الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان من المغتربين السوريين في روسيا

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2011 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بيان من المغتربين السوريين في روسيا
تأييداً للثورة السورية من أجل التغيير والديمقراطية

يشهد وطننا، منذ الخامس عشر من آذار، أحداثاً تاريخية ومصيرية تجسدت في انتفاضات شعبية عفوية في معظم المحافظات السورية. وكانت درعا – معقل الثورة وتبعتها الصنمين واللاذقية حيث سقط عدد كبير من الشهداء دفاعاً عن مطالب الشعب السوري التي تجسدت في الشعارات الوطنية: الشعب السوري ما بينذل، الله سورية حرية وبس، خاين يللي يقتل شعبه، حرية حرية، الشعب السوري ضد الطائفية، وحدة وطنية وغيرها.
إن عنوان الانتفاضات الشعبية هو الكرامة والحرية للشعب السوري الذي صبر أكثر من خمسين عاماً وهو ينتظر شمس الحرية والتغيير.
ومنذ الخامس عشر من آذار انطلقت الانتفاضات الشعبية في سورية مطالبة بإلغاء قانون الطوارئ وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإلغاء القيود على عودة المواطنين السوريين من بلاد الاغتراب وحرية العمل السياسي وتشكيل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحرية الإعلام ورفع تسلط الأجهزة الأمنية على المواطنين وإلغاء كافة المشاريع الاستثنائية بحق الشعب الكوردي في سوريا من إحصاء وحزام وإجراءات وتدابير استثنائية. وكذلك حل القضية الكوردية في سوريا حلاً ديمقراطياً عادلاً على أساس منح الشعب الكوردي في سوريا كافة الحقوق القومية المشروعة المنصوص عليها في المواثيق الدولية وتثبيتها دستورياً.
نحن كمواطنين سوريين مغتربين في روسيا نحب وطننا سوريا وحريصين على وحدته الوطنية وعدم المساس بأمن بلادنا وسيادتها ونرفض الطائفية والتعصب القومي والديني ونرفض التمييز بين المواطنين على أساس طائفي أو قومي وندعو لإعطاء الأقليات القومية والدينية حقوقها الاجتماعية والثقافية الكاملة التي يضمنها دستور ديمقراطي تنتفي فيه كل أنواع الاستئثار بالحكم من قبل حزب البعث وأن يتم التخلي عن توريث الحكم في سوريا. كما نرفض رفضاً تاماً أي تدخل أجنبي ضد بلادنا. ولكننا لن نستطيع إيقاف العالم عندما سيقول كلمته تجاه الحكام في دمشق. فاليوم هو غير الأمس والمجتمع الدولي أصبحت له كلمة يقولها شئنا أم أبينا.
لقد استشرى الفساد في سوريا ليعم جميع مرافق الحياة من القمة وحتى أبسط مؤسسة في البلاد. وهناك من يتحجج بالموقف الوطني السوري الداعم للمقاومة ونحن نؤيد المقاومة ونؤيد الموقف الوطني ولكننا نتساءل: كيف يمكن أن يكون النظام وطنياً حقاً بينما حقوق الشعب مهدورة وكرامة المواطن مهانة ويعم البلاد الفقر والبطالة والقمع وتمتلئ السجون بالمعتقلين السياسيين ويترعرع الفساد وتكمم الأفواه. أليس من الغريب أن يصل عدد المغتربين السوريين إلى أكثر من 20 مليون سوري أي ما يعادل عدد السكان المقيمين في سوريا.
لقد حدثت ثورات شعبية في عدد من البلدان العربية وارتفعت أصوات المواطنين الشرفاء في سوريا تطالب بالتغيير والإصلاح بسرعة لكي نتجنب أحداث لا تحمد عقباها ولكن النظام تجاهل كل ما يحدث حوله وصرح كبار المسؤولين في السلطة السورية بأن رياح التغيير لن تمر في سورية لأنها في منأى عن الاحتجاجات فهي في أمان ومستقرة.
ولكن الأمن والاستقرار الذي يقدره المواطنون يجب أن يكون قائماً على العدل والمساواة والحرية والديمقراطية وليس على القمع والفساد.
إن التغيير في سوريا، الذي تطالب به الجماهير الشعبية المنتفضة في ربوع سورية والتي يشارك بها الشباب بشكل أساسي من كافة فئات الشعب بمكوناته الطائفية والقومية والدينية ومن مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية، هو حتمية تاريخية لم يخترعها أحد ولم يجلبها الأعداء لنا من إسرائيل أو أمريكا وأن نظرية المؤامرة التي يصر النظام عليها فقدت مصداقيتها وأصبحت مدعاة للضحك وقد استهلكت. إن الشباب السوري الذي ينتفض لا يقف وراءه أي حزب أو عصابة أو مجموعات إرهابية بل هم أبناء وطننا وينتمون إلى فئاته الفقيرة والمتوسطة ولم يعد يطيقون الفقر والظلم والإهانات والمستقبل المجهول.
وقد انتظر الشعب السوري خطاب الرئيس بشار الأسد الذي تأجل لعدة أيام والذي سبقته حملة وعود معسولة من مسؤولين كبار في الدولة مثل بثينة شعبان وفاروق الشرع وقالوا أن قانون الطوارئ سيلغى هو والمادة 8 من الدستور وأن قانون الأحزاب والإعلام وغيرها اتخذت بها قرارات ولكن للأسف الشديد جاء خطاب الرئيس السوري مخيباً للآمال فلم يقدم أي خطوة إصلاحية ملموسة وإنما اقتصر على الوعود كالعادة. والأسوأ من ذلك هو أنه لم يترحم على ارواح الشهداء واعتبر ما حدث في سوريا هو فتنة ومؤامرة كبرى ضد سوريا.
انتظرنا قرارات تمنح أبناء الشعب الكردي حقوقه المشروعة التي تخص عدة ملايين من الأخوة الأكراد ولكن الخطاب تجاهلهم تماماً.
وهنا يتساءل السوريون: إذا كان ما حدث فتنة ومؤامرة وأن عصابات أطلقت النار على المحتجين في درعا واللاذقية فلماذا لم تستغل تلك العصابات مظاهرات التأييد للرئيس بشار وتقتل بعض المواطنين!!!! لماذا يصف الرئيس السوري الاحتجاجات السلمية التي تطالب بحقوق مشروعة بأنها فتنة ويطالب الشعب السوري بأن يحدد موقفه إما مع الفتنة أو ضدها. أيعقل أن يتحدث رئيس دولة بهذا المنطق، حيث يستعدي أبناء شعبه على بعضهم البعض. وكيف نفرق بين الفتنة والمطالبة المشروعة بالحقوق التي ينص عليها الدستور السوري.
الحقيقة أن خطاب الرئيس السوري جاء وكأنه يحفز الشعب على مواصلة الانتفاضات الشعبية لأن هذا النظام ميئوس منه ولم يفهم بعد ما يريده الشعب. كانت الناس تطالب بالحرية والكرامة لكنها غداً ستطالب باسقاط النظام الذي وضع نفسه في مجابهة طموحات الشعب وآماله.
وما هو متأكدين منه أن دم الشهداء في درعا واللاذقية والصنمين وحمص وجميع محافظات سوريا لن يذهب هدراً. ومن المؤسف أن الرئيس بشار الأسد لم ينزل إلى مستوى الترحم على دم الشهداء بدقيقة صمت، علماً أنه اعترف بأن تلك الدماء سورية. أفلا تستحق دقيقة صمت وترحم وقراءة الفاتحة على ارواح مئات الشهداء الأبرار حسب تقاليدنا العربية الإسلامية. ولكن واأسفاه رئيس يسترخص الدماء، وجوقة من المنافقين والكذابين ممثلي الأمن السوري وليس الشعب السوري مجتمعين تحت قبة مجلس الشعب يزاودون على بعضهم في إظهار الولاء للرئيس بشار.
نحن المغتربون السوريون في روسيا المؤمنون بالتغيير والديمقراطية نعلن عن تأييدنا ووقوفنا بكل ما نستطيع إلى جانب انتفاضة شعبنا السوري البطل في دفاعه عن حقوقه الوطنية الديمقراطية المشروعة.
نحيي ذكرى مئات الشهداء الذين سقطوا في المدن السورية دفاعاً عن حرية الشعب وكرامته، منيرين طريق الثورة الشعبية.
تحية إلى شعبنا السوري الأبي الذي كسر حاجز الخوف وأعلن للعالم أنه يرفض الذل والخنوع والفساد والتسلط.
وسينتصر الشعب الحر الأبي في معركته ضد الفساد والتزوير والتشويه لذكرى الشهداء والمكافحين من أجل الكرامة والحرية.

موسكو في 30 آذار/مارس 2011


لجنة دعم الثورة السورية من روسيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو