الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة تستحق الحمد وأخرى ملعونة منذ ولادتها !!!

عامر الدلوي

2011 / 3 / 31
الادب والفن


طيلة يومين مضيـا بلياليهمـا وأنا أعيـش خارج الزمـن مـع نعمـة من نعـم العولمـة وفضـيلـة حميـدة من فضـائل التقدم التكنولوجي .. ألا وهي الانترنيت ... وأولاده ... الفيسـبوك والتويتـر .. وأبدعهم جميعـا ً الـيـو تيـوب .
طيلـة هـذين اليـوميـن وأنا كنت في مركبـة الزمـن عائـدا ً إلى الوراء أثنين وأربعيـن عامـا ً وبالضـبط إلى يوم 17 تمـوز 1969 .. المصـادف للذكرى الأولـى لإنقلاب البعثييـن .. وهـم يحتفـلون به في قاعـة الخلـد وعلى حـدائق نادي الصيــد المفتتـح حديثا ً .. ويومها لـم تكـن التكنولوجيـا قد فعلـت فعلـها الحاضـر .
لـم يكـن هنـاك لا فيـديو و لا أجهـزة تسـجيل تلفزيـوني .. فكانـوا مجبـرين على النقـل المبـاشر لمثـل هـذه المناسـبات , وعلى أيامها كانت العلاقة مع نظام الشـاه .. سـمن ُ علـى عسل .. لذلـك كان فريـق من أشـهر مطربي ومطربات إيران .. هو من بين من أحيى تلك الإحتفالات .. من بين كل أولئك تقريبا ً كانت معروفة لأبناء جيلنا أسماء كوكوش وهايده ومهستي .. لكن نسرين وعبد الحسن ستار .. كان يعيشان الظهور الأول أمامنا وعلى مرمى أسماعنا .
ومثلمـا أبدع الثلاثي المشهور الأول في الغنـاء .. شـنف أسماعنا عبد الحسن ستار بمقامات الدشـت .. والأغاني الخفيفة هو و نسـرين .. مثل هذه الأجـواء وإستمرارية تمتعنا بها .. حالت بيننا وبينها سـنين عجاف .. تلت فترة النقاء تلك والألفة الحميمية بين النظامين الحاكمين في بغداد وطهران .
إنهارت بفعل دسـائس نظام البعث إتفاقية آذار 1970 الموقعة مع قائد التمرد المسلح الكردي ( مصطفى البارزاني ) عام 1973 لتشهد حربا ً طاحنة كل مناطق شمال العراق .. وسط دعم إنساني وعسكري من نظام الشاه للحركة الكردية .. وعندما كان النظام البعثي يترنح تحت وطأتها ونفاذ أعتدته بإعتراف الطاغية المقبور عندما كان نائبا ً للرئيس وهو يوقع إتفاقية العار مع شاه إيران ( الذي غدر بالأكراد بحكم السليقة على حساب المنافع على الأرض التي وهبها الطاغية المقبور له ) عام 1975 في الجزائر .
هذه الإتفاقية التي شهدت تنازل العراق عن مساحات كبيرة من أرضه لنظام الشاه مضافا ً إلى سيطرة الإيرانيون على نصف الممر المائي لشط العرب ( خط التالوك ) .. والتي سـرعان ما أنقلب عليها الطاغية .. بمجرد إنتصار ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه .. والتي تعرضت بدورها للإستلاب من قبل المرجعية الدينية .. وذلك القادم من فرنسا والذي صُيـِّرَ أبا ً روحيا ً للثورة قفزا ًعلى تضحيات المناضلين من أبناء ( مجاهدي الشعب ) و ( فدائيي الشعب ) وبقية تنظيمات اليسـار الإيراني .
وصار صعبا ً علينا منذ شباط 1979 متابعة أخبار هذه النخبة من الفنانين العظماء .. إذ سـرعان ما توترت العلاقة بين البلدين بفعل السياسة الحمقاء لكل من القائدين ( الضرورة ) واحد منهما أسمى نفسه آية الله روح الله والآخر لم يكن بحاجة ليطلق على نفسـه أي ألقاب لأن أسمه الحقيقي كان مُغنيـا ً عن أيَّها .. فهو بحق كان لعنـة الله ورعبه .
وسرعان ما بسط آية الله روح الله سيطرته وسيطرة المؤسسة الدينية عبر مجزرة الجنرالات ( من كبار قادة الجيش الإيراني التي افتعلها بحجة الخشية من الإنقلاب العسكري ) على كل أرجاء البـلاد التي كانت تزهو في عهد العميل الأميركي المخلوع محمد رضا بهلوي بالطبيعة الخلابة وهذا الزخم الفني والثقافي ليحيلها إلى سماء داجية الظلام وينشر فيها أركان جعله في مصاف القديسين والإلوهية .. وأعني بذلك فلسفة الولي الفقيه .. وكونه وكيل الإمام الغائب .
وهرب من هرب من هرب من هذه الكتيبة الفنية الراقية , فصارت كوكوش في كندا وهايده ومهستي في أميركا .. ولم تتوفر لدينا أخبار ستار .. بسبب من إندلاع الحرب الغير مقدسة بين البلدين الجارين لتنسف العلاقة الودية الحميمة بين شعبين جارين متحابين بعد أن شـقت بينهما مجرى لبحر من الدماء التي سالت من الطرفين إرضاء لنزوات هذين الشـريرين .
وأنا أكيل لعناتي كل صباح ومساء على تلك المرحلة التي أستنزفت مني ومن عمري قرابة عقد من الزمن قضيته بين خنادقها وملاجئها وقصفها المتبادل ثم الدخول في كل الهجمات المتبادلة في قاطع شرق ميسان , وأسب وأشتم كل من أفتعلها أو ساهم في إطالة أمدها ليجعلني أفقد أحبابا ً أعزة بين شهيد ومعوق دائم ومفقود هذا على جانبنا العراقي منها , وفي كل صباح ألعن ذاك اليوم من شباط الذي قفل فيه الأحمق عائدا ً من باريس لطهران ليصبح قائدا ً للأمة رغم أنف الشعوب الإيرانية التي قادها إلى ذلك المصير البائس المتمثل في ترمل مئات الآلاف من الإيرانيات ومقتل ما يناهز نفس الرقم من أبنائهن ناهيك عما أصاب المدن الإيرانية من دمار لها وللبنية التحتية لإقتصاد البلد .
واليوم ما دفعني لأستذكار تلك المرحلة اللعينة هو نعمة التكنولوجيا التي منحنا إياها العلم بعد تحرره من سيطرة المفهوم الديني البالي .. وعبر منظومة اليوتيوب عثوري على حفلة كاملة بمناسبة أعياد الربيع لكل من الرائعين ستار ومهسـتي وهما يتألقان رغم مرور السنين التي ذكرتها في بداية حديثي , وإستمتاعي بها لحد النخاع .
وهو نفس السـبب الذي جعلني أستعيد همتي ونشاطي في مجال اللعن .. لأكيلها مثل سيل ٍ عارم أتمنى وأرجو عامـلا ً مع الناس على إزاحة كابوس هذه المرحلة البغيضة الملعونة منذ ساعة الولادة عن كاهل الشعوب المحبة للحرية والغناء والفرح والمرح .. لأنها مجتمعة ً تشكل العمود الفقري للحياة .. التي سوف لن ولم يدرك معانيها الظلاميون من رجال الدين وقوى الإسلام السياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب