الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النائمون !

يوسف ابو الفوز

2004 / 10 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعيدا عن صحة الاتهام الموجه إلى مواطن عراقي، أميركي الجنسية، اعتقلته السلطات الأميركية في مدينة شيكاغو في الأيام الأخيرة، ويقال إن مخابرات النظام الديكتاتوري المقبور أرسلته للاندماج في الحياة الأميركية كـ ( عميل نائم ) فالخبر بحد ذاته يثير الكثير من التداعيات والأسئلة، ومن بينها سؤال يرتسم بعلامة استفهام كبيرة، وهو : كم هو يا ترى يبلغ عدد من يمكن تسميتهم بـ"العملاء النائمين" بين أوساط أبناء العراق ، الذين رفضوا سياسات النظام الديكتاتوري واضطروا لترك بلادهم والعيش في المنافي المختلفة ؟؟

حين سقط النظام الديكتاتوري استبشر أبناء العراق خيرا، وانقشعت سحب الخوف عن ملايين العراقيين، داخل وخارج العراق. أبناء العراق في المنافي، الذين ولسنين طويلة، ارتضوا حياة الغربة بكل مصاعبها، حاملين معهم حبهم الدائم لوطنهم وشعبهم، وحقدهم على النظام الديكتاتوري البغيض، كان البعض منهم يعيش رعبا حقيقيا من ارتكاب خطأ ما كالمشاركة في مظاهرة أو حضور ندوة للمعارضة العراقية. و لفترات طويلة كان التقاط الصور محرما في بعض النشاطات العامة، لان كتاب التقارير وعملاء السفارات، والعملاء النائمين والصاحين، سيسجلون كل ذلك ويستخدموه في إثبات الولاء لسيدهم الديكتاتور ونظامه الفاشي، وسرعان ما يدفع الأهل الأبرياء داخل العراق وبأكثر من شكل ثمن النشاط السياسي للابن. وهناك الكثير من القصص التي دفع فيها الأهالي ثمنا باهضا نتيجة نشاط العملاء والمندسين بين صفوف العراقيين. وبعد زوال النظام راح الكثير من العراقيين يتنفسون الصعداء، واستبشروا خيرا، وراحوا يقفون بثقة أمام عدسات التصوير ليلتقطوا الصور التذكارية غير هيابين ان تصل صورهم إلى الأجهزة الأمنية ليدفع أهاليهم ثمن حضورهم ندوة لهذا الحزب المعارض أو امسية شعرية لشاعر يعادي سياسة النظام الفاشي. وصار أبناء العراق يشعرون بفرح غامر وهم يطالعون كل يوم كتابات لعشرات الأسماء من الكتاب والأكاديميين، التي لم تكن معروفة سابقا، والذين صاروا الان يكتبون وجهات نظرهم في كل مكان، وبدون خوف، في مختلف الشؤون السياسية والاجتماعية والعلمية، غير شاعرين بالخوف من أجهزة النظام المخابراتية وعيون السفارات من (العملاء النائمين)، وبنفس الوقت رفع الكثير من الاخوة الكتاب الستار عن أسمائهم الصريحة، حيث اضطروا ولسنوات للكتابة تحت ستار أسماء مستعارة خوفا من إرهاب وعسف أجهزة النظام الفاشي .

وكل أبناء العراق، وحكومتنا المؤقتة، ووزارة الخارجية خصوصا، يدركون ان سفارات العراق لم تكن بعثات دبلوماسية بقدر ما كانت أوكارا لرجال المخابرات، وكانت إحدى مهامها الاساسية متابعة ابناء العراق في المنافي وإرهابهم باكثر من وسيلة، وكانت سفارات النظام الديكتاتوري تعتمد الاغراءات ومختلف الأساليب الدنيئة لتشتري بواسطتها العملاء وتجندهم لأغراضها، سواء من بين البعض من ضعاف النفوس من العراقيين، أو من أبناء الجاليات العربية ممن ارتضوا العمل كمرتزقة أو حتى المخدوعين بديماغوجية نظام العفالقة. والسؤال الذي يمكن ان يرد في البال الان : اين اختفى كل هؤلاء الذين كانوا يرصدونا ليل نهار ويفتعلون الف سبب للاحتكاك بأبناء العراق الشرفاء لمعرفة معلومات عنهم وعن عوائلهم ليسهل من خلال استثمارها الضغط عليهم واخافتهم واسكاتهم ؟ الجميع يعرف، واول ذلك وزارة الخارجية والمسؤولين فيها، ان هؤلاء العملاء مازالوا يعيشون بين أبناء الجالية العراقية، ولكن بعضهم وبخفة ارتدى ثياب الديمقراطية وصار يتحدث بلغة الضحايا، متوهما ان عيون أبناء الشعب العراقي غافية وغافلة عنه. ان وزارة خارجية العراقية مطالبة واستنادا إلى الوثائق الموجودة في السفارات العراقية ـ ان لم تتلف من قبل رجال النظام ـ أو استنادا إلى وثائق وزارة الخارجية ان تكشف للعراقيين أسماء العملاء المندسين والنائمين بينهم، والذين ربما يشعرون الان بالهدوء وعدم الخوف من ملاحقة قانونية ما، ويحلمون بالعودة من جديد بانقلاب ديمقراطي عبر صناديق الانتخابات لبناء جمهورية البعث الثالثة، وليرفعوا رؤوسهم عاليا، مادين ألسنتهم ساخرين منا، ليتبين بأننا نحن الذين كنا نياماً وغافلين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كان حزب الله يخطط لتكرار -السابع من أكتوبر- على الحدود ال


.. اللبنانيون يهرعون إلى المستشفيات للتبرع بالدم بعد القصف الإس




.. عاجل| حزب الله: ننعى القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل


.. حرائق في الجولان المحتل بعد إطلاق صواريخ من لبنان




.. تحقيقات جارية فى 4 دول والكل يتبرأ من تورطه في -هجوم البيجر-