الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المجتمع المدني المراقب والمحاسب في عمل التطوير والتحديث

عبد الرحمن تيشوري

2011 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


طرح الرئيس السوري الشاب الدكتور بشار الاسد مشروعا تحديثيا تطويريا لسوريا على خلفية قضايا فساد كبيرة وصلت الى رئيس الحكومة السابق محمود الزعبي ونائبه سليم ياسين وزير نقل في حكومته د. مفيد عبد الكريم وبعد وصول القائد بشار الاسد الى سدة الرئاسة ورحيل القائد الخالد حافظ الاسد مبكيا عليه ظهر ما يسمى بربيع دمشق ونشاط كبير جمعيات تعاونية ومنتديات فكرية اهمها منتدى الاتاسي وبرزت فكرة ومقولة المجتمع المدني في الخطاب السياسي بكثرة لكن هذه المقولة عوملت بكثافة لفظية وبخفة مفهومية لذا نجتهد هنا قليلا لنوضح مفهوم المجتمع المدني والمراحل التي مر بها ولمذا حصل في سوريا ازمة للمجتمع المدني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مفهوم المجتمع المدني
المجتمع المدني شرط اساسي ولازم لتحقيق الديموقراطية لان المجتمع المدني يلعب دور اساسي في صيانة الحريات والاسس للمجتمع
ففي الوقت الذي تنمو وتتبلور فيه التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة فانها تخلق معها تنظيمات مجتمعها المدني التي تسعى بدورها الى النقل والتاثير في المحيط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي
موضوع المجتمع المدني لا يزال يثير العديد من القضايا والتساؤلات على صعيد المجتمع ككل بقواه ومؤسساته وانماط ثقافية كما يثير العديد من المشاكل على صعيد الدولة باجهزتها وقوانينها وسياسيتها في مختلف المجالات وذلك لان حركة الدولة وحدودها امام المجتمع المدني ومؤسساته تحدد ملامحها وسماتها من خلال تحديد انماط العلاقة بين الدولة من ناحية والقوى والتنظيمات الاجتماعية من ناحية اخرى باختصار شديد المجتمع المدني يعني المصالحة والتصالح والتشارك بين المجتمع والدولة
- هناك آراء كثيرة ومتعددة تعرضت لمفهوم المجتمع المدني ومن الصعب اعطاءها مفهوم محدد ودقيق قابل للاستخدام في كل زمان ومكان
- وبشكل عام يرتبط هذا المفهوم بقدرات وموردات المجتمع الخاص الذي يتعلق بالمجتمع الاهلي ( القطاع الثالث)
- بشكل عام ظهر هذا المفهوم في سياق التطور التاريخي للحضارة الغربية ثم اخذ يتم تداول هذا المفهوم في جميع انواع الديموقراطيات في العالم لكن المجتمع المدني في سوريا هو بلا شك غير المجتمع المدني في فرنسا
- يتحدث الفيلسوف غراميشي عن المجتمع المدني ويقول بانه وجود خاص خارج نطاق الدولة والمجتمع المدني على علاقة جوهرية بالدولة والمجتمع المدني هو مساندة للدولة
- وللمجتمع المدني ادوات ووظائف متعددة تشمل جميع النواحي المتصلة بالحياة المجتمعية والتي يبرز اكثرها اهمية في هذا المجال هو الدور السياسي ليس بقصد ايجاد معارضة سياسية في مواجهة الدولة وانما ضبط التغيير المتواصل في بنيته الدولة والمجتمع معا فالمجتمع المدني عندما يستند الى مؤسسات وتنظيمات يمتلك وعيا قانونيا وثقافيا واجتماعيا مؤهلا لهذه العملية يكون قادرا على تحريك المجتمع وتنشيطه لتاطير نمط هذه العلاقات بين هذه التنظيمات والمؤسسات والافراد
- ان تنشيط دور المجتمع المدني يعني بث المزيد من روح المسؤولية عند الافراد اتجاه التفكير والعمل على تقرير مصيره وعدم التسليم للدولة او الاعتماد الوحيد عليها لتحقيق الحاجات المطلوبة
- والدولة في ظل المجتمع المدني يجب ان تكون ملتحمة بمجتمعها ومتفاعلة معه ومعبره عنه وليست دولة منفصلة عنه
تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني شرط رئيسي لتحقيق التطور والتحديث
ان التطوير والتحديث الذي اشاعه واطلقه واقره رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد هو عملية مجتمعية أي يعني لا يمكن تحقيق الاصلاح الاقتصادي والاداري وتحقيق تطويروتحديث المجتمع بشكل عام اذا لم يتم تفعيل دور كل مؤسسات المجتمع المدني بكافة شرائحه لتعمل جنبا الى جنب مع مؤسسات الدولة بحيث نشارك هذه المؤسسات في :
1-في أقتراح الخطوات وفي وضع القرار
2-في المتابعة والمحاسبة و المساءلة
3-وضع معايير و مؤشرات رضى المواطنين عن عمل الحكومات والأدارات
وبشل عام أقول ان تهميش دور المجتمع المدني يخلق إتكالية المواطن على الدولة ونحن لا نريد ذلك كما اشار قائد البلد الدكتور بشار الأسد في خطاب القسم وفي كلمات أخرى له متنوعة وفي أكثر من مناسبة
حيث لا نريد أن تتكلل الدولة على المواطن ولا المواطن أن يتكل على الدولة
إننا بحاجة اليوم الى اعادة التوازن بين دور مؤسسات المجتمع المدني ودور الدولة في اطار شراكات بينها – شركة حقيقية في سبيل مصلحة الوطن كما إننا بحاجة اليوم إلى تربية مدنية جديدة ترتكز على الحقوق والواجبات وعلى القانون بحيث يصبح كل مواطن حفيز يزداد شعوره بالمواطنة وليس الدولة وحدها الحفيز.
إن برنامج الأصلاح الأقتصادي وشعار التطوير والتحديث يحتاج إلى مجتمع مدني فاعل ليراقب ويحاسب ويشير إلى الخطأ وإلى الفساد فورا في حال حدوثه لاا ن يغطي الخطأ والفساد او يباح خلف الاسوار اوضمن اللجان التي لديها القدرة على اماتة أي قضية
- علينا الانفتاح والاصلاح الاقتصادي المدروس والتأني المرتبط بخطة التنمية الشاملة الذي يركز على فلسفة الموارد البشرية الجديدة ( خريجي معاهد الادارة) وعلى الادارة المعاصرة "ادارة التمييز " حتى تستطيع البقاء ودعم قدراتنا التنافسية في زمن العولمة وتحرير التجارة وتشابك الامم والاقتصادات
- بعد رحيل القائد الخالد حافظ الاسد مبكيا عليه طيب الله ثراه توفرت للبلد قيادة سياسية حكيمة جريئة تجلت في شخص الرئيس الشاب الدكتور بشار الاسد نأمل ان تتعاون الحكومة والشعب وكل مقومات المجتمع مع هذه القيادة الشابة الفذة من اجل تخطي الازمات والوصول الى الاهداف التنموية العليا وتحقيق التطوير والتحديث
نحن نريد ان ندخل التاريخ مع الذين قرأوا التاريخ جيدا واستطاعوا التكيف بدلا من الذين رفضوا التكيف فتهمشوا واصبحوا خارج التاريخ وربما على مزبلة التاريخ .


عبد الرحمن تيشوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان