الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا.. يا حبيبتي القديمة

أحمد بسمار

2011 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كنت آمل بعد ردة الفعل الشعبية التلاحمية ضد مظاهر الانتفاضة التي أخذت بسرعة كل شعارات الفتنة الطائفية والتي لا تتوافق على الإطلاق مع التعددية المعتقدية والإثنية للشعب السوري, والذي تعود من مئات السنين أن تعيش طوائفه المذهبية بتآخ ووفاق وتفاهم كامل. بعد كل هذا كنت أنتظر من السلطات السورية وقيادتها, وخاصة ممن تبقى من الأنتليجنسيا المحلية, أن تـغـيـر قليلا من لغة الخشب المعتادة. مع الأسف لم أر حتى هذه الساعة سوى تضخما واستمرارا لنفس الخطابات الخشبية والتأييدات المرائية المطبوعة ضمن إعلام هرم, لا وضوح فيه ولا أية مهنية عالمية, مما يدفع المتفرج أو المستمع أو المواطن العادي في الداخل وبين ملايين المغتربين السوريين البحث عن الخبر أو التطور أو الوضوح من منابع إعلامية أخرى, لا تلمع ـ عادة ـ بحياد والتزام إعلام كاملين, تتفجر منها غالبا توجيهات مغروضة, أو نصف مغروضة, حسب العرض والطلب...
هل هناك رغبة حقيقية بالإصلاح ودفع البلد إلى المستوى الديمقراطي والإنساني الطبيعي, استثنائيا, وقبل انفجار أعاصير طائفية كاسحة كسلاح دمار شامل, يقضي على كل أمل بحصول شعب هذا البلد على بداية بدايات ما يسمى الحريات العامة ويصبوصا من الديمقراطية المفقودين من بداية استقلال سوريا حتى كتابة هذه السطور؟؟؟ أم أن ردة الفعل التأييدية والتطبيلات الأعلامية المعتادة, من رؤساء عشائر ورجال دين ومسؤولين جماعيين معتادين, هي علامة كثيفة واضحة, ألا تغيير ولا أي تطور ولا أي إصلاح جذري ديمقراطي حقيقي, لا اليوم ولا الغد القريب؟؟؟!!!
بإحساسي المتشائم الإيجابي, أنه لا تغيير على الإطلاق. وأن لغة الخطابات الخشبية مستمرة. وأن الوعود سوف تبقى وعودا. ولا تكلف سوى من يصدقها.. من الـغـلابـة. وما إطلاق سراح 260 سجين سياسي, من الإسلاميين فقط, وليس من الديمقراطيين الحقيقيين سوى دافع متشائم إيجابي, لتحليل وعود الإصلاح.
أي إصـلاح؟؟؟...
أين هم الديمقراطيون الحقيقيون في كل هذا. لا نسمع سوى أصوات التأييد الموظفة المستفيدة الرسمية, أو أصوات المعارضة الإسلامية, بما تحمل من تجارب مرعبة مهولة مخيفة وأخطاء أيدولوجية كثيفة. يعني دائما ودوما لا خيار لنا سوى الهروب من الدب, أو نقع حتما في الجب. أو سلطة ذات قبضة فولاذية تدوم وتدوم, دون أوكسيجين لكائن من كان, إلا لخصيانها وتجارها من رجال دين أو سلطة. أو معارضة حملت ألوية الجهاد والقتل والتعصب الطائفي وزرع الفتن الجهنمية, أو غيرهم من الملياردية الغير مأسوف عليهم الذين اعتصموا بقصورهم في باريس أو غيرها من البلاد الأوروبية, بعد أن نهبوا ما نهبوا مع عائلاتهم وشاركوا في جميع عمليات تيئيس هذا الشعب وتفقيره عقودا طويلة, كخدام ورفعت أسد وغيرهم وغيرهم..ممن لا يعرفون من الديمقراطية حتى تعريفها لدى الشيخ غـوغـل!!!...
أو القرضاوي هذا الشيخ العتيق الذي فقد كل مصداقية في السياسة أو الدين أو الكياسة!!!...
سوريا اليوم بحاجة إلى تجديد ديمقراطي حقيقي.. إلى مخلصين حقيقيين غير ملوثين, بعيدين عن كل أنانية عائلية أو شخصية أو انتفاعية.. وخاصة بعيدين كل البعد عن أي اتجاه طائفي متعصب متحجر... هذه القلة النادرة التي فقدت نهائيا من البلد خلال الخمسين سنة الأخيرة.. هي التي تستطيع ـ يا أمــلــي ـ بناء دستور ومبادئ ديمقراطية علمانية.. وخاصة علمانية, لولادة جديدة لهذا البلد الذي يجب أن يستقر ويحيا, وأن تعود الابتسامة الحقيقية لشعبه التي فقدها من سنين طويلة...
ولتحيا سوريا.. ولتحيا سوريا علمانية حرة.. إلى الأبد...
بــالانــتــظــار......
مع تحياتي المهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رمي الدستور والقانون المحلي بالمزبلة
طلال عبدالله الخوري ( 2011 / 3 / 28 - 15:03 )
رأي شخصي:
المعايير التي يجب ان تتوفر بالثورات لكي تحظى بتأييدي الشخصي
1 ان يقوم بهذه الثورة الطبقة الوسطى العريضة والمتعلمة بتعليم رفيع وخاصة التعليم بالخارج اي بالغرب
2 المطلب الاول للثورة يجب ان يكون رمي الدستور والقانون المحلي بالمزبلة, وتبني قانون ودستور اميركي او بريطاني او فرنسي او الماني كاملا ليس فيه اي تغيير...عدا ابدال كلمة اسم البلد باسم البلد صاحب الثورة..اي بهذه الطريقة يكون قد تم:
أ- الفصل بين الدين والدولة تماما واصبح تمويل الموسسة الدينية من اموال دافعي الضرائب غير شرعي
ب- تبني قوانين العلمانية واحترام حقوق الانسان
ج-- تبني اقتصاد السوق والمنافسة الحرة
د-- تبيني الديمقراطية.
3 حتى لن يكون هناك داع لسقوط الرئيس الذي يتبنى هذه المطاليب وليبقى طالما انه يحترم القانون الجديد والدستور الجديد

عدا ذلك سنكون انتقلنا من تحت الدلف لتحت المزراب

راجعو مقالنا بدون تغيير النصوص لا شئ سيتغير
مقالتنا ما هو الحل 1 ,2
تحياتي


2 - رد..شكر..وتحية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 28 - 16:50 )
أشكر بصدق وامتنان السيد طلال عبدالله خوري على تعليقه التوضيحي. وليسمح لي نظرا للتطورات والتأييدات المعتادة, التي تأتي وتذهب حسب الرياح والمد والجذر.. عادة عربية وبامتياز سورية.. أن أبدي تحفظا من أية تغييرات أو تحسينات إدارية أو دستورية..وخاصة أن سوف وسوف وسوف, لا تطعم شعيرا...
لأن سـوريـا بحاجة إلى إصلاحات جدية حقيقية..الآن..هذه اللحظة.. وليس غدا أو بعد غد.. دون تأييد رجال الدين أو القبيسيات ومن يلتف حولهم..........
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة


3 - المحترم احمد بسمار
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 3 / 28 - 17:18 )
تحيه وتقدير
تتحفنا اليوم بما يجب ان يقال في الوقت الصعب...كلمات نور وامنيات تزيح هم تكدس بأمل ان يلتقي المحبين للحياة بلا منغصات لبناء حاضر ومستقبل يكون فيه التمايز بين الناس المواطنين بالعمل والجهد والأبداع والجد مع هامش للمحدودين لأنهم ايضاً بشر من حقهم الأهتمام بهم
دمت ودام ذلك النفس الأنساني الثائر الطامح للخير


4 - رد..شكر..وتحية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 28 - 17:21 )
أشكر بصدق وامتنان السيد طلال عبدالله خوري على تعليقه التوضيحي. وليسمح لي نظرا للتطورات والتأييدات المعتادة, التي تأتي وتذهب حسب الرياح والمد والجذر.. عادة عربية وبامتياز سورية.. أن أبدي تحفظا من أية تغييرات أو تحسينات إدارية أو دستورية..وخاصة أن سوف وسوف وسوف, لا تطعم شعيرا...
لأن سـوريـا بحاجة إلى إصلاحات جدية حقيقية..الآن..هذه اللحظة.. وليس غدا أو بعد غد.. دون تأييد رجال الدين أو القبيسيات ومن يلتف حولهم..........
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة


5 - شكر وتحية إلى : عبدالرضا حمد الجـاسـم
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 28 - 18:45 )
شكرا.. وألف شكر على تعليقك الصادق...
بانتظار الأحداث الحقيقية...
لك مني أطيب تحية مهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة


6 - نعم لسوريا....
موسى سعيد ( 2011 / 3 / 28 - 20:21 )
السيد المحترم احمد بسمار ..
أوافقك الرأي وأريد أن أقول لك: إن ماحدث في درعا واللاذقية جعلني أفكر مرة أخرى في وطني فوصلت إلى الآتي :
إني أصبحت أثق في كل السوريين ، فقد أثبتوا أنهم أكبر من الفتنة ومن ورائها

كانت خطوة جيدة من النظام إطلاق فيسبوك وهذا يمثل جزءبسيط جداً من مسيرة تحررية تتضمن كل حقوق الفرد بدون استثناء ... بما فيها إصلاح النظام البرلماني والحزبي والاعلام
يجب محاسبة من قام بالأحداث في درعا ابتداء بإطلاق النار على المتظاهرين وانتهاء بمن حرض الأطفال على الخروج بمظاهرة سياسية،
يجب نشر الحقيقة كاملة مع الأسماء و حتى الدول المتورطة بما حصل في اللاذقية
يجب منع القرضاوي من دخول سورية ومحاكمته ..
والأهم من كل ذلك تحقيق العدالة الأجتماعية ..
آن الآوان للوطنيين الحقيقين أن يسمعوا كلامهم بعيداًعن العنف أو تمسيح الجوخ ....
مع احترامي.......


7 - تغيير نعم لكن........سلمية
ماهر السيد،ايرلندا ( 2011 / 3 / 28 - 22:12 )
لاشك بأن هناك العديد من السلبيات التي شهدتها سوريا مند أكثر من 30 عاماً وأكيد مند 100 عام وحتى مند 1000 عام ؟؟ في الحقيقة سوريا لم ترى مند آلاف السنين حقبة عاش فيها الشعب السوري حراً يقرر بنفسه وسيد نفسه . مئات الغزوات والحضارات [ حوالي 40 حضارة خلال 15000 سنة ] توالت على بلادنا والتي جرت ورائها مئات الحروب الآتية من الشرق والغرب والجنوب والشمال والتي فرضت على هدا الشعب العظيم ولكن نرى بعد كل هدا ان هدا الشعب بقي واقفاً وصامداً ولم يتغير ودائماً يقود على رأس الأمة العربية الثقافة ويصدر الأحزاب القومية ويقف في وجه غازيه دون أن يتغير بل قادر على تغيير الغزاة انفسهم . هدا كله جعله متعباً متألم ..متألم جداً ألم يحين الوقت كي يتنفس الصعداء .
الرجاء ثم الرجاء أن يعطى لهدا الشعب التقدير والإحترام لأنه بإستطاعته تقديم الكثير والكثير في بناء سورية واني مؤمن بهدا أطلب من الرئيس بشار أن يؤمن بشعبه وسيرى هدا الشعب العظيم مادا سيقدم .


8 - سوريا الحلم
احمد ناشر ( 2011 / 3 / 29 - 07:58 )
بقدر ما أتمنى ان ارى سوريا أجمل وأرقى بقدر ما أخاف من التيارات الاسلامية التي تترقب لتنقض على فريستها في الوقت المناسب , العراق جارة سوريا مثالا لما أخاف على سوريا ان تؤول اليه ولكن في غياب الاتفاق على تصور لما يجب ان تكون سوريا عليه غدا فان أملي ان يكون الشاب بشار على مستوى المسؤلية فيسرع في احداث اصلاحات سياسية سريعة وفتح النوافذ للحريات وتاسيس دولة مدنية تقوم على الفصل بين السلطات وكل هذه الاصلاحات يجب ان يشرف عليها كما يشرف العسكر التركي على الدولة العلمانية في تركيا.... مارايته في مصر في غزوة الصناديق - هكذا سماها شيخ سلفي مصري - يقلقني كثيرا على مستقبل سوريا التي تعد أكثر تعددا في أطيافها وطوائفها من المحروسة عقب نجاح الثورة التي تبدو الى الآن ككل الثورات العربية عفوية وليس لها قيادة محددة ان تؤول في الاخير الى جماعات اكثر تنظيما واقدر على الحشد من شباب متفرقة أهواءهم وتدفعهم أحلامهم البريئة برؤية وطنهم يتغير وحكامهم يتبدلون ولايعنيهم ان كان من سياتي هو الافضل او الأسوا


9 - سوريا الحلم
احمد ناشر ( 2011 / 3 / 29 - 07:58 )
بقدر ما أتمنى ان ارى سوريا أجمل وأرقى بقدر ما أخاف من التيارات الاسلامية التي تترقب لتنقض على فريستها في الوقت المناسب , العراق جارة سوريا مثالا لما أخاف على سوريا ان تؤول اليه ولكن في غياب الاتفاق على تصور لما يجب ان تكون سوريا عليه غدا فان أملي ان يكون الشاب بشار على مستوى المسؤلية فيسرع في احداث اصلاحات سياسية سريعة وفتح النوافذ للحريات وتاسيس دولة مدنية تقوم على الفصل بين السلطات وكل هذه الاصلاحات يجب ان يشرف عليها كما يشرف العسكر التركي على الدولة العلمانية في تركيا.... مارايته في مصر في غزوة الصناديق - هكذا سماها شيخ سلفي مصري - يقلقني كثيرا على مستقبل سوريا التي تعد أكثر تعددا في أطيافها وطوائفها من المحروسة عقب نجاح الثورة التي تبدو الى الآن ككل الثورات العربية عفوية وليس لها قيادة محددة ان تؤول في الاخير الى جماعات اكثر تنظيما واقدر على الحشد من شباب متفرقة أهواءهم وتدفعهم أحلامهم البريئة برؤية وطنهم يتغير وحكامهم يتبدلون ولايعنيهم ان كان من سياتي هو الافضل او الأسوا


10 - تحية للشعب السوري
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 29 - 08:38 )
أشكر جميع من علقوا على مقالي البسيط, الذي لم يكن سوى صرخة أمل وانتظار...آمـل أن نتمكن يوما أن نعيش بحرية حقيقية كبقية العالم والبشر, وبانتظار أن نتمكن من اختيار مصيرنا وحياتنا وحياة أولادنا. وخاصة أن نستطيع اختيار النظام الديمقراطي الحقيقي الذي ينظم مجتمعنا وقوانيننا, بعيدا كل البعد عن الأنظمة الطائفية والتفريق والتمييز الطائفي التي تديرها.
الشعب السوري يستحق الحياة.. الشعب السوري يستحق الحياة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الثائرة.


11 - تبقى انسانيتك عالية
عبدالقادر برهان ( 2011 / 3 / 29 - 11:57 )
نعم ياصديقي تبقى بانسانيتك العالية تفكر بما يدور حول ثورات الشعوب العربية وتخاف عليهااو
من ان تسرق اوتحرف عن مسارها الانساني وتبقى تخاف على حبيبتك سوريا من ان تقع فريسةا
لفكر متطرف طائفي او عنصري ,,,ولكني يا صديقي بعكسك متفائل بتغيير ثوري ديمقراطي
سلمي يعمل على تثبيت حقوق كل مواطني سوريا دون تمييز

اخر الافلام

.. فرنسا لم توجه الدعوة لروسيا لحضور احتفالات الذكرى الـ 80 لإن


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب على جنوب لبنان • فرانس 24 / FRANCE 2




.. رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يجري مباحثات مع وزير ا


.. المستشار| ما سبب دعم أيرلندا الشعب الفلسطيني؟




.. الحكومة الإسرائيلية تعقد جلسة خاصة في ذكرى ما تعتبره ذكرى تو