الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب أسمى وأنزَه وأنظف من أنظمتها الحاكمة

عبد علي عوض

2011 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مثلما جعلَتْ ثورة المعلومات العالم قريةً صغيرة ، يستطيع المتابع لأي قضية أو حدث علمي او ثقافي أو تاريخي او إجتماعي أو سياسي أو ظاهرة كونية ، يستطيع معرفتها خلال مختلف الموسوعات المدونة على شبكة الانترنيت ، كذلك أفصحتْ تلك الثورة عن حالة الكبت والبطش التي تعاني منها الشعوب الرازحة تحت طغيان أنظمتها الشمولية الدموية السالبة لحريات مواطنيها ، وأعطت زخماً لكل شعب أن ينتفض بوجه طغاته بتظاهرات سلمية ، بعد أن صار يسيراً عليه الإطلاع على واقع التسافل والانحدار الأخلاقي والفساد بكل صوره ، الذي يمارسه حاكموه بحقه ، ومصادرة حرياته ، وتعدّت الشعوب حواجزها الجغرافية وأصبحت تتضامن مع بعضها من منطلق حسِّها الإنساني .
مرة أخرى يثبت المتربعون على السلطة أنهم ليسوا بقادة سياسيين ولا هم برجالات دولة بسبب إصابتهم بالأميّة السياسية ، عندما وصفوا التظاهرات بأنها تظاهرات سياسية ، أرادوا من ذلك وصْم المتظاهرين بشيء مُخزي ومُخجل . من الضروري بمكان أن نميّز بين أنواع التظاهرات ، فهنالك التظاهرات الدينية المتمثلة بزيارات العتبات المقدسة ، وفيها تجري رفع وترديد الشعارات المعبرة عن المظلومية الواقعة تحتها تلك الجموع الغفيرة الزائرة ، والنوع الثاني هي التظاهرات الاحتفالية الكرنڤالية ، تمارَس فيها النشاطات التمثيلية و الموسيقية الغنائية الراقصة ، كلها تعبّرعن حالة الفرح والابتهاج التي تعيشها كل شرائح المجتمع ، والنوع الثالث هي التظاهرات السياسية التي تعبّرعن مطالب وإحتجاجات المتظاهرين بوجه النظام السياسي الحاكم ، تلك التظاهرات تعكس درجة وعي المواطن ومراقبته لأداء مؤسسات الدولة ، وعندما يجد إنحرافاً او تقصيراً في ذلك الأداء ، فمن حقه أن يحتج ويتظاهر ، لذا فإنّ تظاهرات ساحة التحرير هي سياسية وبإمتياز ، ويجب أن تكون هكذا .
لقد أفصحت الأحزاب الدينية عن قناعتها بمبدأ الديمقراطية على الطريقة الهتلرية ، أي إستخدام جزء واحد منها ، هو الوصول الى السلطة كما فعل هتلر في المانيا وإهمال الجوانب التطبيقية الأخرى المتعلقة بحريات الإنسان المتعددة وسيادة القانون على المسؤول في الدولة مثلما على المواطن العادي ، وضمان وتوفير الحياة الحرة الكريمة للجميع ومن دون تمييز.
لقد كشفَت التجاذبات الجارية تحت قبة البرلمان العراقي ، حالة الحرج التي وقعت بها أحزاب الاسلام السياسي والأحزاب الإثنية ، نتيجة مطالب الشعب والحاحه بضرورة تشريع جملة قوانين مفصلية تعكس حقيقة تلك الأحزاب من ناحية نزاهتها و وطنيتها والتزامها بالدستور ، فقانون تأسيس الأحزاب سيبيّن حقيقة ما إذا كان بعضها مرتبط بجهات خارجية ، ومصادر تمويلها ، إضافةً الى أمتلاك بعضها ميليشيات مسلحة تستخدمها لتصفية المعارضة السياسية لها والسطو على المال العام والإعتداء على الحريات العامة ، كذلك قانون هيئة النزاهة والمفتش العام ومدى صلاحياتهما في إستجواب المسؤولين في الدولة بصرف النظر عن مواقعهم الوظيفية ومَن يقف خلفهم .
إنَّ حالة المماطلة التي تمارسها الكتل السياسية ووضع العراقيل أمام سَنْ تلك القوانين ، تؤكد أنّ الغالبية منهم غارقون في الفساد ، وتبقى جماهير الشعب المسحوقة أسمى وأنظف منهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استخفاف بالعقول شعبنا هو طائيفي
mazin al iraq ( 2011 / 3 / 31 - 11:22 )
عزيزي الكاتب تريد ان تقول بآن الشعب العراقي مثل الشعب التونسي والمصري ياخي هذا استخفاف بالعقول شعبنا هو طائيفي وعشائيري وحزبي ومنافق وليس له الحس في الوطنية من الغباء ان يصدق الناس الانتفاظة في العراق بعدد اصابع اليد .لاتجمل الوجه القبيح بالجميل رجاًء ادخل في العقل العراقي و سوف تعرف كل شئ .تحياتي للكاتب ..

اخر الافلام

.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة الأمنية والعسكرية


.. غانتس: يجب أن نعمل معا من أجل الوصول إلى انتخابات نشكل بعدها




.. وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة جديدة في المنطقة لبحث سبل ا


.. مصادر يمنية: مهمة إيصال الأسلحة إلى الحوثيين تنفذ عبر جماعات




.. تحقيق أمريكي يفضح فظائع الاحتلال في معتقل سدي تيمان