الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الشباب ينهض لأجل التغيير والاصلاح في العراق
منتدى بغداد للثقافة والفنون برلين
2011 / 3 / 28مواضيع وابحاث سياسية
مع موعد الذكرى التاسعة لاحتلال العراق
الشباب ينهض لأجل التغيير والاصلاح
تتصدر ثورة الشباب لأجل التغيير السياسي والحياتي في العالم العربي الأحداث، بدءاً من تونس في 17 كانون أول 2010 حيث أشعل المواطن البطل الشاب محمد البوعزيزي نفسه احتجاجاً على معاناته الاجتماعية والاقتصادية وضد ظلم النظام وسلبه أبسط الحريات التي تكفلها الشرائع والقوانين، ثم ما لبثت التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الشبابية أن إنتقلت إلى مصر والأردن والجزائر وليبيا واليمن والعراق والبحرين والمغرب وسوريا ولبنان، حتى لتبدو الصورة الآن بأجلى الوضوح: أن الثورة قد اصبحت ثورة شاملة لكل البلدان العربية و من المؤكد أن تأثيرها سوف يتجاوز البلدان العربية، إلى بلدان المنطقة التي لن تكون بمنجى عن تأثيرها، مبشرة بتغيرات عميقة، وحتى الوضع العالمي سيعاد تشكيله من جديد ولن يبقى كما كان عليه قبل السابع عشر من كانون الاول 2010 حيث أُكرهت القوى العالمية، التي طالما اعتبرت شعوب المنطقة شعوبا سادرة في نوم عميق، على اعادة حساباتها آخذت بنظر الاعتبار صوت الشعوب العربية وليس حكامها الطغاة الذين حضوا بمساندتها بقدر أو بآخر.
أما في العراق الذي يستقبل الذكرى المشؤمة التاسعة لغزو القوات الأجنبية يوم 9 نيسان 2003 واحتلال الولايات المتحدة الأمريكية أراضيه، فإن الصورة باتت واضحة الآن حتى لأوساط واسعة من الذين تفائلوا بالقدوم الامريكي، بمجرد النظر إلى الصورة التي عليها درجة الدمار التي طالت المؤسسات والبنى التحتية التي عمل الشعب دهراً على إنشائها والحفاظ عليها، ولقد بات مفضوحا أيضا ما تتشدق به السلطة الطائفية وأحزابها التي ورثت الحكم على يد الاحتلال، في اطراء "التحول الديمقراطي" العتيد الذي جاءت به قوات التحرير الأمريكية للعراق، وتصويره على أنه الملهم للتغيير في المنطقة!! حتى اذا وصلت رياح التغيير إلى العراق نفسه ارتعبت السلطة وجندت كل قواها ضد المتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقا دستوريا. فالسلطة نفسها هي التي فرضت حظر التجول وقطّعت الطرق وأقامت الاسلاك الشائكة وأعطت الأوامر لقوات الأمن والشرطة والجيش لضرب المتظاهرين المسالمين لمنعهم بكل الوسائل من الخروج للشارع ونظمت اعتداءات وحشية على الصحافيين ومنعت وسائل الإعلام من نقل وتداول الأخبار حول مطالب المحتجين وشعاراتهم حتى انطبق عليها المثل الشهير حين قال رجل لضيفه كل حتى تشبع ولكن لا تقطع شيئا من الرغيف!!
و في ظل هذا الموقف من التظاهرات الشبابية والخوف من جموع الجماهير وتعطيل ارداة المتظاهرين يعقد البرلمان العراقي إجتماعاً طارئاً لمساندة المحتجين في البحرين !!
إن منتدانا، "منتدى بغداد للثقافة و الفنون" في الوقت الذي يعتبر الحق في التظاهر والحق في التعبير حقا لا نقاش فيه لكل الشعوب والفئات الاجتماعية والمهنية في كل مكان بما في ذلك حق المواطنين البحرينيين في التظاهر، فإنه يستغرب من الموقف المتسم بإزدواجية المعايير لبعض اطراف الحكومة والبرلمان العراقي حين يتعلق الامر بحق المواطن العراقي أو الايراني في التظاهر ضد حكومة البلدين.
واليوم إذ تمر الذكرى التاسعة لاحتلال العراق يستطيعُ المحلل أن يرى أن ما يجري في العراق سيقود للكارثة والاحتراب وتمزيق اللحمة الوطنية اذا لم يصار عاجلا إلى معالجة الاسباب وقبل كل شيء احترام حرية المواطن في التعبير والتظاهر، ويستطيع أن يرى إلى أي مدى تتصاعد الصراعات الطائفية والعرقية من أجل المكاسِب الفئوية الضيّقة. فالخلافات بين جميع الكتل المهيمنة على مجالس السلطات الثلاث لا تزال على أوَجها. ومنذ تشكيل أول إدارة حكم في البلاد على يدِ الاحتلال، لا تزال القضايا المصيرية الهامة التي تعني في الدرجة الأولى المواطن العراقي، موضع خلاف شديد، الأمر الذي يؤدي بين الحين والآخر إلى صراعات تكاد أن تقوّض مصير العراق أرضاً وشعباً، وتتجه بهما نحو المجهول. وفي مقدمة هذه القضايا الحساسة، ليس الافتقار للماء والكهرباء وأتساع الهجرة والتهجير وتصاعد عدد الأرامل واليتامى وتفشي البطالة والإرهاب والقتل على الهوية فحسب، إنما هي مسألة الحكم برمته، دستورياً ومؤسساتياً، حيث يفتقر المرجعية القانونية والقضائية التي يمكن الاحتكام إليهما، وليس الاحتكام إلى تصورات عقائدية تتجاذبها تناقضات ليس للشعب فيها ناقةٌ أو جمل. فالعمل يجري وفق المصالح الطائفية والقومية الضيقة ووفق ما يسمى "ضرورة التوافق" سيئ الصيت الذي عطل كل أمور البلد.
إن ما يجري من تدهور للاوضاع في العراق منذ غزوه عام 2003، كخراب البنى التحتية والإقتصاد والصناعة ومؤسسات الدولة، وتدمير للبيئة والثقافة وسرقة المتاحف والآثار العرااقية وقتل أصحاب العلم والرأي والقلم. جعل منه بلدا تسودهُ الفوضى وتتخندقُ فيه الطائفية وتنتعشُ أساليبُ الابتزاز السياسي إلى جانب القمع والتهديد المنظم حيث يُسرق المال العام وتوزع الامتيازات والعقارات على اطراف السلطة ولا يُسأل الشعب عن رأيه في القضايا المصيرية. كل هذا جعل المواطنَ لا يطمئِن على حياته ومستقبله ولا يشعر بحق المواطنة ويتطلع إلى الضوء في نهاية النفق وإنهاء الاحتلال.
لم يرقَ خطاب القوى والأحزاب داخل السلطة وخارجها، منذ إندلاع الاحتجاجات الشبابية في كافة المحافظات قي 25 فبراير، إلى المستوى المطلوب وظل يفتقر إلى التمسك بالثوابت الوطنية والرؤية الموضوعية والشاملة في تحليل الأزمة العامة التي يمر بها بلدنا ومعالجة الآثار التي أفرزتها التطورات الأخيرة، ولقد تجاهلت القوى السياسية جميعا قضايا حساسة ومصيرية مثل ما قامت به قوات الامن من اعتداءٍ مما تسبب في سقوط أكثر من ثمانين شهيداً بريئاً في كافة أنحاء العراق، وليس هناك ما يدل على أن الحكومة تبدل موقفها المتعنت في صم آذانها عن المطالب المشروعة فما زالت ترهب المواطنين لكي تمنعهم من ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر والمطالبة بحقوقهم المشروعة.
إن منتدانا يضم صوته إلى صوت الجماهير ويطالب الحكومة بالاستجابة لمطالبهم ويحمل قوات الاحتلال مسئولية الاشتراك في دعم حكومة تقتل مواطنيها بدم بارد و تمنعهم من التظاهر مما يفضح دعايات الاحتلال بأن القوات الأمريكية قد دخلت العراق من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان.
منتدى بغداد للثقافة والفنون ـ برلين
برلين في 28 نيسان 2011
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز