الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وديمقراطية البوسترات

عبد الرزاق السويراوي

2011 / 4 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الشعب العراقي يتظاهر كبقية شعوب العالم العربي للمطالبة بحقوقه المهضومة وما قولنا ان المظاهرات هي للمطالبة لإجراء الاصلاحات إلا مجرد هتافات لاطائل من ورائها وإنْ كان الضغط على الجهات الحكومية عن طريق التظاهر سيؤتي ثماره آجلا أمْ عاجلا ولكن القول الذي لابد منه هو أن للعراق خصوصية تختلف عما هو عليه في وضع الانظمة العربية , ونقطة الاختلاف , هي في كون , ان العراق لديه برلمان جاء عن طريق انتخابات شرعية منحنا اصواتنا لهؤلاء بكامل إرادتنا ولكنهم وبعد وعودهم المعسولة خذلونا حقا فانشغلوا في كيفية تحقيق مغانمهم الشخصية وإنجروا خلف مغريات الجاه والمركز الوظيفي الكبير والشهرة والظهور على الفضائيات التي اصبحوا نجومها دون منازع والرواتب المغرية والحصانة التي تميزهم عن الشرائح العراقية الاخرى وغير ذلك ما لا نستطيع احصاءه .. أقول لماذا نتظاهر ونحن منْ جاء بهم عن طريق الحبر البنفسجي الذي أمسى في تقديري مصيدة أوقعونا فيها نحن ابناء الشعب العراقي الباحثين عن الحرية وعن الديمقراطية التي أُفنيتْ أعمارنا ولم نرَ لها وجودا حقيقيا على ارض الواقع وإنما لها وجود على بوسترات الجدران الملونة التي زينوا بها جدران كل مدن العراق ..اتسائل وقد لا يتفق معي الكثيرون وهذا شأنهم ولي أنا شأني : ثمان سنوات مرتْ على سقوط أعتى الانظمة الدكتاتورية ليس في المنطقة وانما في العالم بل قديما وحديثا , ونحن لم نرَ غير ذات الوجوه السياسية التي تطل علينا حتى ونحن نيام , فعرفنا ما لهم وما عليهم فلماذا إذن صوّتنا لهم رغم معرفتنا بهم خلال الثمان سنوات لنخرج بعدها متظاهرين نطالبهم بتحسين الخدمات وإجراء الاصلاحات العامة في البلاد؟ نحن الذين جئنا بهم وملّكناهم رقابنا وثروتنا ومياهنا وسماءنا ,أوَ لمْ نكن مسؤولين عن إختيارنا ؟؟ خصوصا وإنّ فاقد الشيء لا يعطيه , فمعظم برلمانيينا هم منضوون تحت خيمة كتل سياسية , فهل سمعتم انّ كتلة سياسية مارست عملا ديمقراطيا داخليا وأجرتْ إنتخابا حرا لإختيار قادتها ؟؟ فكيف نريد منهم أن يكونوا ديمقراطيين في ممارسة مهامهم البرلمانية ؟ ونحن إذْ صوّتنا لهم , إمّا أن نكون غير مستوعبين للمفهوم الديمقراطي الصحيح بحيث نحسن الاختيار عن طريق الانتخابات لشرائح مؤهلة ديمقراطيا , أو لا نكون كذلك , وأنا ارجح الإحتمال الثاني فلو كنّا حقا واعين لمرحلتنا ومتطلباتها لما إنجررنا وراء ديمقراطية البوسترات الملونة وها نحن نقطف ثمار إختيارنا وتصويتنا فلو كنّا فعلا طلاّب ديمقراطية حقيقية لبترنا إصبعا جاء بهؤلاء وجاء ايضا ببعض حاملي الشهادات المزورة بينما أصحاب الكفاءات الحقيقية مهمشون يعيشون مرارة الزمن الاغبر الذي أحال ابناء اغنى دول العالم يعيشون الكفاف ويرتجفون كسعف نخل لصعوبة الحصول على نفط مدافئهم ويغوصون في ظلام دامس فهم والكهرباء متخاصمون وخصامهم مع الكهرباء ليس بإختيارهم وإنما هو قسري مفروض عليهم فرضا .. أنا لست ضد التظاهرات السلمية ولكن .... فهل والحال كذلك نكون قد إتعظنا أمْ أنّ زهو ألوان البوسترات الدعائية للمرشحين سيلدغنا من ذات الجحر مليون مرة وليست مرتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا