الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا الحاكم النائم

عمر قاسم أسعد

2011 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أنا الحاكم النائم

أنا الحاكم الذي ليس لي علاقة بالشعب أو الوطن ، اغتصبت السلطة رغما وقصرا ،
حصنت نفسي وشيدت قصري ، واستعملت أذرعتي التي صنعتها لحمايتي ،
ونمت قرير العين وحققت شعار ( اللهم نفسي ) .
تسارع بعض الناس لخدمتي طمعا في منصب أو جاه أو مال ، أطلقوا علي القاب لم أكن أحلم بها ،
وضعوني في مكانة أعلى من مكانة الأنبياء والرسل ، ووصفوني بأوصاف لم تخطر على بال بشر ،
أنا الحاكم الوحيد الأوحد وليس كمثلي أحد ،
وقالوا أني الفرد الصمد والحاكم إلى الأبد .
استهويت كل ذلك وطلبت المزيد من الألقاب وتوسيع في السلطات ، واغتصبت بيدي الموت والحياة .
اطمئنت نفسي وجمعت أركان حكمي وأمرتهم بالسهر على راحتي أثناء نومي ،
وأمرتهم بقتل من تسول له نفسه معارضتي ، اطمئنت نفسي ونمت .
حلمت بأن كل شيء بات في يدي وصدقت نفسي بأن الشعب يحبني ويموت من أجلي وأن صورتي ماثلة أمامهم ،
وصدى صوتي يلازمهم ، إذا مشيت الآف الناس حولي وإن تكلمت فحروف كلماتي معجزة مقدسة ،
وأن التاريخ يبدأ من يوم مولدي ، أينما ذهبت الكل يحبني ويعشقني .
سولت لي نفسي أن الشعب خادمي وأن الوطن مزرعتي ، أطلقت أركان حكمي نهبا وفسادا لإشباع غروري ونشوتي .
وبعد عقود من الزمان كنت قد نسيت أن لي شعب ووطن فالشعب خادمي والوطن مزرعتي ،،،
استيقظت بعد دهور على صوت يعارض سياستي ،سألت عنهم أركان حكمي وحاشيتي ،
قالوا: مولاي بعض العبيد واللصوص والرعاع والغوغاء ، صدقت ما قيل
وقلت : لعنهم الله لقد أقلقوا راحتي ،
تجرأ أخرون على معارضتي ، فأصبح القتل مهنتي ، حاولت إخماد عبيدي وخدمي ... لم أفلح ،
أطلقت أذرعتي واتهمت الخارجين عن سلطتي وزمجرت بوجه الشعب وكشرت عن أنيابي ،
الشعب ازداد كرها لي ،، فكان لا بد من خطاب أتنازل فيه قليلا ، ما عاد الشعب يصدقني ، ورغم ما تبثه وسائل إعلامي .
إنشقت عني بعد أذرعتي ، لم أعتبر وزادت قسوتي وكرهت الشعب وتمنيت زواله لأحافظ على منصبي وأقنعت نفسي أنها مسألة وقت وسينقضي ،
صحوت من سكرتي ونشوتي وأدركت قد حان موعد مذلتي ومهانتي ،
رجوت أن أخرج سالما بجسدي ،
أنا الحاكم النائم آه كم تمنيت يوما صحوتي
عمر قاسم اسعد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون