الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى حركة 20 فبراير

ابراهيم سلاك

2011 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة الى حركة 20 فبراير
من البديهيات في حقل السياسة إن الحكم يمارس عن طريق الأداة السياسية ,التي لايمكنها أن تكون سوى حزبا أو أحزابا سياسية. هذا الحزب او ذاك ليس سوى التعبير السياسي لمصالح اقتصادية معينة وهي تكون في كثير من الأحيان بل في جلها مغطاة بخطاب إيديولوجي في أحسن الأحوال ,وفي اسوئها بخطاب ديني أشبه بالثعلب الذي نزل في الناس واعظا .هنا تكمن إشكالية الثورات الشعبية المشتعلة التي قدمت انهارا من الدماء,وعبرت عن شجاعة وبطولة قل نظيرها حتى في تلك الدول المسماة ديمقراطية. انهارت الأحزاب الوهمية المخادعة وأفرغت من شيء اسمه الجماهير واغلقت مقراتها.وفتح مقر حزب واحد اسمه ساحة التحرير وعليه تكسرت الطابوهات تحت شعار واحد اسمه الشعب يريد إسقاط النظام . فعلا حدت الزلزال الثوري وتهدمت أسوار الديكتاتوريات و أصبحت حطاما في كل مكان . لكن السؤال هو : هل الشعب أكمل هدم البناء المتهالك حتى لا يعاد ترميمه ؟ هل قام بكنس كل قاذورات النظام المتهالك المهددة لسلامة البيئة التورية الناشئة؟ هل استأصل كل خلايا السرطان المنتشرة في جسد الوطن؟ هل الشعب قام ببناء أداته لتشييد صرح الدولة والإنسان الجديدين ؟ هل هو مستعد للذهاب بعيدا في فك الارتباط التبعي بلصوص الخارج ؟ انها العديد من الأسئلة المورقة التي لابد من استحضارها والإجابة عنها هي البوصلة لكل فعل بناء وهندسة التاريخ وفق اسس علمية لا عاطفية . نعم صناعة التاريخ دخلت في منعطفا الحاسم . فاما ان نكون في الموعد او ننتظر أجيالا أخرى لن تكون سوى انتكاسات الى الوراء .
أصعب مهمة في صناعة التاريخ هي الارتقاء بالصراع الاقتصادي ألمطلبي و الفكري إلى مستواه الأعلى وهو السياسي . وهاهو الان انفتحت أبوابه على مصراعيها . الا ان الأخطر في بلد كالمغرب هو حينما تسبقك الدولة او النظام في تبني شعار هو في الحقيقة ليس شعارا لها بل شعار القوى التحررية . وهي بطبيعة الحال ستقوم بمسخ ذلك الشعار وإفراغه من محتواه وتقديم مولود معتوه مشوه في طبق من ذهب. وقد جربت هذا الأسلوب المقيت منذ الاستقلال الشكلي من خلال شعار الديمقراطية او دولة الحق والقانون او الإصلاح الزراعي...
بين عشية وضحاها أصبحت الأحزاب البرلمانية حاملة لمشروع تغيير الدستور بل تجدر الكثير منها معلنا السبق التاريخي في النضال الديمقراطي وهم يعلمون جيدا ان حتى اولئك الذين كان لهم ماض محترم هم أنفسهم تبرؤوا من تاريخهم بل يشكل لهم الكثير من الإحراج في علاقتهم بأسيادهم خدام المخزن. ان تاريخ اي حزب سياسي لن تكون له اية قيمة الا بحاضره فلولا الحاضر ماكان هناك تاريخ وقيمة التاريخ تتحدد باتره على الحاضر.
اذن فالخطر كل الخطر على حركة 20 فبراير هي :
* الدولة التي رفعت شعار تغيير الدستور محاولة منذ البداية تلجيمه بلجنة مراجعته
*الأحزاب السياسية المرتبطة كوادرها بمصالح المخزن والذين انشؤوا لأنفسهم مواقع مالية إلى جانب رأسماليي وإقطاعيي الدولة.
*الحركات الإسلامية وحتى تلك المحاصرة من قبيل العدل و الإحسان . لأنها لا علاقة لها بالديمقراطية وان كانت حالي تغازل اليسار فانه يبقى عدوها الحقيقي .
فلتسر حركة 20 فبراير نحو مزيد من الصفاء والنقاء كتعبير عن تطلعات أحرار المغرب بمبادئها الكونية مستقلة بطموحها وشعارها وأداتها التي لابد من فرزها والا فزخمها و تمارها سيكون لقمة بين شفاه أولئك الذين يبحثون عن مواقع داخل بنية المخزن دون المساس بجوهره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس