الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصة
سعدون هليل
2011 / 3 / 29الادب والفن
قصة قصيرة جدا سعدون هليل
فراغ
في فناء الدار تململ الصبي ذو الأربعة أعوام ، بعد ان مل اللعب بين أسوار الحديقة ، تماوجت في حدقتيه السوداوين ألوان متعددة ، كانت تنضحها الزهرة الوحيدة التي كان يطيل النظر اليها وهو يحدق فيها مبهورا . تسلل خلسة الى الشارع دون أن يعلم به أحد من ذويه ، توقف برهة وراح يطيل النظر الى غصن شجرة يافعة وهو يسخر من الريح التي لم تستطع أن تهز غصنها _ تستطيعين أن تخبري أمي ان شئت _ همس في دخيلته وانطلق مع العصافير الرمادية الدوارة كما لو كان يحلق مع الأجنحة الصغيرة المرفرفة باتجاه الفضاء الرحب . على رصيف الشارع رأى وجوها لم يرها أو يألفها من قبل ، وجوه بلون القصدير . تمعن في تفاصيلها ، حاول أن يقرأ مايختلج في نفوسها من غل ، غامت الرؤية في عينيه ، ثمة طائر صغيرحط على كتفه ، طائر أسود راح يجثم مثل صخرة انتشله من لجة الحيرة ، مادفعه أن يعدو راكضا لايعرف الى أين يتجه ، وكانت غيوم سود تهيمن على سماء المدينة ، وثلة من الصبيان يتقاذفون الكرة عبر الرصيف ، جذبه نداء الكرة الصغيرة وهي تفر من ركلات الأرجل المهرولة ، اتجه نحوها يحميها بكلتا يديه الصغيرتين ، راح يجري خلفها وهو يعبر الرصيف ، وفي لحظة غائمة غمرته نشوة من الفرح وهو يمسك بها ، لم يشعر بعدها بأي شيء وهي تنفجر بين يديه فيما كان المساء يزحف على البيت والزهرة الوحيدة تتفحم أوراقها .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع
.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو
.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع
.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا
.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب