الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عندها سترون كيف تكون المعارك
أحمد حسنين الحسنية
2011 / 3 / 29اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كما ذكرت في مقال : هل ستغلق القلوب أيضا ؟ و هو المقال الذي أدنت فيه بشدة محاولة آل سعود وضع الإسلام تحت سيطرة الدولة ، فإن هناك أحداث لا تفقد صلاحيتها للتعليق حتى لو مر عليها بعض الوقت .
الإستفتاء على التعديلات الدستورية ، و الذي جرى هذا الشهر ، مارس 2011 ، من تلك الأحداث ، ليس فقط لأهميته في ذاته ، بل و أيضا لأن الهزيمة الثقيلة التي تعرضنا لها كمعارضة ، سنتعرض لمثلها كثيراً ، لو لم نعرف أسبابها ، لنقضي على تلك الأسباب .
لهذا يجب أن نعرف لماذا هًُزمنا تلك الهزيمة الكبيرة .
أسباب الهزيمة متعددة ، و لضيق الحيز أريد إستعراض بعض تلك الأسباب ، و ليس كلها .
السبب الأول : هو خطأ قبول خوض معركة الإستفتاء ، طبقاً للشروط ، و الظروف ، التي صممها أعداء الشعب ، و التي بالطبع ليست في صالحنا ، برغم إننا كنا الأقوى حتى ذلك الوقت .
من تلك الظروف التي لم تكن في صالحنا هو ضيق الوقت ، و الذي لم يسمح لنا بالقيام بالكثير من الخطوات الفعالة التي كانت تضمن فوزنا .
و هذا الخطأ يشمل قبولنا خوض معركة يعتمد الفوز فيها على مخاطبة الجمهور ، دون أن يتاح لنا مخاطبة الجمهور الأوسع ، من خلال وسائل أخرى غير الإنترنت .
نحن الذين كنا مع لا في الإستفتاء ، ربما لنا الغلبة في عالم الإنترنت ، و لكن في عالم الإذاعة المرئية ، و في عالم الصحافة المطبوعة ، نحن الأضعف ، و لكل من الصحافة المطبوعة ، و الإذاعة المرئية ، جمهورهما الواسع في مصر ، لأسباب معروفة .
بإختصار لقد تم القبول بخوض معركة بشروط أعدائنا ، في وقت كنا فيه الأقوى ، لنخرج بعد ذلك و نحن الأضعف ، فلا يمكن تجاهل نتيجة الهزيمة .
السبب الثاني : السماح بتصوير أن التصويت بلا هو تصويت ضد الإسلام ، و أن التصويت بنعم هو تصويت لصالح لإسلام .
عني شخصياً لو كان هذا الأمر صحيح لكنت من أشد الداعمين للتصويت بنعم للتعديلات ، و الحال كذلك بالنسبة لحزب كل مصر .
لنستعرض سوياً بعض ما طالب به حزب كل مصر ، و كاتب هذا المقال ، و لنحكم عليه جميعاًَ .
هل المطالبة بأن يعتمد تشكيل مجلس الشعب على إنتخاب نصف أعضائه بالقائمة على المستوى الوطني ، و النصف الأخر بالإنتخاب الفردي في دوائر إنتخابية شبيهة بالنظام الحالي ، ما يمس الإسلام ؟
هل الدعوة للحد من صلاحيات رئيس الجمهورية ضد الإسلام ؟
هل في النظام البرلماني خروج على الإسلام ؟
أليس في تاريخ الإسلام ما يمكن أن نطلق عليهم الوزراء العظام ، الذين تمتعوا بسلطات واسعة ، مثل نظام الملك في الدولة السلجوقية ، و المنصور محمد بن أبي عامر في الدولة الأموية بالأندلس ، و الحسن بن علي بن عبد الرحمن اليازوري في الدولة الفاطمية ؟
و الوزراء العظام الذين إستشهدت بهم آنفا ، كانت عهودهم عهوداً ذهبية لدولهم ، و شعوبهم .
مبادئ ، و أهداف ، و مواقف ، حزب كل مصر ، كلها ، متوافقة مع الإسلام ، و من أجل خير مصر ، و كل المصريين على إختلاف معتقداتهم .
لكن للأسف صوت حزب كل مصر خافت لظروف الإضطهاد التي تعرض لها ، و لازال لهذه اللحظة ، دوناً عن سائر الأحزاب ، و التيارات السياسية ، فكان أن نجح خصوم الثورة في إستغلال نجاحهم في إخفات صوتنا ، لتوصيل الرسالة التي يريدونها للشعب المصري ، وهي رسالة خاطئة ، صدقها الكثيرون من أبناء الشعب لأنه لم تصل إليهم سواها .
فمن السبب في الأمرين ؟
الإجابة تقودنا للسببين الثالث ، و الرابع .
السبب الثالث : عدم الأخذ بالنصيحة التي تقدمت بها ، و هي التسلح بمشروع دستور جديد ، و قد تقدمت بتلك النصيحة في مقال واضح من عنوانه و هو : على الثورة أن تقدم دستورها البديل ، أو مشروع دستور 2012 ، و الذي نشر في الثالث عشر من مارس 2011 .
لا يكفي أن تقول لا ، بينما أعدائك يقدمون شيء للشعب .
لا يمكن أن تدخل في مبارزة بدون سلاح ، بينما خصمك مدجج بالسلاح .
لقد كان الواجب هو أن نتسلح بمشروع دستور ، نقارع به دستورهم المعيب ، و ترقيعاته .
مشروع دستور يُظهر للشعب الفارق بين دستورنا ، و بالتالي ما نتمناه لمصر ، و دستورهم ، و ما يريدونه لمصر .
السبب الرابع : ضعف القيادة التي خاضت المعركة .
و ضعف القيادة هذا ناتج عن ضعف شخصيات هؤلاء الذين تصدروا للقيادة ، و محدودية أفقهم ، مع تشرذمهم ، و غياب المبدئية عن بعضهم ، و إختراق بعضهم أمنياً .
إنه أصل الأسباب كلها .
قرار السماح بدخول معركة بشروط الخصم بينما كنا نحن في ذلك الوقت الأقوى ، و السماح بوصم المعركة الدستورية بإنها معركة مع ، أو ضد ، الإسلام ، ثم الدخول للمعركة عزل ، نتيجة عدم الإستماع للنصيحة التي تقدمت بها ، كلها أخطاء قيادة .
لا يمكن تحميل الخطأ على الثوار الذين سبق أن أسقطوا مبارك عن عرشه ، و دمروا حلم جيمي مبارك في وراثة العرش ، و خاضوا بشجاعة معارك جمعة الغضب ، و الثاني من فبراير الدامي .
الثورة خسرت معركة الإستفتاء بسبب القيادة الضعيفة .
لقد أثبتت معركة الإستفتاء ضعف القيادات الشبابية التي تسلطت على الثورة ، و إعتبرت ثورة ملايين ، هي ثورتهم فقط ، و أثبتت ضعف أيمن نور ، و زادت من التوكيد على ضعف البرادعي ، الذي ثبت لمرة أخرى إنه في الخصام غير مبين ، و ينطق فقط بما يلقنه إياه المتحلقين حوله من مجموعة التغيير التي تضم الكثير من عملاء الأمن ، من كتاب ، و صحفيين ، لا أريد أن أشير لهم بالإسم الأن ، و لكني أعلمهم ، و الأمن الذي سيقرأ هذا المقال يعلم إنني أعلمهم ، مثلما أعلم أن وزير الداخلية لص أراضي ، و الشعب سيعلمهم فيما بعد ، عندما تنجح الثورة بالفعل .
الخسارة كانت نتيجة خطأ قيادة ، و القيادة الغير قابلة للإصلاح ، عليها التنحي ، أو لها التجاهل .
أن قراري خوض الإنتخابات الرئاسية ، و الذي أعلنته رسميا بالأمس الثامن و العشرين من مارس 2011 ، في مقال : حتى تصبح المبادئ و الأهداف واقع ، راجع - و لو في جزء بسيط منه - لما رأيته من ضعف تلك القيادات التي تسببت في هزيمة للثورة ، و وأد - و لو مؤقت لأحلامها - و ستتسبب في هزائم أخرى لو إستمرت في القيادة ، و واحد منها لا يستند على شيء إلا على شهرته التي حققها في ميدان أخر غير السياسة المصرية ، بالإضافة لما يتمتع به من إنتهازية سياسية ، و يدير الأمن مجموعة في فيسبوك لدعم حملته ، و مستشاريه بعضهم عملاء أمنيين ، و إن أسموهم كتاب ، و صحفيين .
إدعموا حملتي الإنتخابية ، إدعموا رجوعي الآمن لمصر ، إدعموا حقي في عدم الإعتقال ، حقي في العمل بحرية في مصر ، ساعدوني في إيصال صوتي للشعب المصري ، و سترون كيف تكون المعارك .
29-03-2011
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس
.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا
.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي
.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه
.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس