الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتخطى كل الحواجز وننتصر للمظلومين وفق المنظور الانساني

علي الشمري

2011 / 4 / 2
حقوق الانسان


في بداية نشوء الخليقة وعندما كان الانسان البدائي يعتاش على الصيد ,كان حرا في تنقلاته وافكاره ونظام معيشته دون تدخل او فرض هيمنة من احد ,وعندما استوطن وقام يمارس مهنة الزراعة,بدات النزعة التسلطية والشريرة للانسان بالتزايد,وأزادت مع مراحل التطور التي شهدها الانسان وصولا الى المدنية والحضاره
من وضع الحواجز الوهمية بين الشعوب,وأسماها دويلات ودول هم الحكام لغرض السيطرة على محكوميهم ,من وضع القيود في اعناق الشعوب بحجة القوانين لتنظيم المجتمع ,لكنها في الواقع قوانين تفصل بالمقاس لصالح الحاكم لادامة تسلطه واضطهاد محكوميه هم الحكام المستبدين,من أصطنع الحروب والدمار وخلق العداواة والضغائن بين الشعوب هم الحكام الذين دفعتهم اطماعهم الشخصية لارتكاب الجرائم بحق الانسانية لاملاء خزائنهم من الاموال على حساب دماء شعوبهم ,وبتطور السياسة وظهور الايديلوجيات السياسية تفاقمت الامور سوءا على الشعوب ,حيث ظهر الارهاب الفكري والذي يؤدي في كثير من الاحيان ,أما الى القتل ,أو السجن والنفي والتشريد لمعارضي الرأي الذين يرفضون أن يستعبدوا فكريا ,وكل حاكم مستبد تراه يجند له من وعاظ السلاطين ما يكفي لتكفير الاخرين واستباحة دماء المعارضين بفتاوي تكفيرية ظالمة.
ظهرت الاديان السماوية الثلاث وكلها تدعوا الى خدمة الانسانية وتنظيم المجتمعات التي تتواجد فيها,لكن مع الاسف أستغلت الاديان من قبل ادعيائها ,ليجعلوا منها مصدر تهديد وتخويف للشعوب ومصدر رزق لهم,واحيانا كثيرة سبب للويلات والدمار الذي لحق بالبشرية جراء الحروب والغزوات والنزاعات بين الدول بحجة نشر التعاليم السماوية ,وفي كل الاديان ظهرت خلافات وانشقاقات لتتعدد المذاهب والاتباع ويزداد الصراع فيما بينها والضحية دوما هم الاتباع ممن يؤيدونهم ,وازدادت نقمة الاديان السماوية على البشرية عندما ظهرت طبقة من ادعياء الاديان تغذي بذور الطائفية والمذهبية والتخلف الفكري المبطن بوهم القداسة,وكل يرغب لاتباعه أن تستوطن في جماجمهم الغيبيات ,وزيادة عوامل الوهم والتخلف في مجتمعاتهم على عوامل العلم والحداثة ,كي لا يفقدوا امتيازاتهم في التسلط على رقاب شعوبهم .فما بين الدين الواحد تجد المذاهب المختلفة تتصارع فيما بينها بفتاوي التكفير للاخرين مستبيحة دماء المعارضين والمخالفين في الرأي للسلطان الذي تنفذ ثقافته بين أوساط جماهيرية بواسطة وعاظه لتنفيذ ما يصبوا اليه ,مقابل عطاء سخي من الاموال والهبات لهم
كثيرا من الدول تخلصت من كابوسها الديني عندما بدات الشعوب بالمطالبة بابعاد الكنيسة وتحجيم دورها في السياسة لتشق طريقها نحو العلم والتطور تاركة الوهم الدينية في قبو مؤسساته وأدعيائه القابعين في كنائسم وصومعاتهم,
الشعوب العربية لم تجرء للتخلص من موروثها الديني القديم ,بل عمد حكامها العملاء للاستعمار الغربي الى تكريس تلك المفاهيم لدى شعوبهم لابقائهم في مستنقع التخلف والجهل ,بل زادوا من الحواجز فيما بين شعوبهم عندما استحدثوا النظريات الشوفينية الضيقة تحت يافطات دينية وعروبية وطائفية ومذهبية,وأذكوا عن عمد تلك النعراتبنوعيها الطائفية والمذهبية ,بل شجعوا التعصب والتشدد المؤدي الى التناحر والفرقة قتلا لوطنيتهم و من اجل أبعاد كراسيهم من دائرة الخطر المحدق بهم (الشعوب وتطلعاتها نحو التغيير),وعندما ينتفض شعب ما في دولة معينة ضد جلاده ,ترى الشعب في الدولة الاخرى لا ينتصر له ويسانده بحجة أنه من الطائفة الفلانية او من المذهب الفلاني,او من القومية الفلانية,وينتصر لطائفته ومذهبه فقط, فهي حواجز وضعت له باحكام يصعب القفز عليها والانتقال الى الضفة الاخرى ذات الجانب الانساني,.
فحوادث القتل والتهجير القسري والاقصاء والتهميش عن الساحة السياسية التي طالت الكثير من القوميات والاديان والمذاهب في البلد الواحد سببها تلك الحواجز,مبادئ التعايش السلمي في وطن سمائه وأرضه للجميع وقيم التسامح والمحبة ,وأغاثة المظلومين في البلدان الاخرى قيم قد سحقت من ثقل تلك الحواجز ,
اصبحنا عاجزين عن نصرة المظلومين من أبناء جلدتنا ونظرائنا في الخلق امام جبروت الطغاة الذين يقتلون شعوبهم صونا لملكهم ,واصبحنا نناشد الغرب الكافرفي وقت الرخاء وفي الشدة المناصر لحقوق الانسان ان ينقذ ضحايانا من براثن الطغاةكما هو ما يجري حاليا في ليبيا ,لكن وسائل اعلام الطواغيت كونها اقوى من اعلام الضعفاء تحاول أن تبرر فعلتها بان حرب صليبية واقعة عليها ,وما على العرب والمسلمين كافة الامناصرة نظامه الدموي.
أن الدجل والنفاق هو ما يميز حكامنا وأدعياء أدياننا ,فهمفي حلف غير مقدس ضد ارادة شعوبهم وتطلعاتهم المستقبلية ,يحاولون جهدهم لمنع أي احد ان يرمي حجرا في بركهم الاسنةخوفا من تحريك مياهها الراكدة منذ سنوات ,
فمن اجل أن لا ينام طواغيت العالم المختلفين في التسميات بكل ثقلهم على أجساد البائسين والفقراء والمحرومين ,أن تناضل الشعوب بكافة طبقاتها المسحوقة وتتلاحم وتتكاتف فيما بينها وتتخطى جميع الحواجز( القومية والسياسية والدينية والمذهبية) ومن وضعها ويقف ورائها وصولا الى ضفة الانسانية ,لاسقاط طواغيتها ومستعبديها ,ونيل أرادتها في التحررمن قيودهم الفكريةواقامة نظامها الذي ترضية لنفسها دون ان يفرض عليها ,,,
فعلى التواقين لفجر الحرية ان يكونوا عونا للمظلومين اينما كانواوبغض النظر عن الدين واللون واللغة والقومية ,وخصما للظالمين ,وهذه أسمى صفات الانسانية التي يتطلع اليها أصحاب العقول النيرة المتطلعة الى خلاص الانسانية من القهر والعبودية....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري


.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان




.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو


.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا