الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجراس كوكب حمزة وأشتي دقت قلوبنا في غربتنا

جاسم المطير

2011 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


أجراس كوكب حمزة وأشتي دقت قلوبنا في غربتنا
جاسم المطير
عصر المظاهرات العراقية يتوسع في هذه الأيام . يوما بعد يوم تصبح طاقة المتظاهرين أوضح وأقوى. تستمد لغتها من مطالب الجماهير الشعبية المسحوقة إنسانياً ومعاشياً، فتمتد أجناس المظاهرات المتنوعة الأشكال ، المتنوعة الأماكن ، المتعددة الغايات، مصممة على أن لا تتوقف وأن لا تصاب بالوهن والذبول بصيحات ٍ لا تكف عن المطالبة (الشعب يريد إصلاح النظام)..
صار من طبعي ، كل يوم جمعة، الجلوس لفترة طويلة أمام شاشات التلفزيون الفضائية أحاول الإبحار في النظر بوجوه المتظاهرين الشجعان، الذين يناضلون بوسائل سلمية من اجل تحويل أمال المستحيل العراقي إلى واقع ربيعي جديد، فيه خلاص العراقيين من دموع الماضي ومن رزء الحاضر.
تيقظتْ عيناي في مظاهرة الجمعة 25 – 3 – 2011 على خضم المطر النازل في ساحة التحرير مبللاً وجوه الهاتفين دفاعاً عن حريات وحقوق الفقراء والمعدمين وإذا بي أجد وجهين متلألئين بجمال الكفاح:
كان الوجه الأول اسمه كوكب حمزة.
الوجه الثاني اسمه أشتي.
الأول موسيقار ما رضي بمذلة الغربة والتفرج فقرر أن يكون له فلّذة صوت الطيور تحت نصب الحرية ، كي يجعل جواد سليم مشرئبا في صباح الأصوات الشعبية المتعالية بالحرية ضد سارقي قوت الشعب.
الرجل الثاني أديب شعبي قادر بأشعاره أن يدق أعناق الطغاة من كل صنف ولون بصوته كهزيم رعد بشعره الشعبي القادر على قرع الطبول بوجوه الفاسدين والظالمين وشركائهما من الحاكمين.
سررتُ والله أيما سرور حين وضع الفنان كوكب يده بيد الشاعر أشتي دائرين في فلك ساحة التحرير هاتفين مع الهاتفين:
نريد خبزا لا رصاص ،
نريد خبزا لا وعود،
نريد شذى الحرية لا غبار القمع والإرهاب.
ما أسعدني ، ما أسعدنا ، ما أسعد شعبنا حين يتحرك الفنانون من أصحاب كوكب حمزة وطالب غالي، يدا بيد ، وحين يتحرك الشعراء من أصحاب أشتي وعريان السيد خلف، يدا بيد ، يحملون رايات الجماهير الغفيرة تحت نصب الحرية فذلك يعني أول ما يعني أن رياحا جديدة النوع والمعنى والأهداف قد هبت في وطننا، وأن بغداد الجريحة منذ ثمان من السنين لم تعد جريحة، وأن الطيور الطايرة لم تعد فزعة ، وأن عويل الثاكلات يتحول إلى أغنيات، وأن اليأس اللئيم قد تحول إلى شموع مضيئة.
احن ، إليكما يا كوكب ويا أشتي ، حنين الطيور المغتربة إلى مشاهدة المئات من وجوه الفنانين العراقيين والشعراء والأدباء والأطباء والمهندسين والرسامين ، رجالا ونساء، يهتفون في الجمعة القادمة بحشود متوثبة:
يا جواد سليم بك نبدأ من جديد.
يا محمد مهدي الجواهري إننا ما زلنا نحفظ شعرك في ساحة السباع كنفائس في صدورنا وعليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 29 – 3 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي