الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الأعلى وحماية الثورة المصرية

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 3 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نحن نثق تمامآ في الاعلان الدستوري الذي سيعلن عنه المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية والذي لابد ان يضم موادآ تنص على مدنية الدولة والرفض القاطع لتأسيس أية احزاب على أسس دينية ومنع المتاجرة بالدين ، مع التأكيد على أن المواد التي سيتم الاعلان عنها هي جزء أساسي وأصيل من أي دستور قادم ، وان كنت أؤيد أن يقوم المجلس الاعلى ومن خلال لجنة تأسيسيه يختارها من اصدار الدستور الجديد وهذا أفضل من أن تترك المهمه للجنة وبرلمان يسيطر عليهما الاخوان والسلفيون وساعتها فاننا نعلم تمامآ كيف سيكون الدستور الجديد ، الذي لن يعدوا عن كونه مجموعة من الاقصاءات للمصريين المغايرين في الدين والمله والمذهب وتكريسآ للطائفيه انتهاءً ربما بتفسخ مجتمعي قد يصل الى حد شبيه بالحرب الاهليه وساعتها سيجد الجيش نفسه مضطرى للدخول مرة اخرى في المعترك السياسي ولكنه ساعتها سيعمل على ادارة بلد مدمرة وسيجد نفسه مضطرآ أن يستخدم القوة والسلاح ضد هذا الطرف او ذاك ، وكل ذلك باسم الدين وابتسامات الاخوان وكلامهم المنمق .

وقد رأينا ما حدث في الاستفتاء على التعديلات الدستورية وقد أسموها بغزوة الصناديق وأن البلد بلدهم ومن لا يعجبه فليذهب الى بلد أخرى حتى وان جاءوا واعتذروا فقد خلصت وبانت نواياهم فمن يصوت بنعم فهو مع الله ومن يصوت بلا فهو عدو الله وطريقه الى الجحيم مفروش بكلمة لا ، بالطبع مع الاخذ في الاعتبار دور الدول الوهابية المتشددة دينيآ والمتطرفة ديكتاتوريآ التي لن تتسامح مع وجود ديموقراطية وحرية حقيقية في مصر تمثل تهديدآ لعروشهم والذين يضغطون علينا من أجل عدم محاكمة الرئيس السابق وعائلته ، فهم الذين ومنذ وقت طويل يقومون بتمويل ودعم جماعات اسلامية متشددة هنا وهناك فاما ان تنجح تلك الجماعات في اثارة الفوضى والاضطراب في مصر فتهدد وحدتها فساعتها يتندرون على ديموقراطيتنا ويشيرون الى شعوبهم المطالبه بالحريه أن هذه هي نهاية الديموقراطيه التي تسعون اليها فوضى واضطراب وكراهية وتخريب ، واما أن تصل تلك الجماعات الى الحكم فتصبح مصر تابعآ ذليلآ لهذه الدول وبالتالي فلا خوف ساعتها من مصر فالتابع لا يؤثر في المتبوع بحكم الحال والطبيعة ، يا سيادة المشير ويا قادة المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية ... لو تركتم الامر في يد الاسلاميين اخوانآ كانوا او سلفيين فان مصر التي تعرفوها ستنتهي ولن تقوم لها قائمة .

كل ثورة عظيمة دائمآ هناك من يحاول الخروج بها عن مسارها اما من فلول نظام سابق لا يمكن أن تمثل له أهداف الثورة غاية ومسعى ، وأحيانآ تجد الثورات من يفجرها من داخلها كما فعل روبسبير بدانتون ابان الثورة الفرنسية قد كانوا حلفاء الأمس وكما يحاول الاخوان الآن بالتعاون مع السلفيين أن يفنوننا وأن يحتكروا الدولة بعد أن احتكروا الدين ، وأما عمليات الشغب والتخريب فانها تظل دومآ جزءً سلبيآ من الصورة الكلية الناصعة والرائعة فلاتعبر الا عن مكبوت تراكمي لدى قلة اما محرومة واما مجرمة ولا يخلوا أي مجتمع في العالم مهما بلغت درجت تطوره من وجود هذه النماذج فالعدالة والمثالية المطلقة لم نعلم أن مجتمعآ بشري قد وصل اليها حتى الآن .

فلابد من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يلعب دور رمانة الميزان ويعمل على القضاء أو على الأقل التخفيف من الخطر المحدق بنا وبمصر من جراء ممارسات الاخوان والسلفيين وذلك من خلال الاعلان الدستوري المزمع صدوره والذي لابد ان يضم موادى تنص على حرية العقيدة والممارسه الدينية وكف يد الظلاميين عن التدخل في السياسة واجراء تعديل ما على المادة الثانية حتى لا تكون بابآ يطل به الظلاميون علينا ويمرروا بمن خلالها قوانينهم المدعوة بالالهية وفقى لوجهة نظرهم وتفسيراتهم الذاتية والضيقة للدين الواقفة على حرفية النص دون انطلاق الى الماهية والمضمون ، في النهايه أعلم معكم اننا مقبلون على الدخول في أيام ملؤها الضباب وخوف مبرر بما يمكن ان يفعله فينا الاخوان والسلفيون ولكننا لا يجب أبدآ ان نغفل الجانب المشرق ان ثورتنا بالفعل نجحت واننا نملك اليوم الخيار بأيدينا على الأقل كل أربع سنوات ، وفي السياسة لا مجال للامنيات بل للعمل والاجتهاد والثورات تفتح الطريق وليست مهنة من لا مهنة له .

أما بالنسبة لقانون مكافحة الاعتصامات التي تسعى الحكومة المصرية الى اقراره ... خدعوك فقالوا مؤقت ويوم ورا يوم وشهر ورا شهر وسنة ورا سنة حتى يصبح قانونآ أبديآ كما فعلوا في السابق معنا في فرض حالة الطوارئ حتى حكمنا بها على مدار ثلاثين عامآ ، هذا القانون نكسة للوراء ويمكن الاكتفاء بالقوانين المجرمة للاعتداء والتخريب والبلطجة وقد سبق وقام المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية باصدار قانون مشدد ضد البلطجة ، لا والى الأبد لا لهذا القانون المجرم .

ان الحشد لا بد ان يكون متواصلآ في سوريا والأردن ولا تحديد ليوم معين بل لقد حدث الحدث فلنستكمل المسيرة ولنجعل كل يوم جمعة هو يوم ذروة الضغط والكفاح حتى لا تثبط الهمم و ترخي العزائم فلا نخطا كما فعل اخواننا في الجزائر عندما حددوا يوم السبت من كل أسبوع للتظاهر فما تظاهروا ولا اعتصموا لأنهم أعطوا الوقت الكافي لقوات الامن لتاخذ راحتها وترتب أمورها وتلقي القبض بين الأسبوع والأسبوع على بعض من قيادات الحراك الشعبي فلابد من الضغط المتواصل فلا نعطي للسلطات السوريه ولا الأردنيه الوقت لتتلاعب بنا وترسل الينا وعود وبيانات هنا وهناك من أجل القضاء على الثورة في مهدها وتفريغها من زخمها واحداث الفرقة بين أنصارها ، وهي الخطة التي تتبعها كل الانظمة العربية الطاغية .

ونحن في مصر لن نشعر بالأمان وأن ثورتنا نجحت بشكل كامل ، الا عندما يرحل الطغاه من سوريا واليمن وليبيا ومن كل أنحاء عالمنا الاسلامي والعربي وتحل الحرية والعدالة والمساواة والديموقراطية الكاملة كل أعالمنا الاسلامي والعربي، نريد أن نعيد بناء بلادنا بدون دنس وخطايا هؤلاء المجرمون ، الذين دمرونا وأضاعوا أراضينا فمنها محتل ومنها ما تم بيعه ببخس الثمن للفاسدين ، وليظل كل يوم الجمعه يوم رعب الطغاه ومجد الأحرار ، العيون على سوريا والأردن واليمن وليبيا لتعود سوريا حرة ويعود الأردن لشعبه لا لملكه ويعود اليمن سعيدآ وتعود ليبيا الى العالم .... انني مصري ثرت في بلادي ولن أشعر بأمان وحرية الا بعد أن تتحرر كل بلداني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شركة ناشئة في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصابي


.. -مشروب الضفادع- ??في #بيرو كعلاج للربو، كان مجاورا للـ #باجة




.. وسط تكثيفِ الهجمات الروسية.. بوتين يؤكد أن بلاده تعمل على إن


.. صحف: كيم جونغ أون يستعد للحرب وقد يجرّ أميركا لحرب قبل الانت




.. قراءة عسكرية.. قوات الاحتلال تدمر دبابة لم تتمكن من سحبها من