الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يهرج الأسد

محمود يوسف بكير

2011 / 4 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تأخر الرئيس فشار(عفوا بشار) الأسد كثيراً في مواجهة شعبه الثائر وعلل هذا بأنه كان بحاجة لبعض الوقت كي يفهم ما يجري على الساحة السورية والعربية قبل أن يتحدث إلى الشعب،ولكن خطابه الهزيل لم يوحي بأنه فهم أي شيء بل أن حديثه أكد على أنه حالة ميئوس منها وأنه لم يعد أمامه سوى الرحيل إذا كان فعلا يحب سوريا لأن من على شاكلته مثل مبارك و القذافي وعبد الله صالح غير قابل للإصلاح بعد أن وصل الفساد إلى نخاعهم ألشوكي.

أعلن الرئيس الأسد أن العالم كله يعاني من الغباء وأنه الوحيد الذي يفهم وأن الاحتجاجات الشعبية ضده مؤامرة خارجية تحاك ضده وجدد تعهده بأن يواصل مسيرة الصمود التي بدأها الأسد الكبير منذ القرن الماضي بالرغم من إننا لم نر له صموداً وعناداً إلا ضد طموحات الشعب السوري في التمتع بحقوقه المشروعة في حياة حرة ونظيفة بعيداً عن نظامه المستبد والفاسد.

توقعت كما توقع العالم كله أن تأخر الأسد في الظهور أمام شعبه يعني أنه استوعب درس سقوط من قبله من الطغاة العرب من أمثال بن علي ومبارك وتوقعنا جميعاً أن يكون أكثر كياسة وحنكة وأن يبادر ببعض الإصلاحات الجادة كنوع من العرفان لهذا الشعب العظيم الذي أعطاه و أسرته الكثير ولكنه خذل الجميع ولم يأتي في خطابه إلا بالمزيد من الوعود الكاذبة والوعيد الفاجر لكل من تسول له نفسه الاعتراض على فساده وطغيانه وقتله الأبرياء.

لقد بدا الأسد مبتسماً وضاحكاً وكأنه في حفل عرس وتجاهل دموع المئات من أسر الشهداء الذين قتلهم رصاص الغدر الذي أطلقته زبانيته بأوامر مباشرة منه ومن شقيقه الدموي.
وحتى يكتمل ديكور المهزلة ظهر أعضاء مجلس الشعب السوري منتشيين وفرحين ومستبشرين وهم يصفقون ويتبارون في وصلات النفاق والتملق لرئيس جاءوا به في غفلة من الزمن كي يحتالوا جميعا على شعب طيب في مسرحية رديئة لا ترقى حتى إلى مستوى أحقر أفلام العهر والفضائح.

أعلم أيها الأسد الصغير أن الشعب السوري ليس أقل شجاعة من شعوب تونس ومصر وليبيا واليمن وأن صوت الحق والحرية والعدالة أعلى بكثير من صوت مدافعك وزئير طائراتك وأعلم أن الشعب السوري لن يهدأ ولن تقر له عين إلا باستعادته حريته المسلوبة وكرامته المهدرة وأمواله المنهوبة ،كفاك تهريجاً واحتيالاً وعليك أن تفهم أنه لم يعد أمامك سوى الرحيل.
نتمنى أن تفهم أن ما يحدث في درعا واللاذقية وحمص ليس إلا ترنيمة المقدمة لثورة شعبية سوف تقتلعك وتقتلع كل رموز الفساد في سوريا.

نعم لقد قتلت المئات ولكن ليس بمقدورك أن تقتل ملايين الشعب السوري المتعطشة للحرية والعزة والكرامة.

وأخيرا لا أدري لماذا ذكرتني تهديداتك الفارغة للشعب السوري ببيتاً للشاعر العظيم جرير يقول:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ، أبشر بطول سلامة يا مربع

تحية إجلال إلى كل مرابع و شهداء وأحرار سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رساله الى درعا
زينه احمد ( 2011 / 4 / 1 - 22:39 )
الحية التي لا تغير جلدها تموت،أما الحرباء تغير لونها لتحمي نفسها ،والانتهازي يغير جلده ولونه ليركب الموجه قبل ان تغرقه ،فهل اصبحت مصطلحات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ،الوان يسهل خلطها لتشكيل اللون المناسب للموجة المناسبه ،وهل من يخرج علينا كل يوم بلون تحت اسم حقوق الانسان ،أخطأ في التسميه وكان عليه ان يوضح انه من حقوق الألوان ،ويدافع عن حقه في التلون .
هل يوافق القاريء على حق الانتهازي في التلون ،ام علينا محاربتهم وكشفهم لانه جزء من الفساد ،بل اخطر انواع الفساد ،وهل من يدافع عن اللون الاحمر ،ليركب موجة الشهداء في درعا ،وهل دماء الشهداء في سورية من مواطنين ورجال شرطه لا لون لدمائهم ،ان شهداءنا في درعا وحمص واللاذقية وكل انحاء الوطن هم شهداءنا ولن نسمح للانتهازيين امثاله ان يتلونوا به لانه اطهر واغلى من ان يتاجر فيه المناع ،وكيف انه اعترف على قناة الجزيرة ان ثلاث جهات عرضت عليه السلاح ليقدمها الى شباب درعا ،فهل هذه الجهات هي من المدافعين عن حقوق الانسان ،ام ان لسانه خانه ليعترف بان يد خارجية تريد ايصال السلاح الى سورية ليغرق الوطن بالدماء ،وهل ما قاله الا دليل فوق الاف الادلة على

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ