الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن التغيير

علي شايع

2011 / 3 / 30
الادب والفن


ليس المقصود بالعنوان فنية التغيير وجماليته، وقدرة أصحابه على إثبات الحضور بأجمل صورة، تحدث، لتبقى ماثلة، مثول الفن الحقيقي لدى المتلقي، كحكاية إبداع مهيب، تستحق التوقف والتأمل..المقصود، الآن، هو الفن بعينه، حين يكون مرادفا للتغيير، ومؤثرا فيه وبكل أصنافه وأجناسه.
إن ما حصل في البلدان العربية من ثورات واحتجاجات وتفاعلات سياسية يومية، توجب السؤال المحفّز عن دور الفن وموقفه من كل ما جرى، ويجري، ومساهمته بالتأثير، والتغيير.
ولعلّ الحكم على حجم هذا الدور ومنجزه، سيكون بالضرورة مقارنة وخزين الذاكرة (الثوري!). وقتها ستصدح الذكرى بأكثر تلك الأناشيد والأغاني(الوطنية!) وأقربها إلى النفس، رغم إيقاعها العسكري ولون الدم الراكض بامتداد اللحن، وما شابها من استلاب كثير، أو استخدام في غير موضعه، يجعل السامع -غالباً- متعاطفاً مع لحظة الوطنية الخاصة، ومدركاً لخطيئة من (يستعملون!) الفن كوسيلة لتبرير الغاية. والأمثلة وفيرة، وحاضرة في كل زمن لطغيان امتهن الفن ضمن ما حاصل ما امتهن.
حين أشعل التونسيون ثورتهم كان لهم في الشاعر الشابي وقصيدته الخالدة، داعماً فنيا،ً لافتاً، بشكل قدري وإعجازي، للقول، وبكل هدوء: كأن هذه القصيدة كتبت لأجل ما جرى في تونس أخيراً. فالشعب المريد للحياة، استجابت له الأقدار بالفعل، وعبرت كلماته من النشيد الوطني لتونس ليردّدها وبقصدية، كما لو أنها نشيد وطني جديد. وتبادلها معهم ملايين المتعاطفين في الأرض، وربما رواها أهل لغات أخرى، استوقفتهم لتأمل الخلود القادر على المعاصرة والاستنهاض.
عراقياً.. ربما تداولنا كلمات الشابي بحسرة لا يماثلها ألم آخر، فبلا مغالاة - وباعتراف عربي- إن للعراق مكانته في الشعر، ولكن حضور قصيدة عراقية بعينها، وإجماع وطني للتحرّر، يبدو أمراً مستحيلاً، حتى إن طرائف كبرى حصلت في هذا السياق، فعلى سبيل المثال، كان النشيد الوطني في زمن صدام من كتابة الشاعر شفيق الكمالي، وفي وقت كان النشيد الوطني إجبارياً كل صباح خميس في جميع المدارس العراقية، مصاحبةً ما كان يعرف ب (رفعة العلم) .. الملايين كانت تردّد بين إكراه وقناعات مختلفة: "وطن مدّ على الأفق جناحه"..بينما شاعر تلك القصيدة يرزح ،سجناً وتعذيباً أهلكه بعد سجن طويل، ولم تشفع له أكثر القصائد تمجيداً بالطاغية، ومنها :
تبارك وجهك الوضاء فينا كوجه الله ينضح بالجلال
مات مغدور سلطة بقيت تستمع إلى أناشيده حتى نهايتها المحتومة، وأفولها تيهاً هي ونشيدها الدموي، ولم يكن ليُسمع بحناجر معارضة، فرغم مئات الأغاني التمجيدية لشخصه والبعث، لم يبق الطاغية نشيداً وطنيا للإجماع عليه. في تونس ومصر، وحتى في ليبيا الطغيان والديكتاتورية كان ثمة أناشيد وأغاني تخص الوطن لوحده تتمجد بالوطن دون أن تمرّ باسم القائد الضرورة وسلالته.
وللحديث عن التغيير وفنّه بقية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف