الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُثقف والإدمان

طاهر فرج الله

2011 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ما أن يأتي ذكر الإدمان حتى تراءى للكثيرين أنها العادة السيئة والمُضرة للصحة العامة لجسم الإنسان, ومن مواد يعتاد عليها بسبب تعاطيهِ المُفرط لها, ولكت الإدمان قد يشمل عادات مفيدة ونافعة في آن واحد .. وهذا ما نشاهدهُ جلياً من عادة يعتاد عليها الإنسان وبشكل خاص الأديب حيث نرى ولعهُ في القراءة والكتابة يلازمانه في كل وقت و مكان, فأين ما تشاهد الروائي , الباحث ترى الكتاب بين يديهِ يطالعهُ بكل شغف وشوق, أ, أنك ترى أناملهُ ممسكة بالقلم ليجسد بهِ أفكارهِ أو عصارة فكره على ورقة أ, مجموعة أوراق للتحول كتاباته فيما بعد إلى أنجاز أبداعي يخدم البشرية في أفاق تعاملاتها اليومية بين مجتمعها, ألا أن هذه العادة قد تنسي الأدباء احتياجاتهم واحتياجات أُسرهم اليومية فتتحول إلى إدمان يشكو منهُ البعض من المقربين إليه, وعلى سبيل المثال فأن الروايات تحدثنا عن أن صبياً أصيب بولع الإدمان والشغف في مطالعة الكتب حدا أنهُ تناسى الواجب الموضوع على عاتقهِ والمتمثل بالتزامه في توفير لقمة العيش لوالدتهِ , فما كان من والدتهِ إلا أن تتصرف بحكة تجاه ولدها الذي بدأ يُعاني من أعراض الإدمان الذي ألزمهُ الشغف إلى التنصل من واجباتهِ ففي ليله من الليالي طلب الصبي من والدتهِ تقديم العشاء إليه, فما كان منها إلا أن تُقدم لهً صينية طعام وهي مُغلفة بقماش , فما أن كشف القماش حتى وجد الصينية مليئة بمجموعة من الكتب, فسأل والدتهُ بنبرة ملؤها الاستغراب قائلاً؟ (( - ما هذا يا أماه ؟ )) فأجابتهُ والدتهُ (( - أنهُ العشاء فكل)) فما كان من ذلك الصبي إلا أن يفوق إلى نفسهِ فبدا يقسم وقتهِ إلى جوانب عديدة منها جانب العمل الواجب عليهِ أن يشغلهُ ليوفر بهِ مستلزمات الحياة ومقوماتها.
أن هذه الرواية البسيطة في مكوناتها وعدة شخوصها إلا أنها تتميز بجملة من الدلالات العدية والمفيدة وجميعها تؤدي إلى هدف واحد يدعو الإنسان فيهِ إلى الاهتمام بكل مجالات الحياة وإعطاء كُل جانب منها دوراً مهما لا يختلف كثيراً عن جوانب التي تلعب الدور الأكبر في رسم شخصيتهِ وهويتهِ وتعمل على إيحاء الاستقرار للجانب الاقتصادي الذي يوفر لهُ مقومات الحياة من المسكن والمآكل والملبس , وهذا الجانب أي الاقتصادي الذي أشار أليهِ الكثير من الفلسفة وعلماء الاجتماع ووضعوه بشريان الحياة حتى في العهود السالفة وربما الغابرة من تاريخ البشرية , والمتصفح لكتاب الجمهورية لأفلاطون يرى أن الحديث بين مجموعة من الفلاسفة أنصب على هذا الجانب كثيراً حتى قال أحدهم عن أهمية المال أنهُ وسيلة الأمثل للتقرب إلى لألهه منهُ يستطيع الإنسان أن يقدم إليها القرابين , ذلا فعلى الأدباء بشكل خاص والبشرية بشكل عام أن ينتبهوا لهذه المُعادلة فمن الواجب عليهم أن يحافظوا على عناصر مكوناتها المؤلفة من عنصر الغذاء النفسي الذي تتطلع إليه رغباتهِ الخاصة على حقيقتها, لأن عشاء الكُتب الذي قدمتهُ الأم لصبيها لأكبر ناقوس للخطر تطرقهُ على البشرية جمعاء لنعرف منهُ أن كان إدمان قراءه الكُتب يؤدي إلى مثل ذلك العشاء فكيف الحال إذا كان الإدمان أصنافا مُتعددة من المخدرات وبقية السموم الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟