الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نموت ويحيا الأسد

محمد حسين الأطرش

2011 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


قررت متعمدا أن أعتمد هذه المرة الواقعية في القراءة مبتعدا بعض الشيء عن الموضوعية وذلك رغبة مني في محاكاة فريق من أهلنا على أساس أنهم يجدون في الأسد شابا حاكى طموحاتهم في الكثير من وعوده إضافة إلى تمكنه من تقوية فكرة المواطنة نتيجة الضغوط التي تعرض لها النظام خلال السنوات الماضية ناهيك عن شخصيته المحببة للكثير من السوريين.
سأنطلق من خلال ما يعرف عن بشار الأسد من ذكاء حاد وقدرة على المناورة وهما أمران بقدر ما يصبان في مصلحته بقدر ما يخالفان خطابه الآخير حيث قدم الأسد خطابا فارغا من المضمون العملي مقارنة بأول تهديد جدي يطال النظام. فشل الخطاب يسقط إذن للوهلة الأولى حقيقة ذكاء الأسد وقدرته على المناورة. لكن إذا تمسكنا بما يتصف به الأسد فأن ذلك يحتم علينا إعادة قراءة الخطاب على عكس ما تضمنته الكلمات ولكن على أساس الدعوة الضمنية التي وجهها للشعب.
هذه القراءة العكسية تقوم على أمرين. أولهما أن الأسد وفريقه السياسي غابوا عن المشهد لأيام طويلة وذلك يرجع برأيي إلى الخلاف الحقيقي داخل النظام أو الإزدواجية التي يقوم عليها النظام السوري والمتمثلة بالفريق السياسي الذي يتولى الشأن الخارجي في حين يتقهقر هذا الدور أو ينعدم داخليا لصالح الأجهزة الأمنية التي تسيطر على كافة مرافق الحياة في سوريا بكل ما فيها من فساد ومحسوبية.
أما الأمر الثاني فيمكن استنتاجه من خلال التباين بين ما تلته مستشارة الرئيس خلال الأيام التي سبقت الخطاب وممارسة الأجهزة الأمنية على الأرض والذي لا يمكن رده إلا إلى تلك الإزدواجية القائمة داخل النظام. وهنا لا بد من التسجيل بأن ظهور الأسد المتأخر إنما يرجع إلى إحساس القائمين على الأجهزة الأمنية بأن النظام بأكمله صار محرجا لدرجة كبيرة تحتم الدفع بأخر أسلحتها ألا وهو رصيد الأسد. إذا أتى خطاب الأسد كحاجة ملحة للأجهزة الأمنية لتحافظ على مكتسباتها وأتى الخطاب مقتصرا على ما سبق وأعلنته شعبان. السؤال هو : ألم يكن الأسد مدركا لهزالة مضمون الخطاب؟ جوابي أنا: نعم كان الأسد مدركا لذلك لكنه كان يدرك أيضا أن إبقائه في السلطة مرتبط بموافقته على الإدلاء به وعلى التقيد بمضمونه أيضا.
بواقعية أقول أن الأسد بخطابه المخيب للآمال أراد أن يسجل دعوة ضمنية للإستمرار في التظاهرات والإحتجاجات التي تمكنه أكثر فأكثر من تحقيق الوعود التي قطعها للمواطنين وتتيح له من جهة أخرى إضعاف قيادات الأجهزة الأمنية. هنا تلتقي مصلحة الأسد مع مصلحة المواطن السوري حيث يتمكن الرئيس من الإمساك بالسلطة بشكل حقيقي تنهي مرحلة الثنائية الحاكمة أو تنهي خضوعه لمراكز القوة التي تبتز رصيده شيئا فشيئا ويتمكن المواطن السوري من تحقيق مزيد من الإصلاحات.
يدرك الأسد أن الإحتجاجات التي انطلقت من درعا لتشمل عددا من المدن السورية أتاحت له لأول مرة تحقيق بعض ما وعد به لكنه من خلال خطابه كان يسعى لتحريض الشارع أكثر للدفع به لمزيد من التظاهرات والإحتجاجات التي تتيح له مزيدا من القوة نتيجة أخطاء وغباء القائمين على الأجهزة الأمنية وتتيح للمواطن الوصول للإصلاحات بطريقة أسرع.
قراءة واقعية تفيد بأن من يحب بشارالأسد عليه أن يكون في آوائل المنادين بالحرية والمطالبين بالإصلاحات لأنه بذلك إنما يساهم في تحرير الرئيس الأسد من سطوة ملوك الآجهزة الأمنية.
بناء على ذلك يصبح من الواجب على محبي الرئيس الأسد والذين يصرون على مبايعته للأبد أن يكون من الغد في عداد المتظاهرين دافعين بدمائهم وأرواحهم حقيقة وكما يهتفون فداء للأسد لأن مطالبهم الإصلاحية تدعم هدف الرئيس وتوصلهم مع قائدهم للهدف المنشود. كل فرد منهم إذا ما جرح أو قتل فإنما يكون فداء للأسد. فإذا ماتوا ليحيا الأسد ومتنا لتحيا سوريا فإنما نطيح تدريجيا بحكم الأجهزة الأمنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في