الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُثقف والمُجتمع

طاهر فرج الله

2011 / 3 / 28
الادب والفن


يُوضع على عاتق المثقف مسؤوليات جسام أهمها توعية المُجتمع لكونهِ مصدراً مُنتجاً للثقافة, وذلك من خلال إنجازاتهِ الهادفِة ومقالاتهِ المؤشرةِ على السلبِيات الواجب تداركُها من أجل بناء الإنسان الذي يُمثل النواة الأساسية للمجتمع الكبير.

على أن دور المثُقف يبقى محصوراً وضيقاً في الوضع العام وبشكل خاص الوضع في العراق لما فيه من أزمات حادة كانت نِتاج حُروب شرسة كُل حرب منها أنجبت مجموعة عوامل عَملت على أفساد الُمجتمع فخلقت الأولى قيماً اجتماعية مفسدة للذوق والأخلاق لتكون هذه القيم لإنشاء قيم أكثر فساداً وإفساداً للمجتمع من التي سبقتها وذلك بعد انتهاء الحرب الثانية وهكذا دواليك في الحرب الثالثة ومن ثم الحرب الإرهاب التي قضت تماماً على البنية التحتية أو تكاد تقضي على المنظومة الأخلاقية للمجتمع العراقي, وكانت النتائج مخيفة عندما تفضل أحد السادة المسؤولين في وزارة الثقافة أثناء إلقائه كلمة في أحد أصبوحات الاتحاد العام للأدباء والكُتاب العراقيين حيث قال أن نسبة الأمُية بين أفراد من الذكور فقط ذي الفئة العُمريه المحصورة بين( 12 – 25)سنة تقدر ب 67% ونسبة جهلهم للثقافة العامة هي 67% أيضاً في حين أن نسبة المتعاطين للمُخدرات هي 16 %.

أن هذه النسب الكارثية التي تمثل تراجعاً خطيراً للقيم الأصلية لشعبنا لا يمكن للمثقف والحال هذه أن يفعل شيئاً لتغيير الواقع المؤلم مهما كان قلمه مُتميزاً وأسلوبهُ مُتمكناً وفكرهُ رائداً ما لم تتظافر معهُ كُل الجُهود الخيرة لتغيير هذا الواقع الأليم, وحتى نتمكن من تحقيق ذلك فعلينا التبشير بإقامة نهضة اقتصادية شاملة تعتمد قاعدتها على خطة تفجيرية لبناء عُموم الوطن مُشابهه بخُطة ( مارشال) المعروفة والتي عملت على بناء أوربا المدُمرة بعد الحرب العالمية الثانية , وعلى أن يوافق هذه الإجراءات العملية نهضة فكرية وثقافية تعمل على رفع المسُتوى الثقافي للمجتمع مشابهه إلى حد ما أجواء النهضة الأوربية الداعية إلى الإخاء والمساواة والتحرير.
أن سوء الأوضاع السياسية وتفجير الوضع الأمني مضافاً أليهما نتائج الحروب المتلاحقة التي حدثت في بلادنا خلقت وولدت جميعها قيماً مشابهه لقيم البداوة التي تعتمد أسلوب الغارة والغزو على القبائل الأخرى طلباً للماء والكلأ وما حصل في بغداد اليوم لأكبر دليل على ذلك مُضافاً إليها احتقانات أخرى حاول من هزم أن يستثمرها.
على أن حالة المأساوية التي نعيشها تحتم علينا أن لا نتخذها أساساً يوحي ألينا على رسم مستقبل راكن أسود, بل يجب علينا أن نُقارن أوضاعنا التي نعيشها بأوضاع دول متُمدنة ومتُحضرة, فلأسباب مشابهه مرت شعوبها بنفس ما مررنا به اليوم من مآسي وقهر ونكد, ويحدثنا التاريخ أن حرباً درات رحاها بين إنكلترا و اسكتلندا في القرون الوسطى تمكن في بادي الآمر الجيش الإنكليزي من دحر الجيش الاسكتلندي, إلا أن الاسكتلنديين تمكنوا من جمع فلول جيشهم ودحرهم الجيش الإنكليزي في معركة أخرى أضطر فيها إلى التراجع بعيداً حتى دخل القلعة ومعه 600 أسير اسكتلندي عمد إلى إحكام حصاره على تلك القلعة التي احتمى الإنكليز فيها, وما أن تم الصلح بين الطرفيين حتى تبين أن عدد الأسرى من الاسكتلنديين نقص ثلاثين أسيراً أكدت المصادر التاريخية أنهم كانوا وجبات طعام للجيش الإنكليزي , ويبدو أن مثل هذا يحدث في العراق ولكن بأسلوب أخر حيث أتخذ البعض من القتل وسيلة للرزق وكسب العيش وذلك لأسباب تميزت بغياب العقل والتفكير, لذا بأنا أنصح كل من يريد لأبنائه أن يحيوا بأمان في بلد مستقر فعليه التفكير بعمق عسى أن نضح حداً لتلك السنوات العجاف التي أحرقت شعبنا وبلدنا وألا فإن استمرار لهيبها تحول أبناءنا إلى وجبات شهية لخصم جائع.


***************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-