الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ترعرع مظلوم

نائل مدانات

2011 / 3 / 31
الادب والفن


كيف ترعرع مظلوم!
لم يعرف مظلوم اياما للسعادة الا تلك الايام عندما كان طفلا صغيرا يرضع الحليب من صدر امه.
كبر مظلوم وكبر ظلمه.. في ذات مرة صنعت امه بعضا من الحلوى..أخذ قطعة واكلها .. عندما أحس مظلوم أن امه حضرت .. ركض واختبئ تحت الاريكة. أين أنت ..صاحت أم مظلوم. لا تضربيني يا امي .. فانني تذوقتها فقط. قال مظلوم وأجهش بالبكاء.
وبينما ام مظلوم تدور في أرجاء البيت وتلعلع.. حظر أبو مظلوم الى البيت.. ما دهاكي يا امراءة .. ماذا جرى .. لماذا يعلو صوتك!!

حكت أم مظلوم الحكاية باختصار واشارت بطرف عينها الحولاء الى تحت الاريكة. سحب أبو مظلوم فلذة كبده من تحت السرير وصفعه كفا على وجهه.. وأردف والزبد يرغو ما بين شفتيه.. لماذا.. لماذا يا ابن الكلب.. لماذا لا تسمع كلام أمك!!
لم أفعل شيئا يا اب اب ابي والله لم أفعل شيئا .. اني فقط أكلت من الحلوى التي صنعتها لي أمي. تراجع ابو مظلوم بعض الشئ وحك خلف اذنه.

ذهب مظلوم في اليوم التالي الى المدرسة ..كان الصباح باردا وكان الدرس الاول هو درس الرياضة. صفر الاستاذ بصفارته التي تبث الرعب في ارجاء أبدان التلاميذ. ركض الجميع الى ساحة الملعب .نادى الاستاذ بصوته الجهوري...مظلوم.. هل أحضرت اليوم حذاء كرة القدم..طئطأ مظلوم رأسه وأجهش بالبكاء ذلك لانه تيقن بأنه سياكل قتلة حامية كتلك التي اكلها من والده قبل ايام لاته طلب منه أن يشتري له حذاءا للرياضة.
لا يا اس اس تاذ ..ان ابي لم يشتري لي الحذاء.. وقال مظلوم بسذاجة تامة.. لا تظربني انا بل عليك أن تضرب ابي لانه لم يشتري لي الحذاء.

لم يأبه الاستاذ الغبي لكلمات مظلوم .. تلك الكلمت التي تقطع حتى احشاء الذئب الكاسر.. فسحبه وظربه بالعصى حتى تجمد الدم في عروقه.

بعد مرور عشرون سنة.. كان مظلوم يسير في الشارع وهو يمسك يد ابنه بكل حنان..ويسأله بين الحين والحين ..هل أنت جوعان الان يا محظوظ!! تعال يا ولدي لنأكل بعض الحلوى .. أه .. ان شكلها لجميل.

كلما تذكر مظلوم حياته القاسية كلما ازداد قراره ثباتا أن يغير مجرى الزمن من ناحية التعامل مع الانسان كانسان وأن ينمي روح الشجاعة والعطاء والبناء في ذلك الانسان.عرف مظلوم ان الانسان المقهور والمكتوم لا يستطيع العطاء.

تبدء التربية الصحيحة من البيت ثم المدرسة فالحياة العملية. من لا يستطيع أن يدبر بيتا لا يستطيع أن يبني مجتمعا سليما متماسكا معطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي