الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا من تلومينني..أنا أرفض الأصنام

أحمد بسمار

2011 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


عندما أرى هذه الجماهير الألفية, هذه الحشود الملايينية, هذه القطعان الغنمية, هائجة, صارخة, دائخة, دائرة, تصرخ بغيبوبة مخدرة.. بالروح بالدم نفديك يا.......يغلف فكري وجسدي الخجل, لأنني أعطيت نصف عمري لهذا الشعب. يجمد إحساسي. لا أستطيع حتى البكاء. ما هذه السادومازوشية الجماهيرية.. أمة بكاملها تقدس جلاديها وتمنح رقبتها لمن يـخـنـقـهـا!!!...
نعم نحن أمة متخلفة.. وأتساءل هل نستحق أن نسمى أمـة؟؟؟...
أتساءل وأفهم لماذا استطاع من سمتهم الكتب أنبياء, أن يسوقوننا إلى عتمات الجهل والجهالة, وأن نجمد في عبادة الأصنام والرؤساء والأولياء والآلهة.
كيف تقبل أمة نصف شعبها يبني ويحمي قصور السلطان, ونصفه الآخر يتجسس على النصف الأول. والنصفان مرؤوسان بخصيان همهم الوحيد تعليمنا كيف نفدي الرئيس, وكيف نفديه بالروح وبالدم... لا يطلب منا أن نحمي الوطن. كلا وألف مرة كلا. لأن حماية الرئيس وفداءه بالروح والدم, واجب ديني. ألم يقل لنا إمام المسجد أن نطيع الله وأولي الأمر منا؟؟؟ الوطن؟ لماذا نحميه؟؟؟ الوطن هو قصر الرئيس.. وقصر الرئيس فقط؟؟؟ وباقي البلد أحجار ومربعات أرض ضيقة. تباع وتشترى من تجار تقسيم هذا الوطن, وهم وحدهم يحددون أين وكيف تباع, وما هي أسعارها...
اليوم أبكي.. أخجل.. أنزوي وابتعد.. لا أستطيع أن أفكر.. لأنني إذا فكرت لحظات قصيرة سأبكي وأخجل. إذ كيف تستطيع أمة ولدت فيها من زمن طويل, وأعطيتها زهرة فكري وأحاسيسي وشبابي, يمكن أن تختنق هائجة بهذه السادومازوشية الجماعية الجماهيرية, وتساق كالغنم إلى حفرة الجهل واستمراره.
هل نستحق الحرية؟ هل نستحق الديمقراطية؟ هذان الرمزان اللذان كانا وما يزالان ممنوعين حتى في الفكر والكتب, واللذان لم نعرف عنهما أي شيء, سوى في بعض الخطابات الخشبية, عندما يتحدث إعلامنا المتخصص بالتجحيش الجماهيري, عن أمريكا اللاتينية أو جزر الواق الواق.
ألا يحق لي أيتها الأخت التي تلومينني, بأني لا أقبل جنسيتي ولا أقبل الوطن الذي ولدت فيه. ماذا أقول لك سوى أنني أعطيت وطن الغنم الذي تتحدثين عنه نصف عمري سجنا وفكرا لكي يكون أفضل بلد في العالم..فمنع عني الخبز والفكر والأوكسيجين ودفعني إلى الهجرة بلا هدف سوى الهجرة.. لكيلا أختنق قرب أصنامه التي تملأ الشوارع كآلهة الرومان... فالأصنام تخنقني..وأنا أرفض كل الألهة.. ولا أقبل سوى الإنسان.. الإنسان الذي يفكر ويعترض.. الإنسان الذي لا يقبل أن تقرر الآلهة والأصنام مصيره وترسم له حدود حريته...
سوف ترين اليوم وغدا وبعد غد أن شعبك سوف يشيد من جديد آلاف الأصنام لرئيسه, في المدن والقرى وفي أضيق الشوارع الترابية..وسوف ترفع صوره بجانب القرآن والإنجيل.. عبادة مهلوسة جديدة. لأننا شعب تعود على الغيبيات والهلوسات والعبادة, ولم يعرف من خمسة عشر قرن حتى اليوم سوى الأكل والنكاح والتفريخ والصلاة خمسة مرات في اليوم والنوم المطمئن الآمن.. لأنـه لا يفكر.. هناك من يفكر عنه.. ويخطط لـه متى يأكل, متى ينكح, متى يفرخ, ويحدد له بالمايكروفونات الصاخبة متى يصلي..ومتى متى يــنــام!!!...
اليوم..اليوم تشاؤمي الإيجابي..لم يبق منه سوى اليأس والألم. ولم يتبق عندي حتى تحية عادية أهديها لأحد...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية النائمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة هامة إضافية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 29 - 17:20 )
لماذا في بلاد العرب فقط, تهتف الشعوب دائما لرؤسائها : يعيش.. يعيش.. بالروح بالدم نفديك يا رئيس........وليس الرئيس الذي يهتف ولو مرة واحدة : ببعض الروح..ببضعة نقاط من دمي..بقليل من وقتي وفكري.. أفديك يا شعبي...هذه الصفة الألوهية لا توجد في أي بلد متحضر أو علماني في العالم... من يحصل على 50,01% ينجح في الانتخابات لمدة دستورية محددة زمنيا ويضع جميع إمكانياته الفكرية والمشاعرية والجسدية في خدمة شعبه. وليس شعبه الذي ينبطح دائما لخدمته والهتاف له وتأليهه!!!...
صدق من قال : كما تكونوا.. يولى عليكم.
مع تحية مكبوتة صامتة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة المخنوقة


2 - احمد مسمار يريد اسقاط الشعب
زينة احمد ( 2011 / 3 / 29 - 17:53 )
اليوم أبكي.. أخجل.. أنزوي وابتعد.. لا أستطيع أن أفكر.. لأنني إذا فكرت لحظات قصيرة سأبكي
وأخجل. إذ كيف تستطيع أمة ولدت فيها من زمن طويل, وأعطيتها زهرة فكر
ساستوحي من كلماتك الرد
فعلا لازم تبكي ... ونرجوك لا تعطي فكرا لا لشعبك ولا لغير شعبك لان فكرك واضح من كلماتك فنرجوك لا تعطيه الى احد لانه فكر مريض


3 - رد بسيط للسيدة زينة أحمد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 29 - 19:00 )
يا سيدة زينة أحمد
أشكرك بصدق على تعليقك الذي يأتي ـ مع الأسف ـ تأييدا لما أبدي.
كل ما أطلب يا سيدتي الغاضبة, أن يكون السلطان في خدمة الشعب وفداءه, وليس الشعب في خدمة السلطان.
وبتعليقك زاد المطبلون المحترفون.. واحدة.. هنيئا لكم.. تابعوا..وهكذا تستمر مازوشيتكم الجماهيرية.. وما تستحقون.
ولك مني تحية مهذبة فولتيرية.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الصامتة


4 - التشاؤم ...سيد الموقف
مصطفى حقي ( 2011 / 3 / 29 - 21:02 )
أهديك أغنية أم كلثوم وعلى الدنيا السلام ؟ : هل رأى الحب سكارى مثلنا ....؟


5 - مسمار يرى ابناء وطنه قطيع
زينة احمد ( 2011 / 3 / 29 - 21:29 )
?????يامسمار من يرى ابناء وطنه قطيع لمجرد اختلافهم معه بالراي ....ماذا يكون


6 - ياهما لالي ...ياهما لالي
نجوى كرم ( 2011 / 3 / 29 - 21:36 )
لما تتعب نفسك بحفظ مصطلحات ....مصطلحات الكتب كلها ما رح تخليك خارج القطيع


7 - خزان الحقد بدأً بال -مع- و انتهاءً ب- الضد-
موسى سعيد ( 2011 / 3 / 30 - 00:22 )
ما زلنا بعيدين يا سيدي عن ثقافة الديمقراطية فمن يطالب بحقوقه هو عميل ومن يعبر عن رأيه فهو قطيع ......
يستحضرني قول أدونيس : - العربي يبقى كائن ديني -
مع الأحترام...


8 - آخر رد...ومسك الختام
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 30 - 08:53 )
أشكر الأستاذ مصطفى حقي على أغنية أم كلثوم, ولو أنني حاليا لا ألتذ بأية أغنية أو طرب. السيدة نجوى كرم على تعليقها ومشاركتها العابرة. السيد موسى سعيد على رأيه الصحيح.. ولا أنسى جارتي السيدة زينة أحمد على تذكيري بأنني مخالف ـ كالعادة ـ للأكثرية الغنمية.. وخاصة إن كان يقودها المشايخ والكهنة والملالي ..ومطبلون مزمرون مـحـتـرفـون مثلها !!!...
وللجميع أصدق تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا