يذهب عمرو حمزاوي للمنيا لعقد لقاء يأتي من يفسد له اللقاء، وعندما يذهب الدكتور البرادعي للإدلاء بصوته في الاستفتاء - الذي جُررنا إليه- يتعرض للضرب. ثم يفكر الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة ، وطبقا لتصريحاته فإنه في حالة قبول ترشيحه للرئاسة فإنه سيستقيل من عضويته من جماعة الإخوان. وكان تعليق أحد الأصدقاء:
- في حالة ترشيح أبو الفتوح: الإخوان والسلفيين ها يدوا صوتهم لمين؟ للبرادعى أو عمرو موسى؟ ولا لإبو الفتوح؟
أي ببساطة الانتخابات القادمة الرئاسية والبرلمانية ستكون إخوانية وسلفية، وهنا يأتي تعليق الدكتور أبراهيم درويش الفقيه الدستورى في لقائه مع الإعلامية دينا عبد الرحمن في برنامج صباح دريم:
- في حالة أن يتم عمل الدستور بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ـ سيأتي الدستور القادم "تفصيل"، أي سيكون على هوى ومزاج الرئيس القادم والمجالس البرلمانية القادمة.

والسلفيون في كل هذا لا يتمهلون بل يمارسون من الآن العنف والقتل والتنكيل:"طب أصبروا شوية لما تاخدوا الحكم، إحنا ها نروح فين، استنوا لما تاخدوا الحكم وقتّلوا براحتكم."
وفي الواقع لا داعي أن ينتظروا، فسواء تصرفوا قبل الوصول للحكم أو بعده فلن يساءلهم احد، فلماذا لا يبدأوا من الآن.
ضاعت الثورةـ بل ضاع الوطن، سقط في يد حفنة من البشر، لا تطرح خطابتهم رؤي بل تهديدات، وأفعالهم لا تختلف عن اقوالهم، أفعال قتل وتنكيل، وكأننا مقبلون على حرب، سقط المشروع الثوري، سقط الحلم ، وعندما قالها الدكتور ابراهيم درويش "أننا في إعداد الدستور نحتاج لكل المفكرين ، لأننا في إعداد الدستور نتحدث عن الحلم، " هنا بكيت كما لم ابكِ يوم أن رحلت أمي ، لأن الأحداث المروعة قتلت الحلم، وبكيت قائلا :
- بيسرقوا مصر من بين أيدينا ، بيسرقوا الحلم اللي اتولد.

منذ أيام وأنا أتساءل: ما الحل؟ نحن أمام المشروع الديني للدولة، وواضح أن التيار الديني يريد اكتساح الملعب وإزاحة الجميع ، فأين المفر؟ لو طالب الأقباط بوطن لهم ينهي عصور الإضطهاد والتمييز التي عانوها بصبر ، يكونوا قد تركوا رفاقهم من المسلمين الباحثين عن الحرية عُزّل أمام السلفيين والإخوان، ولو بقوا فسينكل بهم هؤلاء السلفيون والإخوان ويردونهم مرة أخرى إلى ذميين يدفعون أو لا يدفعون الجزية ، يردونهم لمزيد من القهر والتمييز، فيكونوا كمن خرج من الرمضاء إلى النار.
فما الحل؟ هل نبقى على ما نحن عليه حتى يأتينا هذا الحكم الديني ويأخذ مصر بعيدا عن حركة التاريخ، في غياهب العنف والإرهاب؟ هل يطالب الأحرار مسلمون وأقباط بوطن قومي لهم؟ هل يطالب الأقباط بوطن قومي لهم؟ هل نطالب بوطن للسلفيين والإخوان يمارسون فيه مشروعهم ودولتهم؟

ما الحل؟ فهم الآن يسرقون الوطن، ووراؤهم طابور من البسطاء والتابعين، فهل يسرقون كل شئ؟ أم نترك جزء لهم؟ أم نأخذ جزء لنا؟ لا أعلم، فقد سرقوا الحلم ، ولهذا بكيت ، وهذه أضغاث أحلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا اخ مجدى لم تكن ثورة
محمد حسين يونس ( 2011 / 3 / 28 - 05:59 )
كانت هبه ضد الفساد ولم تكن ثوره لنقل مصر حضاريا .. كل هذا الهبل كان موجود ايام مبارك والسادات ولكننا لم نكن نسمع عنه لانة تم في السر ..اما الان فهم امام شاشات الفضائيات يهجصون.. انها معركة استعدوا هم لها ولم نستعد فعلينا تجميع الصفوف والحرب بدلا من البكاء رغم انني ايضا ابكي. تامل درس لبنان

اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب