الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني لاستخدامات أخرى

علاء نايف الجبارين

2011 / 3 / 29
القضية الفلسطينية



منذ بدأت الثورة الليبية سارع سيف الإسلام ألقذافي إلى توجيه الاتهام لمجموعات عربية تقوم بإثارة الفتنة وتوزيع الحبوب المخدرة وتأليب الشعب الليبي على قيادته التاريخية الملهمة ، وكان بالطبع من بين هؤلاء العرب أفراد من الشعب الفلسطيني الذين قبلوا رشاوى الأنظمة المناوئة لليبيا وبدعم من الدول الغربية وإسرائيل من اجل الإطاحة بهذا النظام الوطني

في الآونة الأخيرة الشعب السوري على خوفه من النظام العائلي الدكتاتوري المتسلط والذي سلم بلادهم إلى الإيرانيين وجماعة حزب الله، يعيثون فيها فسادا ويستخدموها كنقطة لتنفيذ أجندتهم الطائفية وبث سمومهم، فخرجت التظاهرات التي تنادي بسوريا والحرية وبس، تعرضت لقمع الأجهزة الأمنية التي اعتقدت أنها بأسلوبها القمعي والهمجي والي طالما استعملته ضد أبناء سوريا سوف تنجح في اخماد غضب الجماهير الكادحة، ولكن هذا السلوك لم يجدي نفعا هذه المرة: لان الشعب السوري استلهم من إخوانه المصريين واليمنيين وقبلهم في تونس كيف انتصر الكف على المخرز وإنهم بصمودهم سيتخلصون من هذه الحقبة السوداء في تاريخ ارض الشام.

النظام السوري أصبح يتخبط فتارة يعلن عن تغييرات حكومية في سيناريو متكرر لمن سبقه من الرؤساء المخلوعين، وقام بتغيير قانون الطوارئ إلى مكافحة الإرهاب الذي سلط على رقاب السوريين بادعاء وجود حاله حرب مع إسرائيل والغير موجودة أصلا، وإنما من اجل قمع الحريات وكأن الشعب السوري لا يدرك أن نفس الأدوات والوسائل المستخدمة في قانون الطوارئ ستبقى بنفس الحال وان تغيرت الأسماء وأصبحت الطوارئ مكافحة للإرهاب فالظلم والانتهاك لحقوق الإنسان واحد.

المتظاهرين رفضوا الإجراءات التي اتخذت لأنهم أدركوا أن النهاية اقتربت وموعد الحرية أصبح وشيكا، فما كان من بثينة شعبان المتحدثة باسم عائلة الاسد السلطوية سوى استخدام الاسطوانة التي عزف عليها النظام الليبي بالحديث عن تدخلات خارجية واستهداف لدول الممانعة والتي تشكل سوريا بادعائهم ابرز أركانها، وبدور إسرائيلي ببث رسائل نصية على الهواتف المتنقلة تطالب السوريين بالانتفاضة وكأنهم ينتظروا أوامر من الخارج، ولا يعلموا أن برودة الجبهة السورية الاسرئيليه تثلج صدور القيادة الصهيونية والتي ستخسر كثيرا إذا تغير النظام السوري واستطاعت القوى الوطنية مسك زمام الأمور

لم تقبل الناطقة الحكومية الانتهاء دون الإشارة إلى دور مجموعات فلسطينية في تخريب وتأليب ونهب البيت السوري والدخلاء على الشعب السوري الذي يعيش في بحبوحة اقتصادية واجتماعية متمتع بكل حقوقه السياسية والدينية ، فلم يكن أمامها سوى الشعب الفلسطيني الأعزل والمنتهكة حقوقه في دولهم واللقمة السائغة لكل الحاقدين والشاذين ليصبوا جام غضبهم عليه، فنعقت شعبان وأخرجت السموم من قلبها الأسود واتهمت أهالي مخيم الرمل بأعمال التخريب، وكأن جنون السلطة واختلال عقول القادة تفشى وأصبح ذو عدوى انتقلت من عارض الأزياء ألقذافي إلى شارب الدماء بشار الاسد، ولا يدري هؤلاء أن العقل البشري وجد من اجل التفكير المنطقي وليس للتميز بين أنواع الملذات وألوان النساء والجواري، فالكل يعلم أن الفلسطيني في سوريا مكبل بالقيود والأصفاد ولا يستطيع التحرك بدون رقابه لصيقة، وكيف لا وأقذر سجن في سوريا يسمى بقسم فلسطين

الشعب السوري سينجح بثورته منهيا حكم الاسد المظلم وسينال حريته المخطوفة من بلا الشام منذ عقود وسيتخلص من حكم الملا لي في إيران والمدعين للمقاومة في لبنان، وستكون نهاية الاسد ضربه قوية لمشروع إيران في المنطقة وتضييق الخناق على حليف آخر يقبع في الجنوب اللبناني وستفقد الأذناب والأدوات المستخدمة لخدمة المشروع ألصفوي أهم حلفائها وبالطبع سيكون لذلك تأثير ايجابي على القضية الفلسطينية، وسيساعد ذلك في إنهاء الانقسام لان من تتحقق مصالحه بوجود الانقسام سينتهي، وتأثيره سيذهب أدراج الرياح ويعود القرار الفلسطيني إلى بيته بعد غياب طويل ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة