الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطيني مطية أبوهم

سامي الاخرس

2011 / 3 / 28
القضية الفلسطينية


لماذا نخشى الكتابة عنهم، ماذا يريدون أن يفعلوا بنا أكثر مما فعلوا ويفعلوا؟ هل صمتنا يفهموه إذلالاً لهم ولممارساتهم العميلة ضد أبناء الشعب الفلسطيني؟ هل يعتقدون إنهم يخضعون الفلسطيني بإذلالهم وإهانتهم له؟
أسئلة عديدة تطرحها الأحداث التاريخية والحالية التي تمارسها أنظمة العمالة العربية من مشرقها إلي مغربها، تلك الأنظمة التي وهبت نفسها كبش فداء لإسرائيل والولايات المتحدة، وحارسه لحدود هذا الكيان المسخ، من خلال الحفاظ على أمنه، وإهانة الفلسطيني وإذلاله من خلال الضغط عليه، وإعتقاله، وتعذيبه، وإهانته مستغلة ظروفه ومنفاه القسري، لم يكفيها إنها أضاعت فلسطين وقدمتها هبة للكيان المغتصب بتخاذلها وخيانتها، وعمالتها، ولم يكفيها إغلاق حدودها بوجه المقاتل الفلسطيني ومحاربتها للثورة الفلسطينية منذ إنطلاقتها، كما لم يكفيها ملاحقة أبناء الشعب الفلسطيني المنفيين قسراً عن وطنهم وإعتقالهم، وإخضاعهم للتعذيب في سجونهم، وإذلالهم بشتى الطرق، ولم يكفيهم معاملة الفلسطيني كمنبوذ ومجرم منذ أن يطئ أراضيهم، بل استباحوا دمه وعرضه وكرامته، ونالوا من شرفه وعزته بنفسه، تأمروا عليه بكل معان المؤامرة، وداسوا على استقلاليته وحريته معتقدين أن هذا الفلسطيني سيخضع لهم، ويتحول لخائن مثلهم.
لم ترويهم تلك الممارسات والفظائع والجرائم والمذابح التي إرتكبوها بحق الفلسطيني منذ أن منحوا إسرائيل فلسطين كهبة وهدية بثمن بخس الحفاظ على عروشهم وملكياتهم الرثة ذات الحرير المدنس بالخيانة والعمالة، بل إنهم وجدوا بالفلسطيني مطية لهم لإلصاق أزماتهم الأخيرة بالفلسطيني، فكل نظام يجد ذاته أمام ثورة شعبه يسارع بإتهام الفلسطيني بإنه خلف ذلك، وإنه هو الذي يتآمر على بلدهم، وما هذا سوى استكمال لمسلسل مؤامرتهم على الشعب الفلسطيني الذي لا يأخذ منهم سوى المديح بوسائل الإعلام فقط وبالمؤتمرات الصحفية، حتى تلك الجامعه المسماه جامعة الدول العربية تمارس دورهم الرذيل والمنحط إتجاه الفلسطيني بنفس اسلوب هذه الأنظمة العفنة المهترئة الخائبة، التي تمتهن الخيانة والسقوط نهج ودستور منذ نشأتها حتى راهن اللحظة، بلا حياء أو خجل أو مداراه.
تباغتنا وسائل الإعلام يومياً بإتهام الفلسطيني بأنه خلف ثورة تونس تارة، وثورة مصر تارة أخرى، وثورة ليبيا، بل وسارعت سوريا بإتهام الفلسطينيين بنفس الجرم والتهمه لتجد قربان للثورة ضدها، وبكل تأكيد كعادتها لن تجد سوى هذا الفلسطيني اليتيم الذي لا وطن له ولا دولة، ولا حكومة تطالب بحقوقه، بل تجد أمامها فلسطيني لاجئ افترسته وثائق السفر غير المعترف بها من اي دولة، والمنبوذ من كل العواصم العربية التي تعامله كشرذمة وآفة، فهو الوسيلة اليسيرة والسهلة لإفراغ أزماتهم بهذا الفلسطيني، سليب الأرض والوطن، بفضل خيانتهم وعمالتهم، وحمايتهم للكيان الصهيوني، ودعمه بممارساتهم ضد الفلسطيني.
فليس غريباً أن تجد الفلسطيني مهانِ في مطاراتهم، يتعرض لكل أنواع الإذلال والإهانة، ويعامل كنكرة، في حين أن باقي المخلوقات تكرم، والسبب أن الفلسطيني مطية لهم ولعروشهم، وفداء لشهواتهم السلطوية، وتجاربهم الأمنية.
أصبح الفلسطيني أداة لهؤلاء لإلقاء التهم عليه جزافاً، ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا العراقي الآن بنف الخانة بعدما أهدروا كرامة العراق وساهموا في احتلاله وتمزيقه، بفضل دعمهم ومساندتهم للاحتلال الأمريكي.
وعندما يثور الفلسطيني للانتقام لكرامته المهدورة بفعل تصرفاتهم وإهاناتهم يطلقون عليه مسميات الإرهابي والمتطرف، والمخرب، ولم يسألوا أنفسهم لماذا يفعل الفلسطيني – إن فعل- ذلك؟ أليس ردة فعل على إهانتهم وتعذيبهم وإذلالهم له. أليس هذا الفلسطيني الحر لا يمكن له الخضوع لكل هذا الجبروت الممارس ضده من أنظمة العمالة، جبروت وقسوة مبطنة لم تمارسها إسرائيل العدو المركزي ضده.
فالفلسطيني اليوم لم يعد يخضع ولم يعد يتهاون بكرامته فهو حر وتعلم الحرية من منفاه، ومن صموده، ولن يصمت أمام هذا الحقد من أنظمة الرذيلة والسقوط على إهانته، ولم تعد وسائل الإعلام ترضى طموحه، فحتماً للفلسطيني جبروته الذي سيرد به على هذه الزمرة العملية من أنظمة العمالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة