الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملك والملكية

حميد المصباحي

2011 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ما الدي بإمكان الملوك أن يضيفوه للملكيات؟من حيث القيم السياسية,والحريات وبعض طقوس الحكم,وحتى العلاقات العامة,التي تعتبر مؤشرات دالة,على كيفيات تصورهم للحكم وآلياته الجديدة التي يسعون لترسيخها في المجتمع,مثل اعتقاداتهم حول تعاقد جديد,أكثر انفتاحا على روح العصر,وطبيعة الممارسة السياسية التي تمارسها الحكومات باسمهم,وفعالية المجالس المنتخبة وكل أشكال التمثيل النيابي والسياسي الخارجي,إنها آليات التجديد,التي يحتاجها المجتمع وكدلك الملكيات نفسها,فقد قال جون جاك روسو في اعترافاته,أن الشعوب ليست إلا ما تصنعه الحكومات بها,فهي تتأثر بها,وقال إبن خلدون أن صلاح الرعية في صلاح الراعي,فالسلطة ومنها الملكية,لها القدرة,بل عليها تجديد داتها,باستلهام صفات جديدة,للسلطة وليس كصفات شخصية للملوك,لأن هده الصفات كما وضح مكيافيللي,تجدب وتنال ثناء المحكومين,لكنها لاتحقق المجد للأمة,ولا تعلي من شأنها,فما هو الفرق بين الصفات الشخصية للملوك والصفات السياسية؟
1الصفات الشخصية .
هي مجمل الصفات الخلقية,التي تخص الفرد,وبها يتميز عن غيره من الناس,ولأنها خلقية فهي تمتح من قيم الفضيلة وتنشد الخير,لداته أو لجزائه الأخروي,كالصدق والأمانة,والتعفف,وغيرها من المزايا,التي غالبا ما لا يمكن التحقق منها عندما ينخرط صاحبها في متاهات السياسية وألعابها,التي تفرض التمرس على عمليات الإضمار والكشف,لكن هده الصفات بلغة القدامى حميدة في الناس أجمعين,خصوصا إن كانوا من الملوك,ودوي السلطة والقرار.
2الصفات السياسية.
هي صفات مؤسساتية,قد تتأثر بما هوشخصي لكنها تتميز عنه,فالملك,أو لنقل الملكية,إما محافظة ,تقليدية,تحتكر السلطة لنفسها ولا تفوض إلا القليل منها للحكومات,أو تختار بناء على القرابة من تفوض لهم بعض السلطات,وتعتبر دلك هبة منها للطائعين لها والممتثلين لسلطتها الربانية السلطانية,وتكون كل قراراتها بمثابة قانون عاجل التنفيد,لاتستشير أحدا إلا المقربين منها,وهم في الغالب قابلون بكل ما يبدر منها في السياسة والإقتصاد وحتى الثقافة,وهنا تكون الملكية تقليدية سلطانية ,وعلى النقيض من دلك,قد تكون الملكية حداثية,منفتحة,محترمة لحدودها السياسية وملتزمة بها,حاثة على احترام القانون,بما هو حث على الفعل أو منع له,وتقدم النمودج على دلك في السلوك السياسي,فلا تسمح لأحد بأن يستغل القرابة منها العائلية أو الشخصية في المس بما يعتبر حدودا قانونية,أو يستمد أية سلطة من سلطاتها,سواء كانت اقتصادية أو سياسية انتخابية,ولكل من هدين النمطين من السلطة في الملكية أنصاره,بل لوبياته,وحتى تاريخه,ومساراته السياسية وحتى الإجتماعية,لكن لنعد إلى السؤال,ما الدي يمكن أن يضيفه الملوك للملكيات؟إن لهم القدرة على عصرنتها,وتحديثها,وفق مدى اقتناعهم بالحداثة وقيمها,التي لا يمكن تجزيئها أو إلباسها مضاميت عتيقة باسم الخصوصيات الثقافية والحضارية,والملوك بإدراكهم لهده الحقيقة,يجدون أنفسهم ملزمين بخوض الكثير من الصراعات الخفية,عليهم وحدهم الحسم فيها,والإنتصار للحديث على ركام من التقاليد السلطانية العتيقة والمتجدرة في نفوس المحيطين بهم,أسرا وأتباعا وأنصارا وحتى خصوما غير معلنين,وهنا علينا لا محالة أن نقلب السؤال,ليصير,ما الدي تفرضه الملكيات على الملوك؟
إن الملكية سابقة على الملك,هي سلطة بالقوة,وهو من يجعل منها قوة بالفعل,فكيف تفرض هي عليه نفسها؟إنها في حالة رغبته في التجديد,تعيقه عن التحرك كفكرة أولا,فقد لقنت له قيمها,مند صغره,ورافقه حراسها من المدنيين وحتى العسكريين والمثقفين,وصوروا أهمية السلطة وضرورتها في عنفها وقوتها,وربما زودوه بصور مخيفة عن الشعوب,ونهمها,وحتى الأحزاب رسموها له,كطامعة في السلطة,ولن يعدموا الأمثلة على دلك ولا الحجج التاريخية والسياسية,ورغم كل دلك فإن للملوك قدرة على التخلص من كل هده العوائق إن توفرت الوسائل والطموحات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية