الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا.. مات ورد الأمل.. واستمر الشوك

أحمد بسمار

2011 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


هل يوجد اليوم في العالم كله, مجلس نواب واحد, أو نواب شعب, يستقبل رئيس دولته صارخا جماعيا, دون استثناء نائب واحد, حيث الكاميرات تصورهم جماعيا وإفراديا.. بالروح.. بالدم.. نفديك يا بشار.. الله..سوريا..بشار!!! وبعد هذه المبايعة الجماعية, بدأ الرئيس خطابه.. وبعد كل جملتين وابتسامة, يقف نائب أو نائبة (نعم نائبة برلمان.. ولا أعني مصيبة) ويفقع أو تفقع ربع قصيدة ملتهبة في مديح الخليفة المبايع.. يتلوه فورا وجماعيا ووقوفا..بالدم بالروح نفديك يا بشار...
لم يرد أي تفسير واضح لما حدث في البلد طيلة الأسبوع المنصرم. ولا أي وعد بإلغاء قانون الطوارئ. ولا إطلاق سراح المساجين السياسيين الديمقراطيين الحقيقيين, ولا أي سجين من المعارضة الديمقراطية المعروفين, والمنقوعين في غياهب السجون السياسية بلا أية محاكمة من عقود طويلة...بينما الجماهير المحضرة والمنفوخة من الصباح تـجـعـر أمام مجلس الشعب.. بالروح.. بالدم.. الخ...الخ...
هذه هي سوريانا اليوم يا شباب... وكل من يفكر أو يعترض أو يعارض, خـائـن..عميل استعمار..عدو المقاومة الداخلية والعالمية والخارجية والوسطية.. عدو الصمود (ضد من ؟؟؟).. وكل من لا يبايع بالولاء إلى الأبد خائن وابن خائن.. وكل من يلفظ كلمة حرية أو إصلاح فاسد, مفسد مخرب, يهدد أمن الوطن ويزرع الفتنة الطائفية. بينما يعرف كل من تبقى من القليل النادر الذي يستطيع استعمال أبسط مبادئ العقل والتحليل, من هم الذين زرعوا الطائفية في هذا البلد الحزين, من خمسين سنة حتى هذه الساعة. ومن هم محركوا الفتنة المخابراتية المدروسة المخططة, في سوريا ولدى جيرانها وكل من عانى من شرورها المفتعلة.
أما الخطاب؟.. ولماذا نعود إلى هذا الخطاب, وهل يأمل الشعب السوري أو أي محلل مدرك عاقل غير هذا الخطاب الذي لا يفسر غير هذا : نحن هنا بقوة العسكر.. نحن هنا بقوة الكرباج ودهاليزنا المخابراتية المليئة بكل من يفتح (بــوزه).. وعذرا من قلة أدب هذه الكلمة. ولكن هل سمعتم مرة واحدة رجل أمن أو مخابرات يتكلم مع مواطنة أو مواطن بأدب واحترام؟؟؟ كلا.. سوى بهذه العنجهية الفوقية التي يتكلم بها بشار الأسد, حتى عندما يتوجه إلى الشعب السوري عن طريق ممثليه (يا للعار.. وأي تمثيل).. لا أية كلمة عن الحقوق, ولا عن الديمقراطية, ولا حـرف واحد عن الحريات العامة. ولا شيء عن اليأس والبؤس والتعتير والشقاء الذي يهيمن على كافة شباب البلد العاطل عن العمل, والذي يهجر كقطعان الغنم, سواء للبلاد المجاورة, أو للبلدان الغربية. بينما أفراد عائلته وزلمه وعشيرته يسبون البلد ويغزونها من كل ما تنتج, لتثمر حصيلة لخزائنهم وحدها.
هل يعرف الرئيس بشار الأسد ما يحصل حقا في بلده؟.. أم أنه محاصر مع زوجته وأولاده في القصور التي بناها الشعب لأبيه, وهو لا علم لـه بأي ألـم من آلام شعبه ولا أية حقيقة. وفي الحالتين هو مدان أمام التاريخ.. وخطاب تجديد مبايعته المعيب هذا اليوم, والمغيب لكل الحقائق الحقيقية, ولكل جراح الشعب السوري الدامية الواقعية, صـفـعـة تاريخية لكرامة هذا الشعب.. إن تبقت ما يسمى عـزة.. وما يسمى كرامة.
الشعب السوري يريد اليوم إصلاحات جدية حقيقية. يريد تذوق طعم الحريات الحقيقية الطبيعية كبقية البشر. يريد أن يعيش بلا جواسيس بلا مخابرات تسود حياته وترعبه لدى كل مطلب. يريد أن يتخلص من الفساد العفن الذي يسيطر على جميع مؤسسات الدولة من قواعدها حتى أعلى قممها الأهرامية (الفرعونية).. بكل اختصار الشعب السوري يريد أن يعيش في ظل جمهورية ديمقراطية حديثة, لم يذق لها طعما ولا شكلا في أي يوم من الأيام...
أما هذه الجماهير التي تصرخ مدفوعة بحماس هستيري بالروح بالدم نفديك يا بشار..أقول لها كفانا دما وكفانا هدر أرواح في سبيل شخص فرد, كائن من كان. لنفكر في هذا البلد. لنفكر بمستقبل أولادنا, لنبني وطنا هادئا مستقرا, ديمقراطيا..نعم لماذا لا؟ ديمقراطيا.. بلا تمزق طائفي. بلا سيطرة فئات عائلية على خيرات هذا البلد الذي تعب من السبي والسلب والنهب وجميع أنواع الفساد الإداري.
سوريا بلد غني من أقدم العصور. ثقافيا وإبداعا وإنتاجيا واقتصاديا.. ولكن ثرواتها تهدر, وخيراتها تهدر, مثل كرامتها, منذ سنين رهيبة ـ مخابراتية ـ سوداء... وآن لشمسها وشبابها وأمنها وأمانها وعزتها..وخاصة لحرية شعبها أن تعود.
اليوم.. اليوم تشاؤمي الإيجابي قاتم حزين.. لا أرى فيه أي تغيير معقول أو بصبوص أمــل... مـن يدري.. مـن يدري...بالانـتـظــار!.
*آخـر لحظة : شيخان جليلان معممان دعيا إلى تلفزيون المبايعة الرسمي (القناة الأولى السورية) المستمرة ليفتيا أن المطالبة بالحرية والإصلاح, في إسلامهم, تعني الـفـوضى!!!...لأن هذا الأمر يخص السلطان, والسلطان وحده...........
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية المخنوقة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأي
جورج خوري ( 2011 / 3 / 31 - 15:43 )
عبثا حاولت إقناع نفسي أن بشار غير أبيه. هو إنسان متعلم عاش بعض الوقت في الغرب وزوجته بريطانية الجنسية. حتى جاء الخطاب الكارثة فتأكدت بما لا يدع الشك أن بشار ابن أبيه ينفذ وصاياه بحذافيرها. اقتنعت الآن أنه ديكتاتور لا فرق بينه وبين زين الهاربين بن علي أو الخديوي أبو علاء. اقتنعت الآن أن بشار هو رأس الفساد وأبو الفساد وإلا كيف يسمح لابن خاله بالسيطرة على مقدرات البلد. لن أصدق بعد أجوبته الآن للصحفيين الأجانب حين يسألوه عن ابن خاله أن الأخير رجل أعمال ناجح. ولن أصدق بعد الآن وعوده الكاذبة بالإصلاح ومحاربة الفساد. لنلاحظ أن أول رئيسي وزارة في عهده فاسدان والله يجيرنا من القادم. كم نتمنى لو أنه يقرأ الأحداث جيدا. يقرأ جيدا أحداث تونس ومصر واليمن وليبيا ولكن فالج لا تعالج. الآن على السوريين المطالبة بتغيير النظام لأن هذا النظام اهترأ


2 - تحيه واحترام
محمد محمد ( 2011 / 3 / 31 - 15:50 )
الاخ احمد مسمار
ما تقوله عين الصواب لكن بالمقابل هل احد يحترم شعبه يقول عنهم انهم يجعرون
هداك الله يا سيد احمد
ينما الجماهير المحضرة والمنفوخة من الصباح تـجـعـر أمام مجلس الشعب.. بالروح.. بالدم.. الخ...الخ...


3 - وعاظ السلاطين
عبدالقادر برهان ( 2011 / 3 / 31 - 16:02 )
يا اخي احمد بسمار ليس الغريب فيما فعله مجلس الشعب السوري فهو كغيره من مجالس
وعاظ السلاطين التي تغطي رقعة كبيرة من الوطن العربي والاسلامي لاهم لهم الا الدعوة
للحكام والملوك والتصفيق لهم بمناسبة وبدونها متشبهين بالقرود الذين يصفقون لمن يرمي
لهم قشرة الموز ...ولكن المشكلة الحقيقية اننا اصبنا بخيبة امل بخطاب الرئيس الاسد الذي
كنا نأمل ان يكون مختلفا تماما حيث كنا نامل ان يعد الشعب السوري بتغيير حقيقي شامل
يثبت من خلاله حقوق الانسان ويبدأ بالغاء حالة الطوارئ ومكافحة الفساد ,,,الله كان في
عون الشعب السوري


4 - السيد أحمد بسمار المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 3 / 31 - 16:15 )
منذ أن وعيت على الحالة السياسية في البلاد والصورة لا تتغير في البرلمانات العربية , يدخل الرئيس .. وقوف .. تصفيق متواصل ومدروس , ، يبدأ الرئيس بخطابه فيقاطعونه قصداً من آخر القاعة بأبيات من الشعر ويا ليت أحداً يسمع ما يقول المنشد اللهم إلا من حوله..يتابع الرئيس .. يقاطعه هذه المرة واحد من نص الصالة .. تصفيق .. متابعة إلقاء الخطاب .. هالمرة تصفيق لا يتوقف عند ذكر عبارة : مقارعة الامبريالية من أميركا واسرائيل , هل يتجرأ أحد ألا يقف وهو يصفق ؟ خلليه يصفق وهو جالس لشوف ؟ إيه ليبات ليلتو ببيت خالتو . أخيراً بعد :والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتو تبدأ مظاهرة بالروح بالدم , تتغير أسماء الرؤساء مع كل عهد طبعاً , لأن رئيس اليوم سيصبح سجين الغد وهكذا .. هل تعرف على علمك غير هذه الصورة ؟ وعود بالإصلاحات ولا ندري لماذا الآن فقط تذكروها . شكراً أخ أحمد.


5 - ردود بسيطة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 3 / 31 - 19:03 )
ردود بسيطة للأحبة المعلقات والمعلقين
السيد جورج خوري. ألف شكر على كلماتك الصحيحة الثائرة.
ولكن اليوم؟ ماذا يفيد الكلام؟ وحتى نلتقي...
السيد محمد محمد, أعتذر لك شخصيا عن كلمة (جعير) ولكنني لم أجد في لـغـة الواقع الصحيح لهذا الصراخ المخدر المفتعل غير هذه الكلمة التي لا أستطيع تغييرها..
الصديق عبد القادر برهان.. أنت هنا دائما لتذكرني بما أنساه من واقعنا المؤلم..لك شكري ومودتي...
السيدة الرائعة ليندا كبرييل. عجائب غرائب هذا البلد لم تنته بعد...
ولكنها عجائب سوداء, سوف يخجل منها تاريخ البلد... لك مني كل الاحترام... وللجميع أطيب تحية مسائية مهذبة...بالانتظار...
أحمد بسمار مواطن عادي حزين بلاد الحرية المخنوقة


6 - -تجعر-؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
موسى سعيد ( 2011 / 3 / 31 - 19:53 )
-تجعر-؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!


7 - رد للسيد موسى سعيد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 1 - 07:45 )
يا سيد موسى سعيد. ما هو تساؤلك عن كلمة تجعر؟ هل هي الصحة اللغوية, أم التهذيبية والأدبية؟.. أم الجوهرية الصحيحة لورود هذه الكلمة التي ألـح عليها في مقالي... عودتني على مزيد من الوضوح في تساؤلاتك السابقة.
ولك مني تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


8 - البنفسج الحزين ..؟
مصطفى حقي ( 2011 / 4 / 1 - 12:34 )
عزيزي السيد أحمد بسمار ، قد تخفف من تشاؤمك مطلع هذه الأغنية : ليه يا بنفسج بتبهج وانت زهر حزين ,,, العين تتابعك ، وطبعك محتشم ورزين ، ليه يا بنفسج ...؟! وبالنتيجة كلنا في الهواء سواء ، ولكن ما يعزيك وجودك في محيط إنساني يغني وينشد للحرية ...؟


9 - آخر رد إلى : مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 1 - 13:15 )
إلى الإنسان الرائع مصطفي حقي
لم أعد ألتذ بأية قصيدة, ولا حتى بأبسط زجلية شعبية, بعدما سمعت ما سمعت من شعر في جلسة مجلس الشعب السوري البارحة. واسمح لي من ضمن المطالبة بالإصلاحات (المعقولة وغير معقولة في هذا البلد) إضافة حـل هذا المجلس الكاراكوزي, وتبديله بممثلات و ممثلين محترفين موظفين من مسلسلات التلفزيون السوري.
ولك مني أيها الصديق البعيد القريب أطيب تحية صادقة مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


10 - المنتفض الثائر احمد بسمار المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 4 / 1 - 13:23 )
تحيه ربيعيه
حتى في القاحلات للورد نصيب..وفي هذا الجو المتأزم بين تحركات واماني وآمال ومحاولات سلطه وقلق منتشر وتحسب وحسابات تطلع الينا انت ورده فيما كتبت وما سطرت من الم وقلق على امل
الشوك حتى في غصن اوراد الجوري(الروز)
ألي حمل لسعات شوك الورد
يرتاح لو طكَ الورد
يا ورد قدم ورد للورد
لن الورد هم ورد ويحتاج يشتم ورد
ياورد كَل للورد ازرع ورد يا ورد
لن الي يزرع ورد اكيد يجني ورد
انت تخلي ورد..وانه اخلي ورد
والدنيه تصبح ورد لمن يزيد الورد
تقبل التحيه والتضامن مني مع كل ما تشعر به


11 - رد وتحية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 1 - 14:01 )
الأخ المبدع عبد الرضا حمد جـاسـم
كلماتك تطيب الخاطر الحزين المتعب..
كم أتمنى اليوم لشعب بلدي أن يولد له من جديد بصبوص أمل.. بعد الصمت وبعد الحزن وبعد الخوف وبعد الدم.. وبعد موت كل حلم بأن تولد عنده الحرية من جديد كباقات الورد الأحمر والأبيض في حدائق الأمل والصمود... من يدري يا عبد الرضا.. من يدري؟؟؟
ولك مني يا صديقي البعيد القريب أطيب تحيات السلام والمحبة والتهذيب...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


12 - التجعير ولا التحريض......
موسى سعيد ( 2011 / 4 / 1 - 14:01 )
السيد بسمار المحترم ..
ما قصدته أنا ليس شيئاً سيئاً على الإطلاق ، فأنا و أنت قد نختلف في السياسة مثلاً ولكننا متفقون على المبادئ والقيم ، الآن كلنا أدركنا شيئين مهمين : الأول لا يمكن أن نستمر بهذه الحالة من الفساد في البلد ، الأمر الثاني : لدينا في سورية وعي تجاه الفتنة فلنحافظ عليه ، يجب محاسبة من تسبب بالأحداث في سورية و من أطلق النار على المدنيين وغيرهم .. ويجب محاسبة من حرض الأطفال على الخروج في مظاهرة من هذا النوع ......أنا شخصياً لن أرسل أبني بل سأنزل أنا إن كنت صادقاً
لا أدري إن كنت تعرف أن أغلب جرائم القتل التي تسمى -جرائم شرف - يقوم بها قصّر لأن القانون لا يحاسبهم ، العقلية التي تدفع هؤلاء للقتل تدفعهم لفعل ما فعلوه
من هنا تستطيع أن تفهم لماذآستغربت كلمة -تجعر- ..دعهم يجعرون ولكن لا يحرضون ولا يقتلون ..الا نتقال الى الفعل في مجتمعاتنا سريع جداً ..تكفيه خطبة جمعة.............
مع احترامي........


13 - آخـر رد إلى : موسى سعيد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 4 / 1 - 14:20 )
يا سيد موسى سعيد
أشكرك لعودتك واهتمامك وطيبة مشاعرك..
مع ذلك وبكل فولتيرية حقيقية, وبلا أية مصلحة انتفاعية أو مؤامراتية, أجيبك بأنني لست موافقا على تحليلك, وخاصة الربط بين لا مسؤولية الأطفال الذين كتبوا عبارات مطالبة شعبية على الجدران وبين جرائم الشرف التي تحدث يوميا في سوريا بلا أي حساب.
وحتى نلتقي...لك مني تحية صادقة مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة

اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا