الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اردوغان سلطان عثماني بحلة مختلفة!

جمال الخرسان

2011 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بكل ما يحمل من تاريخ وهيبة تركية حضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد والقى كلمته تحت قبة البرلمان العراقي في خطاب غير مسبوق يحفظ لتركيا ارثا طويلا في العراق ويؤكد لها دورا اقليميا اكثر فاعلية مما سبق! الرجل الذي يثير هو وحزبه الاعجاب كثيرا في طريقة تعاطيه مع المتغيرات السياسية حتى وان نظر للامور من زاوية للاطار الديني فيها بعد لايمكن اغفاله.. ان ذلك الرجل بدى في خطابه اكثر ثقة من جميع من سبقوه من الزعماء الاتراك في التعامل مع الملف العراقي وباسلوب لايثير حساسية أحد!
النخب السياسية الغربية ذاتها لاتتردد في اظهار اعجابا ملفتا للنظر بالتجربة التركية على يد حزب العدالة والتنمية.. رغم ان الحزب صعد الى الواجهة بعيد احداث الحادي عشر من ايلول. ذلك الاعجاب لم يتاتّ نتيجة الترتيبات الداخلية المهمة التي قام بها اردوغان، والتي اعطت زخما اكبر من الحريات للاقليات في تركيا وبالذات للاكراد.. رغم ان ذلك لم يتحقق اصلا حتى حينما كان يتسلم زمام الامور في تركيا من يوصفون بانهم اصدقاء الغرب! كما ان ذلك الاعجاب لم يتاتّ ايضا نتيجة لما قام به الحزب من سياسات اقتصادية حيوية جعلت الاقتصاد التركي يصمد امام الازمة الاقتصادية العالمية وبقي المؤشر الاقتصاد التركي في نمو معقول، رغم ان التجارب الاسلامية السابقة اثبتت ان الاسلاميين كلما استلموا السلطة فان ضحيتهم الاولى هو الاقتصاد!
كل ذلك التطور الايجابي الملحوظ في الحالة التركية حصل في ظل حزب كان ولازال يوصف بانه (حزب اسلامي) وهذا التوصيف له ضريبة عالية جدا في مراكز القرار الدولي، وهذه الاخيرة لا تلام في موقفها أبدا نتيجة السؤوات الكثيرة التي خلفتها التجارب الاسلامية الفاشلة. لكن الجميع يتعامل مع تجربة حزب العدالة والتنمية بشكل مختلف عن التجارب الاسلامية الاخرى. نتيجة لما يتمتع به الحزب من مرونة وعقلانية في تعاطيه مع المتغيرات السياسية.. كما ان الحزب اتّكأ على عمله الدؤوب ولم يتعكز فقط على الشعارات الدينية.. خصوصا وان التجربة التركية لاتهضم طعما من هذا النوع بسهولة.
فيما يخص الدور التركي في المنطقة فان تركيا في عهد اردوغان تختلف عن عهد من سبقوه اولئك الذين لهثوا كثيرا وراء الجبهة الاوربية من اجل الانضمام للاتحاد الاوربي.. ورغم ان ذلك له ما يبرره فالمجموعة الاوربية هي الكتلة الدولية الاكثر نضجا على مستوى العالم لكن الانضمام لذلك الاتحاد لن يكون سهلا لبلد مثل تركيا لها من الهوية الشرق الاوسطية ما لايسمح لها بترك دورها الاقليمي للاخرين مقابل وعود قد تتبخر في ليلة وضحاها. ثم ان تركيا لها صلات مهمة جدا مع مختلف مؤسسات الاتحاد الاوربي حتى لو لم تكن عضوا فيه وهذا ما يكفيها على الاقل في المرحلة الحالية. تركيا انحازت في مناسبات كثيرة الى جيرانها التاريخيين دون ان تغضب المعسكر الغربي الذي تربطها به علاقات استثنائية وهنا تكمن اهمية الدور الذي تلعبه تركيا في العالم واسلوبها العقلاني في التعامل مع الازمات الدولية، درس لم يكن وليد اللحظة بل يمكن ان تجده قبل ذلك في تفكير حزب العدالة والتنمية حينما قام على انقاض تجربة حزب الرفاه الذي اجهض وحظر عام 1998 لكنه عاد بزي وخطاب جديد عام 2001 ووصل للسطة بعد عام واحد من تأسيسه. حزب العدالة والتنمية تجربة علمانية اسلامية تركية مختلفة اظهرت نجاحا ملفتا لكنها حتى الان لم تخرج من مرحلة الاختبار حتى وان قال عنها رجب طيب اردوغان ( حزب العدالة والتنمية سيثبت للعالم أن الإسلام والديمقراطية يلتقيان ولا يتصارعان على عكس ما يدعي البعض). ان تركيا جاءت بثقلها السياسي والاقتصادي للعراق وعلى العراق ان لايفوت الفرصة،
ذلك الزخم السياسي التركي يفترض ان يقابله زخم عراقي بنفس النشاط، على العراق ان يحسم امره فيما يخص المنظمات المسلحة التي تنطلق من اراضيه لتعبث بامن الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على وقع التصعيد في رفح.. هل استفز نتنياهو مصر ودول الخليج؟ |


.. انهيار شبكة الكهرباء في عدن نظرا لانعدام الوقود وسط غليان شع




.. مدارس وجمعيات للحفاظ على فن -المالوف- في مدينة عنابة الجزائر


.. الجيش الإسرائيلي يحشد قواته على أطراف رفح تمهيدا لعملية واسع




.. مدفعية جيش الاحتلال توسع استهدافاتها في مدينة رفح جنوب قطاع