الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزيارة التأريخية لرئيس وزراء تركيا لاقليم كوردستان (رؤية كوردستانية)

بدرخان السندي

2011 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت العلاقات العراقية التركية عامة وعلاقات تركيا باقليم كوردستان خاصة في السنوات الاخيرة وتحديداً منذ بداية تسلم حزب العدالة والتنمية المسؤولية تحولات ايجابية على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية .
لقد شهدت العلاقات بين تركيا واقليم كوردستان زيارات دبلوماسية متبادلة وعلى مستوى رفيع خلال السنوات الاخيرة،هذه الزيارات التي انتجت مانراه اليوم من مستوى عال من العلاقات الحميمية التي تتوجت بزيارة السيد رجب طيب ارودغان رئيس وزراء تركيا.
لقد وصف الرئيس مسعود بارزاني زيارة السيد اردوغان رئيس وزراء تركيا بالزيارة الجريئة نعم انها جريئة وخطوة جيدة في العلاقات الانسانية بين الشعوب لاسيما عندما تدرك القيادات الحقيقة وتقف متحدية لكل التراث السياسي والترسبات اللاانسانية في طريق التعامل مع الاقوام.
لقد خطى حزب العدالة والتنمية خطوة انسانية جديدة في طريقة التعامل مع الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكوردي في كوردستان تركيا من جهة ومع تفهمه للتجربة الكوردستانية في العراق من جهة اخرى.
فلقد كانت تركيا تنظر دوماً بعين الريبة واللاموافقة والتصدي لكل ماهو بصالح القضية الكوردية في العراق خوفاً من ان تمتد هذه التجربة باشعاعاتها الى كوردستان تركيا والجرأة هنا ان يتحدى حزب العدالة والتنمية ورئيس وزراء تركيا هذا الحاجز النفسي والسياسي ليزور بنفسه اقليم كوردستان مهنئ الاقليم وقيادته بما يجري فيه من حركة اعمار وتقدم وازدهار ومن دون اي عقدة او رفض لكامل الكيان السياسي لاقليم كوردستان والمتمثل بعلم اقليم كوردستان الذي كان مرفوعا ابان زيارة السيد اردوغان مدينة اربيل عاصمة الاقليم ولقائه بالرئيس مسعود بارزاني ولابد هنا من الاشارة الى انها لم تكن مفاجئة لسيادته لان الزيارات الرسمية تكون بروتوكولاتها وبرامجها واعلامها المرفوعة معلنة مسبقا ومتفق عليها .
اننا حقيقة نهنئ فخامة السيد رجب طيب اردوغان على موقفه الجريء والانساني الذي اعرب عنه علنا خلال كلمته التأريخية التي القاها اثناء افتتاح مطار اربيل الدولي امس وبين ان الانسان يجب ان يكون محترما مهما كان عرقه ولونه وديانته او مذهبه والانسان اولا وقبل كل شيء.
ان ما يشبه عملية تطبيع نفسي سياسي جرت وما زالت تجري على صعيد العلاقات التركية الكوردستانية نحن نحييها وسنبقى ننظر اليها بعين الوفاء والمحبة وسنبقى مخلصين لها عاملين على تطويرها ونحن ندرك تماما المهمة الصعبة التي يتحملها حزب العدالة والتنمية في هذا المضمار وتحديه للموقف العسكري التقليدي المتصلب في تركيا في عملية الانفتاح النسبي على القضية الكوردية في تركيا من جهة وعلى فتح ابواب العلاقات على مصاريعها مع اقليم كوردستان والتعاون على مختلف الصعد.
ان فتح قنصلية لتركيا في اربيل ومن قبل فخامة السيد رجب طيب اردوغان شخصيا هو عمل له مدلول سياسي وتاريخي فضلا عن اهداف القنصلية الاعتيادية التي يمكن ان تضطلع بها اي قنصلية اخرى لدولة اخرى لان تركيا لها وضعها الخاص مع الكورد.
نعم شعبنا الكوردي يؤيد ما تفضل به السيد الرئيس مسعود بارزاني في كلمته التي القاها امس اثناء افتتاح مطار اربيل فنحن فعلا نتمنى لحزب العدالة والتنمية الفوز في الانتخابات القادمة ونتمنى لفخامة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان النجاح بالانتخابات لدورة جديدة لاننا حريصون على تسنم هذا النمط الانساني المتقدم للمسؤولية في بلاد تتسم بالتعددية فلم ينجح في قيادتها الا المؤمنين بحقوق الاخرين وتقبل الآخر والايمان بالانسان اولا.
اننا نؤمن بان سياسة تركيا الحالية هي السياسة الرشيدة والكفيلة لاستمرار مساهمتها الفعالة في ارساء دعائم السلام في المنطقة وتطوير وترسيخ التجربة الشرق اوسطية في المجال الديمقراطي.
نعم نحن الكورد هنا في اقليم كوردستان ندرك تماما ان المنطق التركي الرسمي كان الى قبل سنوات يرى اذا اجتمع ثلاثة اشخاص كورد حتى في افريقيا وتحدثوا عن القضية الكوردية فان على تركيا التصدي لهم ومحاربتهم واليوم تغيرت الرياح التركية تماما فتحية والف تحية لهذه التحولات الانسانية في تركيا.
نحن نعتقد ونتمنى ان تكون هذه القفزة النوعية في مستوى العلاقات بين اقليم كوردستان وتركيا لها مدلولاتها على القضية الكوردية عموما لاسيما في تركيا فهي تعطي الدليل الامثل لكل الاطراف في تركيا ان القضية الكوردية لاتستدعي القتال وسفك الدماء بل هي بحاجة الى قلوب انسانية منفتحة والى حوارات جادة فقد اعلن الرئيس مسعود بارزاني عدة مرات عن استعداده الجاد للتدخل سياسيا في هذه المشكلة.
اننا شعب اقليم كوردستان ننظر بعين التقدير والاعتزاز للزيارة التأريخية لفخامة رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب اردوغان لاقليم كوردستان العراق ونتمنى له شخصيا ولحزبه كل التقدم والازدهار في طريق قيادة تركيا الى تحقيق كافة اهدافها الحضارية والانسانية المجيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #