الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلّ البعث هو الحل لسوريا

فرياد إبراهيم

2011 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يتشدق اعلام النظام السوري بالإدعاء ان ما يجري من قتل الشباب الثائر انما هو من اجل حماية سوريا التي هي الآن في خطر.
لا ينخدعنّ أحدكم، فما هي إلا تكتيكات بعثية صرفة. ماركة مسجلة لا تقبل النقاش. لا إنسان انكر لقيمة الأنسان واكثر إستهانة بقدر الأنسان من رفاق البعث. نحن خبرناهم وقاسينا معاملتهم الوحشية الهمجية وافتقارهم الى اقل قدر من الرأفة والرحمة والمرونة. إنتهازيون من الدرجة الأولى. نفعيون بلا منازع . إذا سلّمت على احد هؤلاء الرفاق فلا يرد السلام الا بعد ان تكون قد وضعت في يده قطعة نقود أو لفة كباب دسم. ولي مئات الأمثلة على هذا الطراز تبرهن على مدى حقد هؤلاء وكراهيتهم لكل إنسان كريم عزيز أبي. انهم باختصار أناس مجردون من مجمل الصفات الأنسانية، غدر بهم الزمان فغدوا بدورهم يغدرون . وأكثرهم أمّيون جاهلون.
وكذّابون وهذه هي الصفة التي لا يبزهم ولا يجاريهم فيها أحد. كل هذه الدماء التي سالت في درعا واللاذقية والصنمين وينبري رفيق عالي المنصب واطئ الغيرة على الشاشة ويعلن على الملأ: " ان الأزمة التي مرت بها البلاد كانت بمثابة سحابة صيف مرت بسلام. فأي استهتار اكبر من هذا واستصغار للإنسان أخسأ من هذا يا ترى؟!
يقال ان الرصاصات التي اطلقت من قبل قوات أمن البعث في المظاهرة السلمية في درعا اصابت جبين المقتولين الشهداء. فقد اصابت إذن المكان المفضل في حقل إختصاص جراح العيون، السيد الرئيس .
حيّالون مراوغون ماكرون من الدرجة الأولى: يطلقون سراح عشرة في النهار ويلقون بمائة في غياهب السجون في الليل.
إن هذا التكيتيك اضعف من ان يكون له مفعول، انه نافذ الصلاحية بحضور الأنترنت والفيسبوك والوعي والصحوة العامة الشبابية العارمة العفوية. ام يحسبونهم نعامات من أمثالهم: أنف في الماء واست في الهواء.
أما ما حدث في سوريا من ( تحطيم وتكسير وقنص وقتل الأبرياء) إنما قام به رجال الأمن السوري في الزي المدني وبأمر من السلطة السورية. ..على طريقة (أبو طبر العراق في بدايات السبعينات) وعلى نغمة إسطوانة: الا يستحق هؤلاء المشاغبون القصاص بالرصاص الحي في وقت يكون فيه الوطن في خطر؟!
فليعلم نظام آل أسد وحزب البعث الحاكم ان حاجز الخوف قد تمزق وإن الأزمة لم تكن سحابة صيف كما يزعمون وانما عاصفة خريف هوجاء وسوف لن تتوقف. فليس شعب سوريا بأقل شجاعة وهمة وبأسا من شعب ليبيا واليمن وتونس ومصر وغيرهم الذين سَقَوا حرّياتهم بدمائهم؟
فضّلت ان اختتم بنصحية بل برأي متواضع أضعه بين يدي السيد الرئيس بشار الأسد ، الشاب المغرر به من قبل من هم بعمر والده، لا من أجل الشعب فحسب بل من أجله هو كذلك:
( لو كنت تريد خير الشعب وسلامة الوطن وأمنه واستقراره، وإن اردت رضاء الشعب، فأمامك خيارات عدة في مقدمتها: لا تنصت الى اصوات من حولك التي تخوّفك وتهيّجك بأن هناك مؤامرة طائفية تحاك ضدّك، فهؤلاء الذين يلتفّون حولك إنما هم منتفعون إنتهازيون لا يريدون لك خيرا ولا صَلاحا. وإذا اردت حقا الأصلاحَ وهذا بلا شك مطمعك ومطلب الشعب فعليك اولا أن تحل حزب البعث. فإن سلطة الحزب الواحد قد عفا عليها الزمن وسيكون وبالا عليك اولا قبل الشعب. كن جريئا واخرج للشعب تكلم ، تحدث اليهم وجها لوجه بلا وسيط مباشرة كشخص مواطن عادي إن اردت أن تتوصل الى حقيقة ما يجري من خلفك وتحت اسمك. واعلم أن اتصالك مع العامة سيضعك موضع تقدير وتبجيل من الداخل ومن الخارج. وحينها يتضح لك الحقيقة التي يخفيها عليك ويخوفك بها أقرب المقربين إليك. لأنك انت المسؤول الأول عما يحدث في البلاد الآن . وعندما تحين الساعة سوف يتبرأ منك الجميع وأولهم السيدة بثينة ، مستشارتك التي تلعب نفس دور وزير الأعلام العراقي السابق (محمد سعيد الصحّاف) الملقب ب(النعوج ) والذي ادى دوره التجسسي الموكل اليه من قبل السي آي أي CIAبكل مهارة وحذق.
ولا يغرّنك هؤلاء الجموع التي خرجت من اجلك في دمشق لتهتف لك وتصفق لك لإنهم جيئ بهم عنوة ، أجبرهم وأخرجهم الرفاق نفاقا لا لأجلك وانما لأجل مراكزهم ومكانتهم ومناصبهم ورواتبهم ومكافآتهم. فإن لم يحضر احدهم فلسوف يعاقب بقطع الراتب أو السجن في اليوم التالي. فكثرما أُخرِجنا نحن بالقوة. فصفقنا للقائد علنا ولعناه سرّا همسا لا نفاقا بل خوفا. وكيف تتوقع يا سيادة الرئيس لشعب أن يصفق لك بجيوب خاوية وشباب عاطلة عن العمل.
وعليك اولا أن تكسب ثقة الشعب. وأول خطوة في هذا الأتجاه هي حل الجهاز الأمني الرهيب. ليحبك الشعب وليأتمنك. فإن أحبك الشعب فالشعب كله يتحول إلى حامي وساتر وحارس أمين لك.
فباشر فورا وغيّر مجرى تأريخ سوريا. فلا يزال أمامك الوقت الكافي. ولتكن على بيّنة أن سوريا 2011 غير سوريا 1982
فالعالم لن يسكت ابدا لكل رصاصة اصابت مواطنا أعزل ذنبه أنه يوما أراد الحياة. وسوف تدور الدوائر عليك كما دارت على زملائك المتفردين في الحكم إن لم تتدارك وسريعا لا مهلا.
وخير البرِّعاجله ، كما يقول المثل، فبادر الى ارضاء الشعب حتى لو كان ذلك على حساب إغضاب المقربين إليك قبل ان تشمل " سحابة الصيف " سماء سوريا كلها وبكثافة أكبر هذه المرة والتي أعلن عن إنقشاعها الأبدي بعثي نفعي مهلوس لا يعي!"
30-3-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA