الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث حواجز

احمد الجوراني

2011 / 3 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في حقبة الدكتاتورية الصدامية كان العراقي حين يحدث نفسه في انتقاد سوء الاداء الحكومي ونقص الخدمات والفساد المستشري وضيق الحريات العامة وتكميم الافواه واحتكار الحقيقة او انتقاد حروب البعث الصدامي العبثية المتكررة،فانه يصطدم بحاجز الخوف يمنعه حتى من التفكير بذلك!فهناك خطوط حمراء لايمكن تجاوزها فمسموح لك في هذه الدولة البوليسية ان تنتقد اي شيء فيما عدا الرئيس واولاده واقاربه والوزراء واعظاء الحزب الحاكم وكبار الموظفين .
واذا تجاوزت هذه الخطوط فانك تصنف حاقد ومعادي للحزب والثورة وهي جريمة لها تصنيفات فرعية،تتهم بأنك اما حزب دعوة او شيوعي او اخوان المسلمين، او عميل امريكي،او عميل ايراني،او اسرائيلي!ولا اعلم ما هذا الشيءالذي بقى مسموح به للمواطن ليعبر فيه عن رايه سوى انتقاد نفسه ليكون بمنأى عن ملاحقة اجهزة السلطة الامنية،الكثير من العراقين زجو بسجون الامن العام والمخابرات نتيجة لزلة لسان او مزحة(نكتة) قيلت في جلسات خاصة،وقسم اكبر منهم زجو في السجون لانهم كانو جالسين فقط وضحكوا عندما قيلت المزحة وكانت تهمتهم بأنهم سمعواولم يبلغوا الاجهزة الامنية بذلك! . من هذه الحوادث وغيرها بني حاجز الخوف من السلطة وجعل العراقي يحسب الف حساب ويتلفت يمينا ويسارا قبل ان تخرج من فمه اي كلمة ويفكر مرارا بعد ان تخرج خوفا من تجاوزها الخطوط الحمراء ولو عن غير قصد!في ظل هذه الظروف العصيبة كنا نمني النفس بالخروج من هذا النفق المظلم لكي ننعم بنور الحرية بعيدا عن اعين الاجهزة الامنية.جاء الخلاص مع الاسف الشديد على ايدي القوات الامريكية حيث تمتعنا في ظلها بقسط وافر من الحرية في التعبير عن الرأي والمعتقد والانتماء الحزبي،ولكنها جلبت مع ما جلبت الينا من احزاب سياسية قديمة واخرى جديدة، حاجزين لم نالفهما من قبل الحاجز الاول طائفي عرقي ديني جعلت العراقي يتخندق كل حسب طائفته او عرقه او دينه استفادت منه الاحزاب وغذته واصبح الانتماء للوطن مسألة ثانوية!!
الحاجز الثاني امني عسكري ابتدأ باسلاك شائكه الى حواجز ترابيه ثم حواجز كونكريتيه .
بعد خروج القوات الامريكيه من المدن العراقيه وتسليمها الملف الامني للقوات العراقيه سلمت معه الحاجزين , ولقد استفادت القوات العراقيه بامتياز من الحواجز الامنيه بحيث جعلت منها العقيده العسسكريه الرئيسيه للجيش العراقي,فاذا تشاجر شخصان في حي سكني اوحصلت سرقه تقوم هذه القوات بوضع الحواجز في هذا الحي ولدى اعتراضك على ذلك يقولون انها لدواعي امنيه,وخير دليل على ذلك عندما قطعوا اوصال بغداديوم 25 شباط اثناء التظاهره السلميه حيث فصلوا الكرخ عن الرصافه.
مع بناء العراق الجديد وبداية العمليه السياسيه وظهور الاحزاب في العراق عاد الينا حاجز الخوف الذي كان معنا في زمن الدكتاتوريه وكأنه لايريد ان يفارقنا واصبح هاجس الخوف ينتاب العراقيين من انتقاد السياسي الذي ينتمي الى حزب الدعوه او المجلس الاعلى من اتهامه بالانتماء الى البعث او القاعده,او انتقاد السياسي الذي ينتمي الى الحزب الاسلامي او الوفاق او الحوارمن اتهامه بالعماله لايران, اوانتقاد التيار الصدري من اتهامه بالعماله لامريكا او السعوديه, او انتقاد الاحزاب الكرديه باتهامه بالشوفينيه ,وهذه تهم عقوبتها رصاصة كاتم مجهوله في شوارع العراق المظلمه.
بدل الحاجز الواحد اصبح لدينا ثلاث حواجز,وانطبق علينا المثل الشعبي العراقي (مارضه بجزه رضه بجزه وخروف) .الجزه تعني فروة الخروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا