الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسل مر ودرب بعيد

مشتاق عبد الهادي

2011 / 3 / 28
الادب والفن


[ عسلٌ مرٌ و دربٌ بعيد ]

(( بمناسبة لون الدم ... 31 آذار ))

لا اعرف لماذا تشمخ بيّ الآه
كلما توضأت جروحي بالدموع
ولم اعرف بأن الدم المنساح على لغتي
ليس أكثر من ندم لقيط
أنا أبرمج الأحداث في قواميس قدت في دثار عتيق
وأنت تشتعلين في معاجمي طلقات من الحب الأخير
أنت وطني
وهذا الذي يرتب على غبار القوافل لذته محض عدو
و إن صادف أن سألني احدهم عن هويتي أجيبه كما الصفصاف
يعرفني الله
يعرفني الله ... ألا يكفي هذا الشموخ ... ؟
ألا يكفي أن تتاجر بأضلعي ملايين الضباع ... ؟
ألا يكفي أن يتمركز في شرايين دمي هذا النداء ... ؟
احبك ...
فأي جواز مرور سيشفع عند باب قلبك سوى ... احبك
ثم ...
ليس من اللائق أن اغرس الموتى في أشجار دمي
وليس من العدل أن تحرثي على ربوع ذاكرتي
مسلة هذا الجمال الخطير
لذلك ...
أودعوني جوف صفصافة عجوز
وأقروا مرورك في كل يوم على أضلعي
بكماء صرختي
وأنت تمرين عبر صفير الرياح بلا ذاكرة
أو ... حتى مناديل
زهوري التي جندت أريجها ليوم اختناق رغبتي
ماتت ... وصارت مقابر نحل و قبرات
لذلك تنحي عن طلقة كلب قرر أن يطلق النباح في صميم مولدنا
طاشت رصاصة النباح
واستقرت في عتمة نوم الثعابين
فاشتعل زيت الحب و ابتدأت المؤامرة
يوم اختناق الكلمات قريب
فهنالك كلب ما زال صغيرا على فن النباح
و ... سينبح
وهناك سنونو معاق لا يحترف الرحيل عبر سنوات الحزن
و ... سيحترق
وهناك عينا لم تنجب أجيالا للدموع
... وستنجب
وهنالك أيضا قبرا قديم لم يحدد الله ساكنه
و ... سيحدد
سيحددني و سينحت حتما شاهدتي :
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ... ))
صدق الله العظيم
[ يرقد هنا بلا أمان
شاعرا قرر أن يولج الجنة بقصائد العسل
فأسس الله من اجله النار ... ]
هكذا ستكون شاهدتي
فكيف إذا ...
كيف للربيع أن يتاجر بالأزهار
هذه حكمة قد طوقها وطني
وهذا وطني :
بندقية معطوبة عجوز
مسدس اجتث من رأسه الرصاص
دبابة ضاق بها ثقل السرفات
طائرة قررت أن تهجر الطيران و تمشي
جثة مهزوم غرست في التراب نتانتها
جندي لم يعط لأحلام العدو وسادته
ضابط غادر الطير أكتافه
مهرج منح الحاكم النازي حباله
كلب أطلق في ليل لنباح توبته
ورب قرر أن يقلع من ضوء عينيه وطنا
فصار الوطن محض خراب
بردان ... كرصاصة
ومعطل كبندول
الآه فيّ تزهر في كل ثانية تابوت
نعش يبحث عن حامله
أو ... لأقل شاعرا حقيقي
كلنا مزيفون
بكل أقراطنا مزيفون
إذا ... بورك الفجر ... وبورك الرحيل
سنين مضت وأنا معبأ بالصراخ
فهذا الذي يصفع جوعنا أنبل من نبي واكبر من إله
دوما أرتب جوعي كفقير
إذا ... متى ستصفح عن وسادتي الأحلام ... ؟
متى ستندمل القبل القديمة ... ؟
متى سيشمخ فيّ رذاذ الليمون ... ؟
متى ستغتسل بدمي إناث العصافير ... ؟
متى سأجمع صراخ أشلائي ... ؟
ثم ... متى ستحتويني قبلة الغفران ... ؟
لست أول من نادى بالخيبة
ولا أول من صلى على الشياطين
فأنت و قصائدي
حمامات لا تعترف بشرعية الآخرين
تعلمي موتي و سأتعلم إن شاء الياسمين قيامتي
كما الجبل الصغير
سأنهض من دثار تعبي
مشرئب قلبي بالحب
وهذا الحزام يضيق
يضيق بي ... بك ... بهم
بي ... لأني محفوف بالموت
بك ... لأنك من بريق الندى
وبهم ... لأنهم جبناء
إذا ...
لك ... وأنت تتوضئين بدمي كقرنفلة القصائد
لهم ... وهم ينثرون الخريف على جثتي
ولي ... وأنا اكبر باسم العصافير هذا النواح
الزهور التي عبأت فيها لهفتي ذبلت
وصارت إكليل موت
وكذلك القبلة التي وفرت حليبها لنهر دمك
نامت و صارت صليب دخان
عيدك القادم أقدم من أن تباركه الحسرات
و الأحمر الذي ورثت اشتعاله من جنوني
راح ... ليغلف التفاتة المريخ
مبارك أيها الشعب عيدك وليل الانهزام
مباركة شكوكي وهي تمد مفردتي بالدموع
ثم ... أسئلتي إن كنت في ريب من بندقيتي
بأزيز الرصاص افرغ النار في صميم اتقاد العدو
لأبعد عن فستانك زلتي
ولست من عواصف الطاعون
لأني ما هجرت جثتي و لكنها الروح
قد صيرها الله ملاكا من جليد
من أجلك كلمتني الطيور
ورددت لغتي بسنونوات حبلى بالصهيل
راحل عما قليل
راحل قبل اشتعال الهوس فوق راحة العيد
العيد ... آه من فرح لا يتقن غير البكاء
وحيد كما الصنوبر
ومهدد بالدموع
ستغرق حديقتي بعد نخلة و صفصافتين
لأمارس بعدها صياما ليس بحسبانه الفطور
قصيدتي قدت من الريح و للروح ستكون
سأنطفئ لأني لا أهشم زهرية أسسها الربيع لورطتي
من أطلق دبابير الرصاص على لغتي ... ؟
فللنخيل في زحمة الجفاف موتا سمين
انه الصبر يا نبية الصبر
يزرع في خاصرة المصلين مآذنا تكبر للسقوط
حيّ على السقوط
حيّ على السقوط
لذلك صلي ...
وبكل الأحمر الذي يحتويك هاجمي سدودي
صلي وتباركي بالمنجل الراعف قمحا
وكذلك بمطرقة الله
كوني جديرة بآذار
فهذا الذي يسدد رصاصة الغروب نحوي
أفضل موتا من قبل
وكذلك أبشع من جبان
لا خلاص ... هذه الدائرة محيط ينث فراغا
لا خلاص ...
اترك الشكوى والشكوك
شمري عنك ربيع الدماء
وتعالي لنطرز بالدموع :
(( وطن حر وشعب سعيد ))
بيت خرب و فقر يزيد
حب وافر و قبلة عيد
نزهة حرب وقصف شديد
موت لامع و قبر جديد
سجن شامخ و قيد فريد
وطن خرف و موت أكيد
عسل مر و درب بعيد

***
مشتاق عبد الهادي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا