الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب طارق الحميد ... غياب للموقف السعودي

سليم مهدي قاسم

2011 / 4 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية



السعودية ليست دولة عادية ، بل يمكن القوم بأنها دولة متميزة في كلّ شيء ، ولعل ابرز ما يميز السعودية هو غيابها ، فهي واحدة من افضل الدول التي لا تقول ما تريد ولا تعلن عما في قلبها حتى وهي في اشد مواقفها حرجاً ، البيت السعودي بكل ما تعني الكلمة سواء على مستوى الدولة او المجتمع ، ليس من عادته البوح بليتم الكلام بواسطة التكليف، والتكليف هو الذي يعلن عن نفسه ، فثمة دائما قناعاً آخر ليقول ما تريده السعودية ، اما كيف لها أنّ تقوله فهذا موضوع آخر ، وخاضعاً لطبيعة الحدث ذاته .
على سبيل المثال فأن ايران عندما تريد أنّ توصل رسالة الى السعودية فأنها لا تتبع الطرق المعروفة دبلوماسياً ، وانما تحرك دميتها ( حزب الله ) في لبنان على سبيل المثال ،ولكي ترد السعودية فأنها هي الاخرى تحرك دميتها ( الحريري ) لكي توصل رسالتها الى ايران الدمية دائماً وابداً تملك طلاقة في اللسان ما دامت ترتدي القناع ، هذه الطريقة في الحوار نشاهدها لدى دول اخرى حتى الاكثر ديمقراطية في العالم ، ولكن ثمة طرق اخرى غير معلنة ، وهي الحركات التي تعمل في الداخل ، والسعودية هي الاجدر في المنطقة باللعب بهذه الورقة ، فعلى مدار الثماني سنوات الاخيرة ، استطاعت السعودية اللعب في ساحة العنف في العراق من دون ان تبوح بذلك ، واما ما تمسكه من خلال هذا اللعب فهو الاحساس به فقط ، كنت قد ارسلت الى احد الاصدقاء الصحفيين قبل سنة ، استفسر منه عن سبب اصراره على أنّ مصدر العنف في العراق هو ايران ، كنت قد كتبت له اقول ( انني اعتقد أنّ مصدر العنف في العراق يأتي من تحت عباءتين ، الاولى هي ايران والثانية هي السعودية ) فرد علي قائلا ( ان ايران تلعب على المكشوف في العراق ، بينما السعودية تفضل العمل بطرق خفية وبذلك فإنني لا يمكن ان ابوح الا بما اشاهد ) واعتقد انه كان بإمكانه كتابة احساسه هذا على الاقل ، ولكنه لم يفعل .
السعودية ليس لديها مواقف واضحة من كل ما يحدث في العالم ، فهي لا تؤيد ولا ترفض لا مع ولا ضد وأذا ما اضطرت يوماً للبوح فأنها لا تقوله الا همساً بحيث يتعذر وصوله الى الآذن الاخرى التي تنتظر هذا الموقف ، ولذلك فقد ابتركت السعودية طريقة في التعبير عن وجهة نظرها في الاحداث ، ولعل اكثر هذه الوسائل هي المقالة التي يبوح بها طارق الحميد ، وطارق الحميد لمن لا يعرفه هو رئيس تحرير جريدة الشرق الاوسط السعودية والتي تصدر في لندن ، فاذا ارادت السعودية على سبيل المثال التحدث عن الثورة في مصر ، فأنها تترك الحميد ليقولها ، واذا ارادت ان ترد على رأي للمالكي ، فان طارق الحميد هو الذي يقوله ، هذه الطريقة في القول تكون الافضل دائما ففي بعض الاحيان ثمة شخصيات يتعذر للسعودية بكل قوتها ان ترد عليها ، القرضاوي على سبيل المثال ، واي شخصية في امريكا ايضا ، وبذلك فان طارق الحميد هو خير من يقول بالنيابة عن السعودية ، وبإمكانها التملص منه دائما باعتباره يمثل وجه نظر صحفية ليس اكثر ، كما انها في بعض الاحيان تحتاج الى ان تشتم وهذه الطريقة هي طريقة الشتيمة ليست مناسبة لدى الطبقة السياسة ، خاصة وان الشتيمة يمكن ان ترتد على صاحبها ، اذكر مرة انه في بداية احتلال وتحرير العراق ، قال وزير خارجية السعودية ( ان العراق بلد لا تصلح له الديمقراطية ) واذكر ان بيان جبر صولاغ كان يومها في زيارة الى الاردن وقد سئله احد الصحفيين عن هذه الجملة التي قالها الفيصل فما كان من صولاغ الا ان رد بالقول ( سوف يُعلّم العراق هذا البدوي معنى الديمقراطية ) واذكر ان السعودية احتجت لدى الاردن باعتبار ان احد افارد العائلة الحاكمة قد تعرض للشتيمة من على اراضيها وكادت ان تحدث ازمة مع الاردن ، الازمة مع العراق قائمة بالأساس ولا يحتاج التهديد بها .
ولذلك اقول ان هذه الطريقة اسلم للسعودية من توجيه الشتيمة مباشرة الى شعب معين او شخصية معينة او حزب او حركة ، وهكذا شاهدنا على مدار السنوات التي مضت ، فقد مارس طارق الحميد الشتم بحق (القرضاوي ، محمد البرادعي ، حسن نصر الله ، وليد جنبلاط ، مقتدى الصدر ، المالكي ،.. وغيرهم من الشخصيات والاحزاب ) .
في بعض الاحيان السعودية تفضل السكوت .. ولا نعرف ان السعودية صامتة الان ، الا عندما نرى صمت ابو الهول لدى طارق الحميد . فمتى تتحدث السعودية ؟.
سؤال اخير : هل لدى الحكومة السعودية ناطقاً رسمياً باسمها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال