الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماراثون الحكومة المغربية

صالح اهضير

2011 / 4 / 1
كتابات ساخرة


تمر الأيام والسنون وتأبى دار لقمان إلا أن تبقى على حالها،عدا ما يخص بعضا من حاجياتها الطفيفة..فكان لابد أن يتضايق الشعب ويمل الانتظار الذي طال أمده..وكل من جرب مرارة الانتظار لا أبا لك يسأم..لقد هب للمطالبة بحقه في العيش الكريم،تؤازره في ذلك الأقلام المستقلة الحرة من السلطة الرابعة وانتقادات المعارضة الحزبية الحقة ونداءات أعضاء مجلس الأمة الذين يمثلون منتخبيهم خير تمثيل..كلهم صوت واحد من أجل التغيير الحكومي أو على الأقل إعادة النظر في التركيبة الوزارية،التي أطلق أعضاؤها لحاهم البيضاء فوق صدورهم،وارتسمت على محياهم أسارير الشيخوخة والهرم،فكان أن بلغوا من العمر أرذله،غير عابئين بأن هذا الزمن المقيت يمر مر السحاب..متجاهلين أن التغيير حركة والحركة حياة،والجمود لا محالة موت وفناء محقق..
استنادا لكل هذه المعطيات والدوافع،لاح هنالك في الأفق بصيص من أمل،وتقرر في النهاية إجراء ماراثون حكومي لاختبار مدى قدرة السادة الوزراء البدنية -وإن صح العقلية أيضا-على الوصول حتى خط النهاية من أجل تحقيق الطموحات الشعبية..بالسير في هذه الدروب الشائكة..ومن المؤكد أن من سار على الدرب وصل شرط ألا يخل بمنظومة قوانين اللعب..
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة:
"لقد تقرر إجراء مارثون لأعضاء الحكومة الموقرة بقصد التزكية أو التنحية..والمطلوب فقط هو الوصول إلى خط النهاية..وليس المقصود التمييز بين السابق واللاحق أو الفرز بين المتقدم والمتأخر..."
والحق أن الوصول لخط النهاية يحتاج إلى نفس،إلى دربة،إلى خبرة،إلى حنكة،إلى أبدان سليمة،إلى عزم وإصرار..لا إلى كروش مترهلة وعقول متحجرة..لأن الوصول لهذا الخط معناه الوصول إلى الهدف المنشود الذي هو المطلب الأول والأخير للجماهير العريضة التي ستحضر بكثافة لهذه التظاهرة غير المسبوقة..
أعلن عن انطلاقة المارثون..جمهور غفير على امتداد الطرقات وفي خط المنتهى يعبر بحماس منقطع النظير عن غبطته تشجيعا للفريق الوزاري..وما أن مرت لحظات قصيرة عن البداية،حتى اختنقت الأنفاس وشلت الحركات،وسمع من هنا وهناك شهيق وزفير وحشرجة،وامتلأ الجو سعالا وأنات ولهاث كما لوأ مارثون ن الجميع بداخل مشفى من مشافي الأمراض الصدرية..البعض من المشاركين امتدت في تراخ بطونهم المكتنزة المصابة بالتخمة فوق أحزمة بدلاتهم الرياضية،مما حال دون مواصلتهم للعدو،وتناسوا أن بطنة الغني انتقام لجوع فقير.أما البعض الآخر من أصحاب الكروش هذه،فقد ذهبت فطنتهم واستبدت بهم حيرة كبيرة،فوقفوا وقفة حمار الشيخ في العقبة،وما عادوا يدركون أي متجه سيسلكون،وتناسوا أن البطنة تذهب الفطنة..وكانت النتيجة أن الله عز وجل لم يقل عثرة أحد منهم،وتساقط السادة الوزراء تباعا وكبوا كبوة الفرس المهزوم....
انتهى السباق الماراثوني غير أن أحدا لم يصل إلى المنتهى إلا قلة قليلة كانت قاب قوسين أو ادنى منه..ولو انك سالت هؤلاء كيف أضاعوا هذه الفرصة التي لا تعوض بعدما كانوا على وشك الفوز،فسيردون عليك باطمئنان:" نحن مسيرون ولسنا بمخيرين،وبخاصة في عظائم الأمور..فلو أعيد هذا المارثون مرات ومرات ما انتهى أحد منا أبدا إلى خط الوصول".واغلب الظن أنهم صادقون فيما قالوا،لكنك حتما ستتساءل: لم قبلوا بالمشاركة ماداموا مخيرين بين القبول أو الرفض؟؟
أما بقية المتسابقين،وهم الأكثرون،فقد كانوا في ردهم"قدريين" بحيث برروا فشلهم الذريع تبريرات واهية وغامضة،غير مقنعة ولا تقوم على أساس من الحكمة والمنطق.فقد أجابوا:"هذا قدرنا..وما نشاء إلا أن يشاء الله..!!"
والطريف في هذا المارثون الفريد من نوعه،أن أحدا لم تتم تنحيته رغما عن أنف الناطق الرسمي وأنوف من سهروا على وضع قانون لهذا السباق..لقد تمت تزكية الجميع بلا استثناء..وكان هياج الجمهور وسخطه وتذمره عظيما في ذلك اليوم..
وهكذا تعود حليمة غير آسفة إلى عادتها القديمة،ليعض السادة الوزراء المبجلون على أرائكهم الوثيرة بالنواجذ،وليتشبثوا بمناصبهم تشبث سرطان البحر بفريسته إلى ما شاء الله..وإذا أنت سألت ثم سألت عن السبب،رد عليك ببساطة من كان لديه قدر ضئيل من اليقين:في بلدنا هذا،يستحيل أن يستقيل وزيرأويقال حتى وإن كان للعنزة جناحان !!!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكومة هرمة
سليم عمر ( 2011 / 4 / 2 - 03:24 )
لقد شاخت هذه الحكومة فعلا ولم تعد قادرة على مواكبة التغيرات...

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب