الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يخضعون إلى لعبة عض الأصابع

رامي الغف

2011 / 3 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



صمود الشعب الفلسطيني صلب لا يلين وهو مستمر في كفاحة ونضالة، شاء الإحتلال أم أبى.، نضالهم هذا جعل حكومة الحرب والعدوان "النتناهية" تتخبط وتكشف علن أنيابها ونواياها السيئة تجاه أهل فلسطين علنا، فقتلت أطفال غزة والضفة ورملت نساءهم وقصفت شيوخهم وإستباحت أرضهم وعاثت فيها فسادا وتخريبا وتدميرا.، وهي ما زالت تمارس التطهير العرقي ضدهم، وتستخدم كل الأساليب البربرية والتي تزداد وتيرتها بإستمرار مطرد ضدهم، فأستخدمت المقاتلات الحربية والاسلحة المحرمة دوليا ودمرت البنية التحتية موقعة خسائر بشرية كبيرة في صفوف هذا الشعب الأعزل المحب للسلام.

إسرائيل استباحت دماء قادتهم وكوادرهم واغتصبت أرضهم ، والتى تمثل للفلسطينيين الزمن والمكان، فتدمير الإنسانية للفلسطينيين، هي الوجه الآخر لشهوة العدوان والتخريب والدمار والنهب الإستيطاني الصهيوني في الوطن الفلسطيني.

الهجوم اللاإنساني الدامي الناضح عنصرية وحقدا على قطاع غزة مؤخرا، لم يخب منذ وطئ الغزاة الصهاينة هذه الأرض الأمنة المطمئنة، بل على العكس تنامى أوزارة بإطراد حثيث يتوافق مع شعور غلاتهم بتعاظم سطوة آلتهم الحربية، فهذه النشوة تثير فيهم جنون السيطرة على المزيد من مساحة المكان بإعتماد وسيلة القتل والإرهاب لزحزحة الآخر الفلسطيني ودحرة.

فالعابرون الصهاينة هكذا هو زمنهم، يرتبط بالإيغال في القتل والتدمير وممارسة إغتصاب الإنسانية والحق والمكان، وهو نفسه ديدن الإحتلال والمستوطنين الذين لبنادقهم عواء حاد يثير الرعب والخوف وحتى القتل بهدف ازاحة الفلسطيني عن ترابة وإقتلاعة من جذورة، هكذا هم الصهاينة يحترفون الإرهاب المنظم والإغتيال على الدوام.

والفلسطينيين يثبتون في كل يوم صلابتهم وقوتهم وقوة موقفهم، النابع من ثباتهم على الحق وإيمانهم بقضيتهم العادلة، لا يزعزعهم طغيان الآلة العسكرية الجبارة التي يمتلكها عدوهم المتغطرس، والذي ينفذ من خلالها أعتى الضربات التي لا تتحملها دول مشهود لها بكثرة عدد جنودها وعتادهم.

كل هذا يحدث تحت مسمع ومرأى من العالم المتحضر "عرب ومسلمين ومسيحيين" ولا نسمع منهم إلا "همهمات وبيانات شجب وإستنكار" فإذا تعلق الأمر بغير الشعب الفلسطيني تنطلق الأبواق تردد الصدى وتنبح بما يرضي أسيادها، وإذا ذبح ودمر الفلسطيني تختلف الآراء وتصبح المسالة "وجهة نظر".

"سبحان الله" عالم مسكون بالجبن والنفاق والتبعية، مسكون بالذل والهوان والخنوع لا يسمع ولا يرى إلا من الزاوية التى تراها أمريكا وإسرائيل ومن في ركبهم من الدول العربية.

لقد بدأت المعركة مع الإحتلال الغاشم منذ سنوات طويلة وستنبدأ من البداية وحتى الوصول إلى ما يحلم ويصبوا إليه الفلسطينيين من "تقدم وفلاح ونماء" للوصول بهم إلى مستوى أفضل في مواجهة هذه الحرب حتى يحققون الحلم الفلسطيني بإقامة دولتهم الفتية، دولة القانون والعدل والأمن والأمان.

فلقد إنتهت مرحلة البندقية بالنسبة إليهم، وجاءت مرحلة العقل والعمل الفلسطيني، فقد كانوا حماه الحرب والقرار العسكري، وهم الأن حماه العقل والمشروع الوطني والسلام الذي ينشدونه هو سلام عادل للأرض والإنسان.

لقد راهنت القيادة الفلسطينية وشعبها مجتمعين على منظور القوة الشاملة، القوة الروحية والتاريخية والإنسانية، لأنها الباقية في منطق الحقائق الكبرى، وهي الأساس لمجيء وذهاب أنواع القوة الأخرى، لذلك فإنها تنظر إلى الأمور بصبر ولكن بدون وجل.

الفلسطينيين يؤكدون دوما أن رهانهم الأساسي على قواهم الذاتية، لا يلتفتون إلى التفجيرات النفسية وحرب الإشاعات هنا وهناك، ولا يلتفتون إلى منطق الغطرسة، ولا إلى كل محاولات الدس أو ألفت في عضدهم، ولكنهم يستمدون منها مزيدا من العزيمة والإصرار من أجل صلابتهم وصحتهم الذاتية ومن أجل الإستمرار وعدم الرضوخ في لعبة عض الأصابع.

وطالما ان مرحلة تحقيق الإستحقاقات تعتبر من أدق وأخطر المراحل بالنسبة إليهم فمن الواجب في مثل هذه الحالة التحلى بالصبر وسبرغور ما يجري من حولهم، خاصة وأن العالم أصبح الآن في مهب الرياح الأمريكية والتي تتغير فيه الأشياء تغير الرمال في الصحراء، فلا ثوابت إلا المتغير، الأمر الذي يستدعي منهم المرونة وسرعة الحركة، ليس على الصعيد التفاوضي فحسب بل على صعيد ترتيب الأولويات ومواصلة المواجهة الدبلوماسية علىى كافة الساحات مع الأخذ بعين الإعتبار متطلبات الواقع الإداري والمعيشي لشعبهم، خاصة وإنهم الرقم الصعب في المعادلة واليد التي تمتلك كافة الإمكانيات المؤثرة.

لقد اثبت الفسطينيين طيلة تاريخ نضالهم الطويل والمرير انهم يستحقون بجدارة كل الإحترام والتقدير لما بذلوه ويبذلوه من جهد متواصل وشاق من أجل الوقوف بجانب قيادتهم ومساعدتها في تحقيق أهدافها ورسم توجهاتها.

على هذا الأساس فليس أمامهم إلا أن يستجمعون كل عناصر القوة فلسطينيا لمواجحة تحديات المرحلة القادمة وإستحقاقاتها على أساس الثابت وهو إقامة دولتهم المستقلة " فلسطين " وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة لاجئيهم، ضمن الثوابت لهذه المرحلة التاريخية العالمية وهي الثوابت المتعلقة بالأرض والإستيطان والقدس وعودة النازحين واللاجئين الى ديارهم وحقوقهم في مواردهم الطبيعية وخاصة المياه والغاز والحرية والإستقلال المتكافئ.

إن الدولة الفلسطينية ليست "هبه أو منه" من أحد، وإنما هي حق للفلسطينيين معترف بها عالميا ودوليا وعربيا، فلقد اختاروا طريق السلام في ظل إختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يعنى إنهم في موقع تستطيع الحكومة"النتناهيه" أن تملي عليهم شروطها أو تفرض عليهم التخلى عن حقوقهم، لأنهم عندما خاضوا معركة السلام، كانوا يفهمون جيدا ماذا تعني وعلى ماذا ترتكز وإنها ليست عنوان مجرد، وإنما هي حالة إنسانية وجوديه وحياتية، لأنها تقوم على مرتكزات في الفكر والذات والواقع والوجدان.

يجب أن يدرك الجميع وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني إنه وفقا لحرية وحقوق وكرامة الفلسطيني يتقرر "السلم واللاسلم"، "العنف أواللاعنف"، إكتمال المعادلة الأقليمية أو عدم إكتمالها.


"يرونها بعيدة ويروها قريبة وإنهم لصادقون"

كاتب وصحفي فلسطيني
عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 100 عاما من الجدل حول نفرتيتي..هل تعود ضيفة برلين الدائم


.. هجمات الحوثيين تقيد القوات الأميركية في البحر الأحمر | #الظه




.. القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني: على واشنطن الكف عن تقد


.. سوليفان: حماس اقترحت تغييرات طفيفة على اقتراح وقف إطلاق النا




.. جنود إسرائيليون يقتحمون بلدة تل جنوب غربي مدينة نابلس بالضفة