الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدفاع بالتبنّي!
علي شايع
2011 / 4 / 2حقوق الانسان
أتذكّر موقفاً قديماً للناشط الحقوقي والمتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم مناع، دعا فيه إلى استحداث وسائل جديدة للدفاع عن معتقلي الرأي، مقترحاً ضرورة أن يتبنى كلّ مثقف أو مهتم بالشأن الإنساني موقف دفاع عن معتقل رأي عربي، ليصبح كل إنسان مسئولاً ضميرياً عن شبيهٍ مُغتـَصب الإرادة، منطلقاً من بديهة الرؤية للاعتقال السياسي؛ كمرض لنقص المناعة الذاتية، في مجتمع مسلوب المدنية، ومُنتهك الثقافة، ومَغلوط السياسية.
موقف الدفاع بالتبني، يفهمه الطغاة ويخشاه أتباعهم، بل يعدّون له ما استطاعوا من رباط خيول خاسرة الرهان في النهاية، يطول بحثها مجدّداً عن إسطبل آخر يضم تزاحمها، ويلبي رغبتها للاحتكاك ولو بجدران ذلك الإسطبل.
الدفاع بالتبني سيشوّشُ عليه أصحاب الغايات، والطامعون بعطايا الطغيان، ولو بالسماح لهم صاغرين -صمتاً- بدخول بلدان الظلم والتمتع بهواء يُحرم منه الآخر الرافض للهوان، سواء الممنوع من دخول البلد لأسباب سياسية، أو الموجود في البلد جغرافياً، لكنه يخفى في غياهب معتقله، ويغيّب إنسانياً.
مَثَل المُشَوِّشِين هنا مثل مذيعة من قذافيي التملق، أضحكت العالم بقولها:" إن الأمم المتحدة تبنت قرار مواجهة ليبيا، علماً إن التبني حرام في الإسلام..".
الدفاع بالتبني يوجب النظر إلى الأحداث وتفاصيل ما يجري الآن، كما لو أن القضية قضية شخصية، ليس بمضمونها الفردي، بل بماهيتها الذاتية، بمعنى "لا يؤلم الجرح إلا من به الألم".. فها أنا أشارك الكاتب والصحفي حسين العودات ألم صرخته واستنجاده عبر أثير إحدى الفضائيات:" نريد الخلاص من الظلم في سوريا، من الفساد..فسدوا فنهبوا قوت الناس"..
موقف الدفاع بالتبني سيجعلنا نتبنى حتى حق شرطية صفعت (الشهيد) محمد البوعزيزي مفجر الثورة التونسية، واعتقلت منذ تلك الحادثة، فحق تلك المرأة، والتبني لموقف مناصرتها، نابع من أهمية إنصاف الثورة كلّها، عبر محاكمة عادلة ومعتبرة، لكلّ المتهمين، في دولة الأمل الديموقراطي؛ دولة المؤسسة.
موقف الدفاع بالتبني سيضع كل فصيلٍ في فصيلته التي تأويه، وتمثل جنسه، أو متبوعه، حيث سنرى (عائشة القذافي) في اصطفاف سالف، وقد تبعها جوقة مدافعين عن صدام، يوم كانت على رأس هيئة الدفاع عن الطاغية، دعماً بالمال والجاه، إلى جانب محامين عرب آخرين.. وها تنبحها، وتنبحهم كلاب الحوأب!، فيتوارى كلّ منهم عن القوم، من سوء ما بشر به.. يتوارون بلا حكمة، بحثاً عن المأوى، ولقلوب الفقراء والبسطاء أشد وأبقى، فليتهم لجئوا إليها..
الدفاع بالتبني سيجعل أي شاعر قابض على جمرة الإبداع - مثالاً لا حصراً- يجنّد وعيه للدفاع عن حق شاعر سقط شهيداً في تظاهرة بصنعاء اليمن.. فالشهيد الشاعر أحمد المنيعي، سجّل بموقفه وكلماته ما يعلو بمجد الانتماء للشعر الحقيقي، ولقصيدة تُكتب بالتضحية، وبالأقدام عليها. أليس إقدام الشاعر، إقدام تضحية أبدي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الحرة ترصد حركة المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة
.. الحدود مع المكسيك.. عصابات تتحكم في تهريب المهاجرين
.. أهداف نتنياهو في الحرب.. تدمير حماس وإعادة الأسرى ومنع التهد
.. بعد صفقة الرهائن.. اعتقال عشرات بينهم أطفال في مداهمات إسرائ
.. حكايات على لسان الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين المحررين