الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 3 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أن يعود الثوريون ، زملاء الأمس ، للطريق الثوري الصائب ، فهذا شيء رائع ، يجب الترحيب به بشدة .
أن يدرك الثوريون أن الثورة لم تحقق في الحقيقة إلا شيء واحد ، هو الإطاحة بأسرة مبارك عن عرشها ، و إنها في الحقيقة لم تسقط النظام الذي أسسه حسني مبارك ، فهذا دليل على عودة البوصلة السياسية الثورية للعمل ، بعد أن تعطلت لفترة ، لدى البعض ، فضلوا الطريق لفترة ، و أضلوا أخرين معهم .
أن يعود الثوريون لإدراك الوظيفة الحقيقية للثورة ، فهذا دليل على النضج الثوري .
أن ينبذ الثوريون الحقيقيون العملاء المندسين بينهم ، فهذا أمر يستحق الإشادة ، و لكن عليهم أن يدركوا أن عملية تطهير الثورة من العملاء عملية مستمرة ، لأن الإختراق المعادي لا يتوقف .
لهذا فإن حزب كل مصر يعلن عودته للمشاركة في فعاليات التظاهر ، فعاليات الثورة ، لأن التغير الإيجابي الذي حدث في تفكير البعض خلال هذا الأسبوع ، يتوافق تماماً مع نهج حزب كل مصر ، و مع رؤيته لتصحيح مسار الثورة ، و التي جاءت في مقالين حديثين هما :
الأول : النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف .
الثاني : جُمع قتل الثورة .
لكن هذا الترحيب بتصحيح مسار الثورة ، و الذي حدث هذا الإسبوع ، لا يعني الموافقة تماماً على كامل المسار .
إنني أرحب بالتغير الذي حدث لأنه حدث في الإتجاه الصحيح ، و لكن ليس لأنه صحيح مائة في المائة .
الشيئان الإيجابيان اللذان حدثا مؤخراً في المسار الفكري للثورة يتركزا في :
أولاً : العودة لتبني الأهداف التي تعد من مهام الثورة إنجازها ، بعد أن خرجت الثورة عن المسار الصحيح في الفترة التي تلت هزيمة الإستفتاء مباشرة ، تلك الهزيمة التي كان السبب فيها ضعف القيادة التي قادت حملة لا للتعديلات .
ثانيا : التأكيد لمرة أخرى على إحترام الجيش المصري ، و التأكيد على الفصل بين المجلس العسكري الحاكم ، أي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيلته الحالية التي تم إختيارها في عهد مبارك ، و بين الجيش المصري ، الذي هو مؤسسة مصرية وطنية عريقة نعتز بها ، و نفخر .
على إنه من الضروري أن أؤكد أن العلاقة الطيبة بين الشعب ، و الجيش ، يجب أن تكون دائماً في إطار معرفة كل من الطرفين ، أن الشعب هو الأصل ، و أن الجيش هو الفرع ، أو بمثابة علاقة أب ، و ابنه ، كما ذكرت في مقال أثناء معمعة الثورة عنوانه : الشعب و جيشه ، أب و ابنه .
المقال منشور أيضاً في يوتيوب كتسجيل صوتي بنفس العنوان في قناة حزب كل مصر :
allegyptparty.
أما السلبيات التي يجب تصحيحها فهي :
السلبية الأولى : وضع حزمة كبيرة من المطالب مرة واحدة ، أو فقد التركيز .
نعم إنها مطالب لا خالف عليها ، و أذكربعضها بإختصار : محاكمة مبارك و كبار أعوانه ، و الإفراج عن معتقلي الرأي الذين أعتقلوا قبل الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و بعده ، و حرية التظاهر ، و تطهير الإعلام ، و مصادرة أموال الفاسدين و على رأسهم أسرة مبارك ، و أنا شخصياً قد ذكرت معظمها في مقال : النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، المنشور في الحادي و العشرين من مارس 2011 ، و لكن في نفس المقال دعوت إلى التركيز .
دعوت إلى وضع مطالبنا أمام السلطة الحالية الواحدة بعد الأخرى ، لأن في ذلك تركيز ، و أيضاً إنهاك لخصومنا ، خصوم الثورة ، خصوم الشعب المصري .
لا يصح أن نضع حزمة كبيرة من المطالب ، و بعد جهد جهيد منا ، يلعب نظام عمر سليمان ، الحاكم الفعلي لمصر حالياً ، لعبة خبيثة فيستجيب لأدناها في الأولوية ، و ربما أيضا بشكل صوري ، و لأعرض سيناريو من الممكن أن يتحقق :
أليس في إمكان نظام عمر سليمان ، بعد أن يلمس إصرارنا ، أن يستجيب لأقل المطالب في الأولوية الأن ، فيقوم بإقالة بعض رموز الإعلام الرسمي ، و الصحافة المدعوة بالقومية ، ليتم تصعيد الصف الثاني ، الغير معروف شعبياً ، و لكنه لا يقل في الولاء لعمر سلميان عن الصف الأول ، و ذلك بعد وقت طويل من التظاهر ، بهدف إنهاكنا أيضاً ؟؟؟
و عندها يظن البعض منا إننا إنتصرنا ، و يرفع في فيسبوك ، في حساباته ، و مجموعاته ، و صفحاته ، لافتات : الثورة إنتصرت ، كما حدث بعد سقوط حسني مبارك ، و بعد إقالة شفيق ، ليعود البعض لبيوتهم و هم مسرورين ، معتقدين إنهم أنجزوا المهمة ، و يتفتت الصف مرة ثانية ، و ليضيع وقت طويل أخر في لملمة الصفوف ، نتلقى خلاله ضربة ، أو ضربات ، أخرى من عمر سليمان ، تم تجهيزها بعناية في أروقة إستخبارته .
إذاً لنضع طلب ، ثم أخر ، أمامهم ، و لتكن البداية بالأهم ، و الأكثر تأثيراً ، و إلحاحاً .
و الأهم هو محاكمة كل من حسني مبارك ، و عمر سليمان ، أما فتحي سرور ، و عزمي ، و صفوت الشريف ، فليسوا بنفس أهمية الرأسين الكبيرين .
إننا نطالب بمحاكمة عاجلة لرأس سابق للنظام ، و رأس حالي للنظام ، و ليس مجرد أدوات .
عندما يغيب الرأس ، يفقد الجسم توازنه ، هل أدركتم أهميتهما ؟؟؟
السلبية الثانية : إفتقاد الثورة في فصلها الثاني ، للإستمرارية التي تمتعت بها في فصلها الأول .
إنه نفس الشيء الذي عبته على بعض زملائنا الثوريين في مقال : جُمع قتل الثورة .
لن نحقق شيء و نحن نذهب للتظاهر في نهاية الأسبوع ، و في كل مرة بلافتة جديدة ، و كأنها قد أصبحت نزهة أسبوعية .
لنتذكر دائماً ، أن مبارك سقط بعد ثمانية عشر يوماً من التظاهرات العارمة ، و سقط معه عمر سليمان من الصورة ، و إن لم يكن من المسرح ، فهو لازال يحكم ، لكن من وراء الستار ، و لكي نحاكمهما بجدية ، فربما نحتاج إلى أسبوعين من التظاهرات السلمية ، بدون أي إنقطاع ، و بنفس الحجم من التظاهرات ، و نفس التصميم ، و العزيمة ، الذين أسقطوا أسرة مبارك .
النزهات الأسبوعية لا تحقق شيء .
الربض كـأسود في ميدان التحرير ، و ميادين عواصم المحافظات ، لأسبوعين ، أو حتى أكثر ، بدون أي إنقطاع ، مع الزئير المستمر بشكل يومي ، و بشكل سلمي ، مطالبين بمحاكمة كل من حسني مبارك ، و عمر سليمان ، هو ما سيجعلهما يقفان بالفعل في قفص الإتهام ، أمام هيئة قضائية مدنية نزيهة .
بالتوازي مع ذلك يمكن إضافة طلب واحد أخر ، لضرورته الإنسانية الملحة ، و هو الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين ، و الذين تم إعتقالهم في أي وقت ، و القابعين وراء الأسوار بدون أحكام قضائية مدنية نزيهة .
علينا ترتيب الأهداف بحسب الأهمية ، ثم إنجازها الواحد بعد الأخر ، بالإستمرارية في التظاهر .

31-03-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟