الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأن سوريا لفي خطر !!!

فرياد إبراهيم

2011 / 3 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يتشدق ازلام النظام السوري بالقول ان ما يجري من قتل الشباب الثائر انما هو من اجل حماية سوريا التي هي الآن في خطر. صدى صوت أعلام صدام ضرب مسمعي للفور.
فقد اقترف صدام حسين جينوسايد - ابادة بشرية - بحق شعبه لأن الوطن كان في خطر! الشعب كله كانوا خونة الا هو وشلّته الشوفينية كانوا وطنيين. اعدم الآف مؤلفة من الشيعة لحقده عليهم لأن الوطن كان في خطر. قصف مدن البصرة والمثنى والناصرية والحلة والديوانية والكوت والعمارة بصواريخ سكود واستعمل الأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ضد سكان حلبجة المدنيين العزل لأن الوطن كان في خطر. واعدم مئات الأبرياء لمجرد انهم تأففوا من حرب وصفوها بحرب ميشيل عفلق متهما بعضهم بعميل اسرائيل وبعضهم بالخونة والجواسيس وما الى ذلك من اتهامات لا اساس لها من الصحة والمبرّر واحد: إن الوطن في خطر. دفن آلاف الجثث في قبور الجماعية والتي لا تزال تكتشف وتعثر عليها في اطراف المناطق الصحراوية وضواحي المدن البعيدة وتُخرج العظام النخرة من قبل ذويها ، لأن الوطن كان في خطر.و تنازل طاغية العراق عن شط العرب للفرس كما تنازل حافظ الأسد وابنه عن الجولان لأسرائيل لأن مصلحة الوطن تستدعي حماية الوطن مقابل بيع جزء منه مقايضة . وأثار النعرة الطائفية والقومية والمذهبية – كما فعل ويفعل آل أسد- طيلة عقود ثلاثة بين ابناء الشعب المتحابّين والمتآخين لأن الوطن كان في خطر. تنازل لليهود وركع لأمريكا والجنرال شوارتسكوف من اجل الأبقاء عليه بعد حرب الكويت الخاسرة وارسل من يتزلف ويتشفع له لدى إسرائيل لأن مصلحة الوطن اقتضت ذلك.
في بداية السبعينات ارسل شلة من البلطجية ، حاملي الفؤوس والسكاكين برئاسة (أبو طبر) الذائع الصيت للقيام بقتل أهالي بغداد ليلا ليقوم عناصر من أمنه الخاص بإلقاء القبض على كل ورد ذكرهم في القائمة السوداء ممن شك فيهم ، أي في اخلاصهم ووطنيتهم، بل على الأخص لمكانتهم السامية المتميزة في المجتمع الرسمي والشعبي وزجهم في السجون والزنزانات الجماعية، واذاب الذين كانوا يشكلون خطرا حقيقيا مباشرا على نظامه في التيزاب. المكوى البعثي – مكواة الملابس- للشيوعيين والخازوق الحديدي للمناوئين ومن سماهم بالمخربين والجواسيس والاعدامات الفردية والجماعية ، لأن الوطن في خطر. وأمر بتهجير الآلاف من الكورد الفيليين الى ايران لأن الوطن محدق بالخطر.
وعندما أزفت الساعة قال : لن اتركها الا حطاما وأرضا قاحلة جرداء ، انا أحب الوطن وأدمر الوطن وأبيد أهله وذلك لسبب بسيط: لأن الوطن في خطر.
لا ينخدعنّ أحدكم، فما هي إلا تكتيكات بعثية صرفة. ماركة مسجلة لا تقبل النقاش.
إن عدوى ( أقمع الشعب لأن الوطن في خطر) وصل حتى إلى الزعيمين الكرديين المستأثرين بالحكم عنوة. فالبارزاني عندما قام الشعب المضطهد المختنق تحته بالتظاهرات والأحتجاجات في الآونة الأخيرة الداعية الى محاربة الفساد: ( قلة لها كل شئ وأكثرية لها لا شئ) ، هبّ من رقاده مذعورا فأوعز ملهوثا لمأجويرن فقاموا بحرق بعض المباني الحكومية شبه الرسمية واعلن في الغد: انهم كانوا مجرد مخربين مشاغبين : أقتلوهم حيثما ثقفتمهوهم: كل شئ من أجل المعركة القومية. وكركوك قدس كردستان. أرسلوا البيشمركة ، نحن في حالة حرب. والويل لمن يطعننا من الخلف والوطن في خطر؟!
أما الطبيب الرئيس السوري يبدو انه تعلم درسا آخر من والده ومن مثله العليا صدام: اطلق سراح السجناء ليستنشقوا هواء الحرية النقي اياما عدة ثم اعادهم بعد اسبوع بعد هدوء الوضع الى سجون اقسى والعذاب الأمرّ وذلك لأن وجودهم في الشارع يشكل خطرا على الوطن.
إن هذا التكيتيك اضعف من ان يكون له مفعول، انه نافذ الصلاحية بحضور الأنترنت والفيسبوك والوعي والصحوة العامة الشبابية العارمة العفوية. ام تحسبونهم نعامات أمثالكم: أنف في الرمل واست في الهواء.
إن ما حدث في سوريا من ( تحطيم وتكسير وقنص وقتل الأبرياء) إنما قام به رجال الأمن السوري في الزي المدني وبأمر من ماهر وبشار. ..على طريقة (أبو طبر السوري) وعلى نغمة إسطوانة: الا يستحق هؤلاء المشاغبون القصاص بالرصاص الحي في وقت يكون فيه الوطن في خطر. أما العصابة التي اذاعت نبأهم أبواق الأعلام السوري والتي طافت مدن وقرى سوريا وعبثت بأمنها والقت الرعب والذعر في نفوس نسائها واطفالها وحطمت وقنصت وهشّمت وقتلت فالأعتقاد الراجح والمنطقي هو أنهم من حراس الثورة الأيرانيين الذين طلبهم آل الأسد ونقلتهم باخرة من شوطئ الخليج الفارسي عبر قناة السويس الى ميناء اللاذقية قبل اسابيع من إنفجار ثورة الشعب السوري الأصيل وتحت غطاء: إن الوطن في خطر!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA